الاحزاب كوتا الديموقراطية الاردنية

مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/17 الساعة 20:07
/>الكاتب :جميل الشبول في بلدي اصبح كل شيء شكليا او تشبيهيا تماما كالذي يتدرب على قيادة الطائرة ويجلس في ما يشبه قمرة القيادة ويبدأ بعملية الاقلاع والطيران والهبوط بينما هو لم يتحرك سنتمترا واحدا او كالذي يركب فوق رمح من القصب ويظن انه فارس.. في السابق كان لدينا احزاب لكنها قليلة من جهة ومنتوفة الريش من جهة اخرى وخيطها مربوط بكف الحكومات وحول اعناقها في الطرف الاخر. لم تقدم الاحزاب الاردنية كافة اي انجاز على الساحة الاردنية واكتفت بالبكاء والشكوى والجلوس على حافة الطريق مكتفية بلعب دور الضحية وتصوير ما حل بها من تهميش على انه دور نضال وانجاز يضاف الى سجلاتها. نتيجة للتحولات الدولية على الاصعدة كافة وجد الاردن نفسه امام حاجة ملحة لوجود احزاب واصطدم بجملة من المعوقات اهمها عزوف المواطن الاردني عن فكرة الاحزاب لاسباب كثيرة منها ان الحكومات الاردنية نفسها هي من دفع المواطن بعيدا عن العمل الحزبي. صحيح ان الدولة تريد احزابا لكنها تريدها منتوفة شريطة ان يبقى الريش فوق الاجساد واطلقت العنان لاطباء التجميل كي يقوموا بذلك وقد تقرر ان يتم دعم الاحزاب من قبل وزارة الداخلية بمبلغ سنوي حوالي 50 الف دينار فاصبح لدينا حوالي 50 حزبا جلها يسعى لمبلغ الدعم فقط ولا تملك اي رؤيا الا بانظمتها الداخلية المنسوخة. من اراد ان يؤسس حزبا عليه ان يهيء نفسه لادارة الدولة او الحكومة وان يكون لديه برامج سياسية واقتصادية وان يكون لديه الكوادر المؤهلة وان يبادر لطرح الحلول فيما لو وقعت ادارة الدولة بمشكلة ما تخص البلد وامنه الشامل الاقتصادي والسياسي والعسكري. اما مجالس النواب الاردنية بنسخها السابقة والحالية فقد كانت نتيجة مشوهة لكل ما سبق ولم تكتف هذه المجالس بالاداء المنزوع الارادة بل افرزت كتلاً نيابية لم تغير بالمشهد شيئا لكنها تحاول ان تتبرأ مما وصل اليه المجلس من هوان وتطرح نفسها على انها للامة جمعاء وهي عاجزة عن عمل اي شيء يشفي صدر مواطن موجوع مخذول.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/17 الساعة 20:07