حازم الناصر يتحدث عن «استنبات الشعير»

مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/24 الساعة 20:06

مدار الساعة - تحت عنوان "استنبات الشعير" كتب وزير المياه والري السابق د. حازم الناصر:

اتيحت لي الفرصة مؤخراً للاطلاع على عملية استنبات الشعيرالاخضر عند احد المزارعين الأردنيين في جنوب المملكة ووجدت من الأهمية بمكان ان أشارك الأخوة المزارعين اصحاب الثروة الحيوانية والباحثين نتائج هذه التقنية الحديثة والتي تهدف الى توفير الأعلاف الخضراء باقل الأسعارلا سيما وأننا نعيش في بلد شحيح الموارد المائية ولا بد من تعظيم العائد على كل متر مكعب من المياه وبحيث يكون العائد الاقتصادي أضعاف ما يتم استثماره. وقد استطعت خلال تلك الزياره ان اطلع على عملية الانتاج وان اجمع اكبر قدر ممكن من المعلومات والبيانات وتحليلها لوضعها امام المهتمين من الأخوة المزارعين حتى تواكب بلدنا احدث التقنيات في مجال انتاج الأعلاف لا سيما وان الاْردن يستورد مئات آلاف من الاطنان من الأعلاف من مختلف الدول.

وتتلخص العملية  بتحضير غرفة او حاوية بمساحة ٣،٥م x ١٠م وبارتفاع ٣ أمتار مجهزة  بمكيف سعة ٢ طن وانارة ومجموعة من الرفوف العاموديّة وبواقع ٣-٤ صفوف وتحتوي الرفوف على صوان معدنية لزراعة الشعير بها وبسعة كغم واحد لكل صينية وتبلغ مساحة الصينية الواحدة ٣٠سم x ٧٠سم ويبلغ عدد الصواني الكلي حوالي ١٥٠ صينية لإنتاج حوالي طن واحد يوميا من الشعير الأخضر على مدار العام (انظر الصورة) . بمعنى ان الوحدة سابقة الذكر قادرة على انتاج ٣٦٥ طناً من الشعير الأخضر سنويا. ولأغراض المقارنة فهذه الوحدة توازي انتاج ٣٦٥ دونم شعير تحت الري التكميلي او حوالي ١١٠٠ دونم من الشعير تحت الزراعة البعلية اي بدون اي نوع من انواع الري باستثناء الأمطار. يتم تعقيم الصواني والشعير بداخلها لمدة ٢٤ ساعة وبعدها تتم عملية التعتيم لمدة ٢٤ ساعة اخرى ويترك الشعير في الصواني بعدها لمدة سبعة ايام وبدرجة حرارة ١٩ مئوية على ان تكون الرطوبة داخل الغرفة ٧٥٪ وذلك من خلال بخ رذاذ المياه وبواقع ٥٠٠ لتر/يوم وهي كمية قليلة جدا جدا مقارنة بطرق الزراعة الاخرى ببعدها يكون الشعير الأخضر قد وصل للنضج المطلوب (انظر الصورة) .. بعد عملية ألنضج يتم اخراج صواني الشعير الأخضر الى ساحة خارجية للتهوية والتشميس قبل إطعامها للحيوانات والدواجن. وَمِمَّا هو جدير بالذكر بان وحدة متكاملة كما ذكر سابقا قادرة على انتاج طن واحد من الشعير الأخضريوميا من خلال استنبات ١٥٠ كغم من الشعير وهي قادرة على اطعام الأعلاف الخضراء لقطيع من الأغنام بعدد حوالي ٥٠٠-٦٠٠ راس هذا طبعا بالاضافة الى الأعلاف الناشفة والمركزة التي تقدم عادة للأغنام وبواقع نصف كغم الى واخد كغم يوميا.

تبلغ الكلفة الراسمالية للوحدة أعلاه حوالي عشرين الف دينار أردني وتبلغ كلفة انتاج الكيلوغرام الواحد من الشعير الأخضر حوالي ٢-٣ قروش أردنية وهي قليلة جدا جدا وذات جدوى كبيرة لاصحاب الثروة الحيوانية اي ان كلفة انتاج الطن الواحد من الشعير الأخضر تبلغ حوالي ٢٠-٣٠ ديناراً  مقارنة  مع ١٠٠-١٢٠ ديناراً  للبرسيم الأخضر المزروع بمناطق الظليل والسمراء.

وللعملية أعلاه العديد من الفوائد فبالإضافة الى توفير أعلاف خضراء قليلة الكلفة فان الشعير الأخضر يزيد من انتاج الحليب ويحسن انتاج اللحوم قليلة الدهون ويعطي الأغنام مناعة  إضافية بسبب الفيتامينات المتوفرة بالشعير الأخضر .

ان هذه التقنية الحديثة تحتاج الى الرعاية والدعم من المؤسسات المعنية بالقطاع الزراعي وخاصة ضرورة توفير التمويل الميسر من قروض بفوائد منخفضة حتى يتمكن مربو الثروة الحيوانية الاستفادة من هذه التقنية والتي تؤدي الى توفير كميات كبيرهة من الأعلاف وتؤدي الى زيادة الثروة الحيوانية بالأردن وتزيد من تنافسية الأغنام الأردنية  بالأسواق الخارجية وتوفر كميات كبيرة جدا جدا من المياه.

 

 

 

 

 

 

 

 

مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/24 الساعة 20:06