الملك إلى واشنطن حاملاً ملفات ملتهبة
مدار الساعة - ليث الجنيدي - يبدأ الملك عبد الله الثاني، اليوم الإثنين، زيارة لواشنطن يلتقي خلالها "أركان الإدارة الأمريكية الجديدة والكونغرس"، بحسب الوكالة الأردنية الرسمية للأنباء (بترا)، التي لم توضح إن كان سيلتقي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أم لا.
وخلال زيارته، وهي الأولى لزعيم عربي منذ تنصيب ترامب رئيسا في العشرين من الشهر الجاري، يحمل ملك الأردن ملفات ملتهبة، أبرزها الوضع في جارات المملكة الثلاث العراق وسوريا وفلسطين، والدعم الاقتصادي لعمان، فضلا عن رسائل محتملة من موسكو إلى واشنطن، وفق خبيرين سياسيين ونائب أردنيين.
وأثناء زيارته لموسكو، الأربعاء الماضي، التقى الملك مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وشكر الأخير الملك عبد الله على موقفه من عملية السلام السورية، التي شهدت، هذا الشهر، مفاوضات في العاصمة الكازخية أستانا.
** العراق وسوريا وفلسطين
زيارة الملك عبد الله للولايات المتحدة الأمريكية بعد زيارة القطب الآخر في العالم، وهو روسيا، اعتبر الخبير السياسي، عامر السبايلة، أنها "تأتي في وقت يحتاج فيه الأردن الى إيجاد حالة من التوازنات الدولية في مسألة مكافحة الإرهاب ومواجهة تداعياته القادمة من سوريا والعراق وانعكاساتها على الأردن".
كما أضاف السبايلة، في حديث للأناضول، أن "القضية الفلسطينية، وخطر التطورات الأخيرة فيما يتعلق بتبدد حل الدولتين ومسألة القدس، على الأردن، ستكون حاضرة في لقاء الملك بواشنطن.
ويوما بعد آخر تتصاعد التحذيرات الغربية، وأبرزها على لسان الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، في آخر مؤتمر صحفي له، من أن استمرار الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية يقوض فرص حل الصراع على أساس قيام دولة فلسطينية بجوار إسرائيل.
الأردن يخشى أيضا من تداعيات أن يقدم ترامب على تنفيذ وعده الانتخابي بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى مدينة القدس الفلسطينية المحتملة؛ ما سيعني اعترافا أمريكيا بـ"بالقدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل"، بينما ترفض الأمم المتحدة الاعتراف باحتلال إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، ثم ضمها إليها.
ودائرة أوقاف القدس، التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية بالأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وبقية أوقاف القدس الشرقية، بموجب القانون الدولي، الذي يعتبر الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلال إسرائيل للمدينة. كما احتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس، بموجب اتفاقية اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1994.
** اهتمام اقتصادي أكبر
ولا تخلو زيارة الملك لواشنطن من هدف اقتصادي، فالمملكة، ووفق الخبير الأردني "تحتاج إلى اهتمام اقتصادي أكبر من قبل الحلفاء".
وموضحا، تابع أن "هذا يعني ضرورة العمل على تحقيق استفادة اقتصادية، واستثمار الأهمية الجغرافية للمملكة في تحقيق مكاسب اقتصادية مستقبلية عبر تدعيم الاقتصاد الأردني، والحصول على ضمانات بمساعدات تمنع خطر الانهيار الاقتصادي". وبشكل أساسي، يعتمد اقتصاد الأردن على المساعدات الخارجية.
وعامة، فإن الأردن، بحسب السبايلة، "معني برؤية الطرفين (الأمريكي والروسي) في هذه المرحلة، ورمزية الذهاب إلى واشنطن تأتي من أن ملفات المنطقة التي تمس الأردن باتت مشتركة بين الطرفين، فإدارة ترامب تملك تقاطعات مع الإدارة الروسية في بعض الملفات التي تهم الأردن، ولاسيما مكافحة الإرهاب".
** رسالة من الروس
معتبرا أنه "كان هناك موضوعين رئيسين (للعاهل الأردني) مع بوتين، هما القضية السورية والعلاقات بين البلدين"، رأى محمد كنوش الشرعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة اليرموك (حكومية) أن "زيارة الملك عبد الله لواشنطن تستهدف بحث القضية الفلسطينية وإيجاد حل للملف السوري".
الشرعة رجح، في حديث للأناضول، "أن يكون في جعبة الملك رسائل من الروس لواشنطن حول القضية السورية على وجه الخصوص، وحول منطقة الشرق الأوسط عامة؛ لإيجاد حل متفق عليه مع الإدارة (الأمريكية) السابقة بخصوص المرحلة الانتقالية التي تهدف إلى تحقيق انتقال سلمي للسلطة في سوريا عبر حكومة ائتلافية".
** قنوات مفتوحة
متفقا مع الشرعة، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأردني (الغرفة الأولى للبرلمان) رائد الخزاعلة، إن "القضية الفلسطينية هي أولوية دائمة للملك عبد الله وللشعب الأردني أيضا".
ومنذ أبريل/نيسان 2014 والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية متوقفة؛ بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان، والقبول بحدود 1967 كأساس للتفاوض، والإفراج عن أسرى فلسطينيين قدماء في سجونها.
وحول مؤشرات زيارة واشنطن عقب زيارة موسكو، اعتبر الخزاعلة، في تصريح للأناضول، أن "القضية السورية هي محور الحديث.. لكن من المستبعد وجود رسائل من موسكو إلى واشنطن؛ فالخطوط مفتوحة بينهما مع وجود تفاهمات سياسية".
وبينما تدعم موسكو رئيس النظام السوري، بشار الأسد، عسكريا وسياسيا في مواجهة قوات المعارضة، فإن واشنطن، خلال حكم الرئيس السابق باراك أوباما، دعت مرارا إلى رحيل الأسد.
وقبل أيام، أعلن ترامب أنه "سيعمل على إقامة مناطق آمنة في سوريا" لإيواء الفارين من العنف.
وبينما لم تتضح بعد سياسته الكاملة تجاه الأزمة السورية، يذهب خبراء سياسيون إلى أن ترامب يميل إلى التوافق مع بوتين لإنهاء تلك الأزمة الدموية القائمة منذ عام 2011 عبر إيجاد حل سياسي.