نداء شرارة : خلع حجابي يساوي الملايين ’لهم‘
مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/26 الساعة 11:29
مدار الساعة - نداء شرارة #فنانة_أردنية شابة تعلّق الجمهور بصوتها منذ إطلالتها الأولى في برنامج “The Voice” الذي حصدت جائزته باقتدار.. تمتلك هذه الفنانة خامة صوت متميزة وطابعاً طربياً خاصاً بها.
طرحت #نداء_شرارة مؤخراً ألبومها الأول “بعدو عطري.. ورغم حداثة تجربتها، إلا أنها غنت في دار الأوبرا المصرية ومهرجان جرش العريق. “العربية.نت” التقت الفنانة وسألتها عن مواضيع مختلفة تهم الجمهور.
العربية.نت: حدثينا عن بداياتك الفنية
نداء شرارة: أنا أغني منذ كان عمري 10 سنوات، وكنت أود أن أسمع صوتي للناس، لكنني لم أستطع لأنني خجولة جداً.. والشخص الذي يمتلك أي موهبة لا بد أن يعود لها في يوم من الأيام. وفي مدرستي وجدت تشجيعاً كبيراً كي أغني.. أما في البيت “فأنا جننتهم”.
معنى ذلك أن أسرتك كانت تشجعك لتكوني فنانة؟
طبعاً شجعتني، لكن كما تعلم للأهل مخاوف من الطريق الفني بشكل عام، ويبقى الأهل مستبعدين فكرة أن يصعد من بيتهم مطرب، فما بالك لو كان من أقدم على الخطوة فتاة، حيث يكون الأمر أصعب، خاصةً وأن عائلتي لم يصعد منها أي مطرب رغم أن أقاربي أصواتهم جميلة.
لهذا السبب نشب خلاف بينك وبين والدك.. أليس كذلك؟
لا بالعكس. كان اعتراض والدي بسيط. هذه الأيام ومع الانفتاح على مواقع التواصل الاجتماعي أصبح لدى الأهل مخاوف من كل شيء، ليس فقط من طريق الفن، لأن العصر الذي نعيشه “يخوّف” ويبق الأهالي يظنون أن بناتهم لا يزلن صغيرات مهما كبرت الواحدة، وعملت على نفسها، يعتقدون أنها لا تزال تحتاج رعاية وحماية. وكان والدي يخاف عليّ، لا سيما وأنا ملتزمة بالحجاب. وقبل الفن، كنت مدرسة لطلاب ذوي احتياجات خاصة، وكان “بابا” يقول لي إن هناك اختلافا كبيرا بين أن أكون “شخصا ليديه عمله وحياته” وأن أنتقل لموضوع الغناء، خصوصاً وأنني لم أكن أنا من تقدم شخصياً للمشاركة في البرنامج بل حدث ذلك عن طريق الأصدقاء. والدي انصدم من الأمر حينها، لأنني أبداً لم أطرح فكرة كهذه عليه من قبل.. الجميع انصدم، ليس فقط والدي. والدي أعطى حينها رأيه في الموضوع، وأنت تعلم كيف أن مواقع التواصل تضخّم الأمور، وعندنا في الأردن هناك عادات وتقاليد معينة.. لكن الحمد لله والدي الآن راض رضا تاما لأنه يعرف حجم التزامي.
كونك مطربة محجبة البعض يتحدث معك عن موضوع الحجاب أكثر من الفن.. هل يضايقك هذا الأمر؟
لا، هذا الأمر ارتبط بي، حتى عندما أعمل لقاء صحفيا ويقول لي المعدون إنهم لن يتطرقوا لموضوع الحجاب، لكن تلقائيا تراهم يتطرقون للموضوع. اليوم في الوسط الفني، حجابي هو ما يحميني ويحفظ لي حدودي مع الأشخاص الآخرين، وهو ما يرسم لي الخطوط الحمراء بيني وبين الناس، والحمدلله هو ليس مشكلة أو عائق بالنسبة لي.
أنا مؤمنة إن الإنسان بإمكانه أن يقدم موهبته بالطريقة التي يحبها دون المساس بأي مبدأ يتمسك به، أي أنه يمكن أن يظل محافظاً على كل شيء يخصه بجماليته، هذه نظرتي للأمور. وبعد فوزي ببرنامج “The Voice” كل هذا الكلام انتهى، ورأى الناس طبيعة الحفلات والأغاني التي أقدمها، وعرفوا طريقتي والأماكن التي أحيي فيها حفلاتي، وعرفوا أن نداء شرارة تلتزم بمعايير معينة. كل هذا، بينما نحن اليوم في “عصر الصورة”، لكن الناس تحترم هذا الأمر. لكن طبعاً، هناك أناس آخرون قد يشعرون أن حجابي يقيد حريتهم فيقولون “لما ندعو نداء شرارة في الوقت الذي يمكننا أن نأتي به بفنانة تلبس بشكل وطريقة معينة؟”. كما هناك أيضاً من يرفض الحجاب. أحيانا أنصدم من أفكار الناس.. وكنت خائفة من الناس.. ولكن الناس تقبلوني على طبيعتي.
هل هناك منتجون عرضوا عليك خلع الحجاب؟
طبعاً أكيد! ليس فقط منتجين، حتى إنني تعرضت لتحريض من بعض الأصدقاء على هذا الأمر للأسف.. لأنهم يقيسون الأمور من زاوية خاصة بهم. أنا أرى أن الحجاب حجاب الأخلاق أولاً، وهذا مبدأ ديني وهو حرية شخصية أيضاً بالنسبة لي. والأهم هو أنني، حتى لو لم أكن محجبة، ليس لدي أي شيء آخر لأقدمه غير صوتي، وهي بالنهاية أرزاق مكتوبة من الله بالحجاب أو بدون حجاب. وهذا الموضوع تفاعل بعد انتهاء البرنامج لمدة شهر أو شهرين وتجاوزته بطبيعتي.
ألمس من حديثك أنك مصدومة من الوسط الفني؟
من أي ناحية؟
يعني هل شعرتِ أو انتابك إحساس أن هذا الوسط لم يكن كما تتخيلينه قبل الدخول إليه؟
أنا الحمدلله من فضل رب العالمين إنسانة واقعية وليس لدي تخيلات.. لكن عندما دخلت الوسط الفني انصدمت بشخصيات الفنانين، انصدمت أن هذا العالم مليء بالوحل وليس الورد صراحةً، وهو طريق صعب جداً إن لم يكن الإنسان فعليا “على قد حاله” ومتمسك بمبادئه. كنت أعتقد أن حجابي هو لي وملكي أنا وأنا متمسكة به.. ولما دخلت الفن اكتشفت أن حجابي له قيمة أيضاً عند الوسط الفني “وفي عيونهم يساوي ملايين لو خلعته”. هذا هو الأمر الذي لم أحبه، لكن لا أعرف لما الدنيا “ماشية بالمقلوب” ولا نعرف الشيء إلا عندما نصبح داخله.. لكن الحمدلله أنا داخل الوسط الفني وخارجه أيضاً لدي خطي، وهم لهم خطهم.. ولا يهمني أن أكوّن صداقات أو أسير على السجادة الحمراء مع أنها تعطي نجومية للفنان.
معنى ذلك ليس لديك صديقات في الوسط الفني؟
صداقات بعيدة جداً. ليس لدي هذا الهوس، وأنا لم أدخل في هذا المجال كي أقارن نفسي بأحد. هناك أشياء كثيرة كان يمكن أن تقف بطريقي وتجعلني لا أستمر، لكن الحمدلله استمريت. مسألة تكوين صداقات سيجعلني أتساءل عن مدى صدق هذه العلاقات، خاصةُ وأنني إنسانة حساسة وصادقة جدا مع نفسي، وأشعر بأن هذا الوسط لا يزال غريبا عليّ ولم أندمج به. حتى “الجمعات” والعزائم الفنية التي يدعونني إليها، أحاول أن أتفاداها لأن طريقة حياتي مختلفة. هل تصدق، لم يتغير شيء في حياتي وحياة أهلي بعد دخولي للفن.. “ما صرت هيفاء وهبي بعد النجومية” (قالت نداء ضحكةً). ما زال أهلي محافظون على نفس نمط الحياة، ولا أحب أن أدخل عليهم نمط حياة مختلف ولا أن يتم اختراق خصوصيتهم. لو كان لي منزلي الخاص، أستطيع حينها دعوة فنانات وصديقات إليه، لكن عندما أكون قاطنة في منزل أهلي “مثلي مثل أي بنت”، لا يمكن أن يكون لي علاقات فنية، حتى لو صديقاتي.. قد يكون أهلي لا يحبون هذا الأمر ولا أستطيع أن أفرض عليهم هذا الأمر.
يعتقد البعض أن النجومية زادت رصيدك مادياً.. هل هذا صحيح؟
على الصعيد المادي الحمدلله.. “من البرنامج لم أربح فلوس، ولو كنت أعرف أنه ما فيه فلوس ما اشتركت” (قالت نداء ضاحكةً). أمزح! أمزح! قدّم لي البرنامج ألبوما غنائيا ووقعّت عقدا يضمن حقي في الألبوم. الحمدلله، أنا أعمل، لكن طبعاً عملي محدود لأني لا أصعد على أي مسرح. من الناحية المادية حياتي جيدة، لكني لم أتغير، فأنا في المنزل أشتغل وأنا إنسانة مسؤولة، ونحن 6 أولاد، وأنا ثاني واحدة في البنات وأكبر من الصبيان كلهم.
بعد الفن ماذا عنِ التدريس؟
تركت التدريس، وكل شيء أجنيه اليوم هو من رزقي البسيط وأنا راضية الحمدلله. والفن مكلف جداً من حيث اللباس والإطلالات. من أهم الأمور القناعة، وهي كنز. من أهم العناصر كي تصبح فنانا هو أن تكون “عينك مليانة” لأنه إذا دخلت الفن وأنت “جوعان” سيكون بودك أن تأكل كل شيء، لكن لن تجني الاحترام.
ألم تشتاقي لطلابك؟
أكيد طبعاً اشتقت لهم، وأطلقت مبادرة في الأردن اسمها “نداء الأمل” لذوي الاحتياجات الخاصة حضرتها الأميرة سناء عاصم وكانت الفعالية تحت رعايتها. أقمنا حفلاً وأتينا لذوي الاحتياجات بهدايا، وجمعنا تبرعات، والحمد لله فرح الأطفال جدا في الحفل، وغنيت لهم “لا تنادوني معاقاً”. وهذه الأغنية سأطلقها قريباً، وهي من كلماتي وألحاني.
نعود للوراء قليلاً.. لمن كنتِ تغنين في طفولتك؟
كنت أحب كثيراً الفنانة ذكرى الله يرحمها، وأم كلثوم وفايزة أحمد التي كنت متأثرة بها، وفيروز.. ولكن أكثر فنانة كنت أغني لها هي أم كلثوم.
من يعجبك من الفنانين الموجودين الآن وتستمعين لأغنياتهم؟
أنا من الناس المحبة لكاظم الساهر وعبد المجيد عبدالله وفيروز. أحب الأغاني الطربية. ودائماً يجب أن أستمع لأغاني عبد المجيد عبدالله على العود.. أحب أن أسمعه كثيراً رغم مضي سنوات طويلة على هذه الأغاني. وعموماً، أي أغنية حلوة بإمكاني أن أسمعها. وهناك أغنية جديدة أعجبتني للفنان عيضة المنهالي.
لديك ميزة هي أنك تكتبين وتلحنين، رغم أن التلحين محتكر تقريبا على الذكور.. حدثينا عن ذلك.
منذ صغري، كنت “أكتب أغنية في رأسي وألحنها”. طبعاً، لم أدرس الفن ولم تكن لدي فرصة لأدرسه أبداً. الحمدلله “أذني موسيقية” وكنت أحب أن أستمع للموسيقى على الدوام. حتى عندما أقرأ القرآن أجوده بطريقة رائعة ومبهرة. أنا أكتب من صغري، وأدندن، فأبتكر شيئا جديدا. وكنت أكتشف تلقائيا عندما يأخذ مطرب جملة موسيقية من أغنية مطرب آخر. فاكتشفت بتركيزي أنني أمتلك المقدرة لألحن. وعندما بدأت العمل على ألبومي قمت بكتابة 5 أغان من كلماتي وأغنيتين من ألحاني. وأعطيت الفنان رامي عياش أغنية من كلماتي. وقريباً سيكون هناك تعاون مع فنانين آخرين سأعطيهم كلمات. كما يمكن أن أعطي فنانين ألحاناً، لكنني أحب أن يتم وضع كلمات من كتابتي عليها.. لأني أحب فكرة أنني أكتب، لأن بداياتي مع الكلمات كانت في عمر الـ6 سنوات.
الجمهور ربطك بالأغنيات الطربية.. هل يمكن أن نسمعك في ألوان أخرى؟
أحاول قدر الإمكان أن أواكب الجمهور لكن بالطريقة التي أحبها. كان من الممكن أن أدخل مجال الفن وأترك الكتابة أو التلحين. لكن إلى اليوم، أنا أكتب خواطر بالقلم وأقرأ وأكتب على الدفاتر والورق.. أي أنني يمكن أن أواكب الفن الحديث لكن بالطريقة التي ترضيني.
مدى رضاك عن ألبومك الأول “بعدو عطرك”؟
صدقاً الألبوم كان رائعا في كل شيء، لكن نحن الآن لسنا في عصر الألبومات، نحن في عصر الأغنية الضاربة الـ”HIT”. وتلاحظ أن كل الأغنيات الضاربة عندما تسمعها مراراً، تقول بعد فترة “غيروا لي هذي الأغنية”، من كثرة ما تتكرر وتعاد وتتغنى في الحفلات وتحصد الجوائز.. وبعد ذلك تموت.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/26 الساعة 11:29