الثقة وحدها

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/30 الساعة 00:51

تقبل دولة عظمى كالصين، تقوم حضارتها على الاقتصاد والحساب، توقيع بلدنا على كفالة قيمتها 7ر1 مليار دولار لانفاذ مشروع توليد الطاقة على الصخر الزيتي.

لا يوجد لدينا فائض في رأس المال تموّل مشروعات عظمى للطاقة كالصخر الزيتي، او المفاعلات النووية.. او حتى توليد الطاقة من الشمس والرياح، لكن ادارة الاقتصاد الوطني تشارك رأس المال الدولي والتقنية لاقامة مشروعات عظيمة توفر على بلدنا مليارات الدنانير.. فهل نعرف ان ارتفاع اسعار النفط كلفنا مليارات الديون؟! وهل نعرف ان «النضال الاسلاموي» في تدمير انابيب الغاز أربعة مليارات دولار من الدين خلال ثلاث سنوات فقط؟!.

الصين العظيمة تقبل كفالة 7ر1 مليار دولار بتوقيع الحكومة الاردنية!! اي ثقة هي هذه الثقة ببلدنا وبحكومتنا؟!.

وما هي الدوافع التي ترسي ثقة بلد كالصين، بأن الكفالة الحكومية الاردنية كافية لاسترداد أموالها؟!.

قد لا تقنع دولة عربية بأن توقيع الحكومة الاردنية يساوي ديناراً وسبعين قرشاً، وقد لا تقنع، حتى المواطن الاردني، بأن بلده يستحق هذه الثقة العظيمة طالما انه «مقتنع» بأن بلده مفلس، وأنه غير قابل للاصلاح والنهوض، لكن هذا البلد بسياساته الواضحة، وقدرته على ريادة المستقبل، وشجاعة وذكاء قيادته الشابة، لهو قمين بالثقة، وجدير بالاحترام فليس مثل البلد الذي يناضل من أجل الكفاية والكرامة بكل هذه الشراسة واحترام الذات واحترام الآخرين.

اليوم يكون جلالة الملك في واشنطن ضيفاً عزيزاً مُكرماً كما كان في موسكو، وسيكون هدفه كبيراً يليق بالاردن وبعبدالله الثاني، فهذه سوريا ذات المجد حولتها الديكتاتورية والتعصب الى مسلخ، وافرغت مدنها الجميلة من الناس، وحولتها الى ضرائب، وهذا العراق بلد الرشيد، وبلد الخير ودجلة والفرات، يجدان في همة عبدالله الثاني، ما وجداه في همة الشهيد عبدالله المؤسس من حرص على «سوريا الكبرى» وايمان عميق «بالهلال الخصيب».. وقضى الرجل العظيم على أبواب المسجد الاقصى الذي حرره بدماء جيشه المصطفوي، وختم على تحريره بدمه الطاهر.

الثقة بالاردن، الثقة بقيادة الاردن هما محور العلاقة بين البلد الصغير المكدود وقوى العالم والمنطقة، فليكن الاردن مخلداً على الدوام، وليكن عبدالله الثاني علمه وعزه وكرامته.

الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/30 الساعة 00:51