فاصل بين رئيسين !!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/30 الساعة 00:48

في حمى التصريحات الصاخبة للرئيس الامريكي ترامب وفوزه الدراماتيكي الذي شغل الميديا لم يتنبه الكثيرون الى الربع الساعة الاخير الذي ودع فيه اوباما البيت الابيض، بحيث ظهر من خلال مواقف سريعة ومتعاقبة كما لو انه يصفي حسابات مع ضغوط مورست عليه خلال الثماني سنوات التي حكم فيها الولايات المتحدة، ومن تلك المواقف ما يتعلق باسرائيل التي ودعته بعبارات لاذعة كان اكثرها مباشرة ما قاله نتنياهو عن قرار مجلس الامن المتعلق بالاستيطان بان اوباما لعب دورا قذرا وراء الكواليس لاخراج هذا القرار، فهل عبر اوباما في الربع ساعة الاخير عن ضيقه بما كان يُملى عليه من قرارات خصوصا ما يتعلق منها باسرائيل، حيث ما من ولاية ثالثة تضطره الى الممالأة ونفاق اللوبي الصهيوني في نيويورك !
لكن هل يمكن لقرارات وداعية او مواقف لا تسترضي تل ابيب ان تغسل تلك الاعوام التي قضاها اوباما في البيت الابيض، يحقق خلالها الوعود التي بدأت مع حملته الانتخابية تحت عنوان كبير هو التغيير، وبدت بعض وعوده ومنها انجاز السلام وحل الدولتين عرقوبية كما وصفها من شعروا بالخذلان بعد ترقب طويل، بالطبع ما من عربي عاقل ولم تفقده الفوضى الخلاقة رشده ينتظر من رئيس امريكي سواء أكان اسود او ابيض او احمر او قمحيا ان يتخلى عن التحالف الاستراتيجي المقدس مع اسرائيل .
لكن المسألة تبقى في نطاق النسبية حيث هناك من يؤجل قرار نقل السفارة الامريكية الى القدس مقابل آخر يعد بنقلها ويجيب عن سؤال صحفي حول جديته في الوعد قائلا انه لا يخذل اصدقاءه ومن يعدهم !
والفاصل بين رئيسين تجسد في مشهد بالغ الاثارة ، حيث هناك من يحتفون بوداع الرئيس الخارج من البيت الابيض مقابل من ينددون بالضيف الجديد ويصل غضبهم الى حدّ الاعتداء على مؤسسات وممتلكات .
انه بالتأكيد فاصل غير مسبوق على الاقل في الولايات المتحدة، والسبب الذي قلما يتطرق اليه المحللون هو التغير الذي طرأ على المزاج السياسي وان جذر هذا التغيير يعود الى احداث ايلول عام 2001 بعد زلزال مانهاتن.
لقد عبر اوباما عن ظاهرة ولم يكن فردا مطلق اليد واللسان وكذلك ترامب الذي لم يهبط الى البيت الابيض بمظلة بل قفز من صناديق الانتخاب !!
الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/30 الساعة 00:48