عطية الباري بميلاد عبدالله الثاني

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/29 الساعة 21:21
* الشريف بلال آل باشا العبدلي

يتجدد الفرح كلما هلت علينا ذكرى سلالة المولد الشريف، فامتداد الرحمة الإلهية لنسل خير البرية هي مصداق لقوله تعالى (إنا اعطيناك الكوثر) التي أراد الله ان يجعل من مبغضه (هو الأبتر) فاستمرت المعجزة الإلهية متصلة كابرا عن كابر، فبهذا الميلاد الميمون يكون جلالة الملك عبدالله الثاني هو السليل الثاني والأربعين من نسب المصطفى وصولا لسيد الأولين والآخرين، فجلالة الملك المنحدر من سلالة نبي الخيرية هو خيار من خيار، وفي يومنا هذا لازال من يحتفل بذكرى مولده ثـُلة من ابناء الأمة، فهو الثاني والأربعون بسلسلة النبي الكريم والثاني بعد المؤسس عبدالله الباني.

فلا يوجد على وجه الأرض سلسلة ذهبية صحيحة كسلسلة جلالته، ونحن اذ نستذكر ذلك فنحمد الله على انه اختص الأردنيين بهذا الشرف العظيم، فكيفما تكونوا يولى عليكم ‘فأي شرف يناله الأردني حينما يتولى امره ابن بنت نبي، فوالله إنها لشهادة فخر بحق شعب الأردن، وكأن الله اصطفاكم أيضا من بين شعوب الأرض ليكون عليكم هذا المليك المبارك ، فبالرغم من كل التحديات التي تعصف بالاردن تجد الشعب دائماً ما يلتف حول قيادته فيعيشون أجمل معاني التلاحم والاعتزاز، لهذا حري بهم أن يحتفلوا بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً رافعين أكف الدعاء إلى المولى عز وجل أن يحفظ جلالة الملك ويسبغ عليه نعمائه وان يديمه الذخر والسند والملاذ لشعبه الوفي ولجاره الأبي، فدائماً ما يلجأ الجار للجار حين يعظم الخطب به ليستجار،

إننا ونحن نعيش لحظات الفرح بهذه المناسبة التي تملأها مشاعر الحب والولاء نستشرف سيرة العطاء لجلالة المليك سعياً منا لتسليط الضوء على إنجازاته في تحقيق الأمن والأمان وتعزيز نهضة الأردن الحديث، ولابد ان نقف على بعض المحطات المضيئة التي كتبها التاريخ بأحرف من ذهب ، فلا يستطيع مُنصف انكار حال الأردن قبل وبعد تسلم جلالته لقيادة الأردن فكانت النتيجة بناءً وتقدماً وازدهاراً، فقد شمل برعايته جميع النواحي ليغدو الأردن محط إعجاب وتقدير دولي ومحلي، وذلك لم يكن يتحقق لولا الرؤى الثاقبة والحكيمة لقائدنا نسل السلالة العظيمة، فالنهج الهاشمي ينفرد ويتميز بالبناء والعطاء والقدرة على تحمل الأعباء، فرغم التحديات الملموسة لا ينكر أحدٌ تجاوز الأردن لها، فتتهاوى هذه التحديات بمجرد ان يتصدى لها جلالته، فسرعان ما تذوب وتصبح من الماضي ، فتتحول المحنة الى منحة، وتخرج الأردن اقوى مما كانت عليه ، فقد شهد الأردن الكثير من الاحداث خلال فترة تسنم المليك اطال الله بقائه ومع هذا تنتصر الحكمة على العتمة فيتأكد للعالم قدرة جلالته على أداء واجباته بمهنية عالية وحرفية غالية،
لهذا كان لزاماً علينا ان نقول بعد هذا العطاء كلمة وفاء، ونعاهد الله أولا ومليكنا ثانياً بان نبقى عند حسن ظن جلالته، نصبر على الضراء ونفرح بالسراء ، داعين الله ان يطيل بعمره ويحفظ ولي عهده ، وكل عام والأردن بألف خير.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/29 الساعة 21:21