سيرة ملك.. من عين العواصف (بورتريه)

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/30 الساعة 11:20

كتب – عواد الخلايلة

كان قدراً أن يحمل أعباء الجغرافيا. وكان عليه أيضاً أن يوازن. فَحَمَل هذا ووازَنَ ذاك. فماذا بعد؟

قل إنه الزمن الاستثنائي يحمل في كل تفاصيله نبوءات الدنيا.

فيه ولد وفيه مَلَك. إنه عبد الله الثاني ابن الحسين بن طلال بن عبدالله بن حسين الهاشمي المولود في 30 يناير 1962، ملك المملكة الأردنية الهاشمية.

إن سماءً حوت غيماً معتّقاً، ستفاجئ ساكني الأرض، بالنبأ. شيء من انعطافة الأقدار، حتى بدت الأيام كما يجب أن تكون. ومن هنا بدأ. فما يفعل حينها؟

سيكون على الملك الشاب أن يبني مظلات الأمان؛ وقد فعل.

في السابع من شهر شباط عام 1999م، بدأ في مجلس الأمة العهد الرابع للمملكة الأردنية الهاشمية، المملكة التي تأسست على يد الملك عبدالله الأول ابن الحسين بن علي، وواصل تأسيسها الملك طلال، وأكمل بناءها ووطد أعمدتها المغفور له باذن الله الملك الحسين طيب الله ثراهم.

ابن الحسين "سيرة ملك ابن ملك ابن ملك ابن ملك"

عبر الخطوب، ومن عين العواصف، سيقود ارض العزم نحو السلامة. كيف؟ لا تدري .. ربما ستعثر على الإجابة في عينيه، يوم يحلق سابحاً في افق مُدْلَهم، طاحن، ثم ننجو.

هكذا هي السكة في العادة، ضجيج، وصراخ، هنا فلسطين، وفي الأعلى حيث الشمال سوريا، أو ربما انك ستزيح كتفك نحو الشرق قليلاً حيث العراق.. كلها تمور بتنور لا يهدأ.

فجأة تمر عربة، مكتوب عليها اسم المملكة الاردنية الهاشمية بألوانها الأربعة الابيض والأسود والأحمر والأخضر. وفي القلب نجمة سداسية. هي عربة يقودها ملك، ستمر بهدوء وسط كل هذا التيه تلتقط من ضفتي السكة الموجوعين والضحايا فتنقذهم ثم تمر، كما العادة بهدوء وسكينة، ثم تنجو.

هو فعلٌ عليه عام 2014م وسام التميز لأكثر الشخصيات تأثيراً في العالم من قائمة الملوك والرؤساء وكبار السياسيين، وذلك خلال التصويت الذي دشنه المجلس الدولي لحقوق الإنسان والتحكيم والدراسات السياسية والاستراتيجية.

منذ ولد كان عليه أن يكون ملكاً، فتولى ولاية العهد باكراً، الأولى من يوم ولادته في 30 يناير1962 لكن الباني أراد ان تمر العربة في 1 نيسان 1965 كعادتها. اما الولاية الثانية ففي 24 كانون الثاني من عام 1999 إلى 7 فبراير 1999.

رويداً رويداً ومنذ 7 فبراير 1999 بعد وفاة الباني الملك الحسين بن طلال سيجلس على عرش نهر الأردن شاب هو رابع ملوك سلالة هاشمية ممتدة على ضفة النهر الشرقية منذ 1921م.

كما كانت عادات نهر الأردن سيدرس الملك عبد الله دراسته في الكلية العلمية الإسلامية.

‏‎لن يكون على مقام كهذا المقام إلا أن ينسج من خيوط الدربة والخبرة العسكرية ما سيؤهله ان يحيط بمنطقة تزدحم بكل التناقضات لهذا سيبدأ مبكراً.

من العلمية الإسلامية إلى مدرسة "اس تي ادموندز" في بريطانيا وذلك قبل ان يكمل تعليمه في الولايات المتحدة في مدرسة إيجلبروك واكاديمية ديرفييلد في ماساتشوستس.

وفي عام 1980 تقدم الملك عبد الله لأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية البريطانية.

وفي العام نفسه يغادر بيمبروك ويلتحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة. وهناك سيلتحق إلى الخيالة الملكية.

مجدداً. لن يكون الأمر سهلاً وسيعود برمش العين ليصبح الملك بعد بعض صيف.

شيئاً فشيئاً. وبكثير من الضبط والربط. سيصعد في الرتب، بداية من ملازم ثاني. وما هي الا سنين وتحديداً عام 1987 سيعلن عن اكتمال دراسته العليا من مدرسة أدموند ولاش للسلك الدبلوماسي في جامعة جورجتاون في الولايات المتحدة.

ومنذ الآن. أي في عام 1993 ستبدأ بصمته في الظهور في رأس القيادة الكاملة للقوات الخاصة الأردنية بعد أن يرفع لرتبة لواء. ومن هناك ستبدأ علامة فارقة في تاريخ القوات الخاصة والوحدات الخاصة الأخرى التي سيجمعها تحت قيادة العمليات الخاصة الأردنية.

وما هي الا ايام القدر حتى تُحكى قصة توليه الحكم ليحمل حملاً لسلطاته الدستورية لقب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويحمل رتبة مشير في الجيش الأردني وسلاح الجو الملكي الأردني.

‏‎قدر الملك لم يخف شوقه للمغامرة بأشد ملامحها جرأة؛ هواية القفز بالمظلات، وسباق سيارات والغوص.

الزواج:

في 10 حزيران / يونيو 1993 تزوج من رانيا فيصل ياسين التي لقبت بعد الزواج بالأميرة رانيا العبد الله (الملكة رانيا العبد الله الآن).

فأنجب منها، الأمير الحسين (ولد في 28 حزيران / يونيو 1994 - ولي العهد). والأميرة ايمان (ولدت في 27 أيلول / سبتمبر 1996)، والأميرة سلمى (ولدت في 26 أيلول / سبتمبر 2000)، والأمير هاشم (ولد في 30 كانون الثاني / يناير 2005).


كتبه واوراقه النقاشية:

ألف كتابًا بعنوان "فرصتنا الأخيرة: السعي نحو السلام في وقت الخطر" يتحدث فيه عن الصراع في الشرق الأوسط والعقبات التي تواجه حل هذا الصراع.

كما كتب مجموعة من الأوراق النقاشية بلغ عددها ست أوراق بهدف دعم عملية الإصلاح والحوار والديموقراطية في الأردن.

وبعد؛

اليوم، وهو المصادف لعيد الملك الخامس والخمسين؛ لا يحتفل الملك وسط عائلته وشعبه، فهناك هموم تؤرقه،وملفات ملتهبة، يريد علاجها حتى لا تؤثر على شعبه أو غيره من الشعوب العربية، حيث يبدأ الملك، اليوم الإثنين، زيارة لواشنطن يلتقي خلالها "أركان الإدارة الأمريكية الجديدة والكونغرس" لطرح هذه الملفات ومحاولة ايجاد حلول لها..

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/30 الساعة 11:20