يوم وطن مع الوكيل رأفت.. !!

مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/22 الساعة 14:12
المحامي الدكتور محمد أبو هزيم
عند هذا المثلث الحدودي يقف المرؤ حزيناً ينظر غرباً حيث فلسطين وسهل مرج بن عامر وبيسان شمال الوطن المحتل، عند إلتقاء نهر الأردن مع نهر اليرموك ويلتفت شمالاً وشرقاً وعلى بعد أمتار حيث لا زال المغتصب يغتصب فهذه هي بداية هضبة الجولان السورية المحتلة، وهذه فلسطين التي تغنينا بأشعارها أطفالاً إنتظاراً لتحريرها زمناً طويلاً , تقف شامخةً بجبالها وشواهدها تنتظر شرعية التاريخ و التحرير. نعم كان يوماً وطنياً رائعاً بصحبة مجموعة من الأصدقاء، فقد كان يوم الجمعة يوماً مميزاً شاهدت فيه لأول مرة منطقة الباقورة المحررة المؤجرة للكيان الصهيوني حتى عام 2019 حيث ينتهي هذا العقد بعد مضي خمسة وعشرين عاماً على إبرامه , ضمن إتفاق وادي عربة كما اعلمتنا حكوماتنا المتعاقبة بذلك طيلة الفترة الماضية... استقبلنا جنودنا البواسل حراس الوطن , كانوا جميعاً بهمة ومعنويات عالية تطاول السماء بجباه سمراء , جميلة كوجه الوطن .. تحدث لنا الوكيل رأفت الذي شعرت بأنه يحفظ التاريخ والجغرافيا، شرح لنا كل شيء عن المعركة و عن السلام, و عن الوطن , أعادني الزمن بعيداً لأستمع صامتاً , فالحديث عن الوطن هو أجمل ما يكون بعيداً عن التنظير الذي نسمعه من سياسي عمان , فأنت تسمع ممن يحرس الحدود، وممن يفترشون الأرض و يتلحفون حرارة الصيف ليحرسوا الوطن , هاماتهم عالية و هممهم في السماء . تصبح تلميذاً ومستمعاً جيداً عندما يكون الحديث عن حماية الوطن تحت الواقع الملموس في ظل حرارة الأغوار التي يعرفها القاصي و الداني . نعم لقد كان الوكيل رأفت بارعاً في عرضه للتاريخ و الجغرافيا , كان عميقاً فقد جعلت معركة حطين قريباً من المكان الذي وقفنا فيه بالقرب من قرية (المجاودة ) الفلسطينية بين مدينة الناصرة و بحيرة طبريا عندما قطع صلاح الدين الأيوبي (جسر المجامع) على نهر الأردن غرباً ينتصر على الصليبين في هذه المعركة الخالدة , و يفتح القدس الشريف هكذا فقد وقفنا بالقرب من مشروع (روتن بيرغ) الذي بني عام 1920 م لتوليد الكهرباء , حيث كان هذا المشروع معداً لكهربة كامل المنطقة, إلا أن أعمدة الكهرباء كانت فقط بإتجاه واحد بدل أن تكون شرقاً و غرباً , مما يؤكد على الأطماع الإستعمارية منذ بداية القرن العشرين ليس في فلسطين فقط بل في كامل المنطقة . نعم كان درساً وطنياً ... فهل تفعلها مدارسنا و جامعاتنا ليعرفوا الوطن ... و يتعرفوا على الجباه السمراء التي تحمي الوطن ... !! آخر الكلام : ما أجمل أن يجمع كل واحد منا كل مفردات الوطن في قلبه يسافر بها وينشرها عطراً وورداً في كل الأماكن ... !!
Drmabuhazim@yahoo.com
  • مال
  • الأردن
  • اليرموك
  • الباقورة
  • عرب
  • تقبل
  • عالية
  • عمان
  • الدين
مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/22 الساعة 14:12