الطابور المقدس
ياسر عمران
اليوم ، استيقظت مبكرا، هيأت نفسي ليوم طويل، بعد أن مارست الطقوس الاعتيادية ، ارتديت ملابس واسعة مريحة فضفاضة ، وانتعلت حذاء رياضيا خفيفا ومريحا، ثم توجهت إلى موقف الباصات لأستقل أحدها متوجها إلى مستشفى الامير حمزة.
قبيل الثامنة كنت منتظما في طابور بشري ضخم ، ينتهي إلى شباك صغير مكتوب عليه (التنسيق) ، خلف الشباك فتاة تتناول الأوراق ثم تمهرها بأختام ملونة وتكتب بخط يدهابقلم احمر تاريخ (بعد ٣ شهور).
وذلك يعني أن هذه التحويلة سارية حتى هذا التاريخ، ثم انتقلت الى طابور آخر أيضا طويل، ولكنه أقل قليلا ، طابور تسجيل البيانات ثم طابور المحاسبة ، ثم طابور الانتظار للدور في العيادة...
كل هذه الطوابير يا الهي، مقدسة ومتعبة ومليئة بآلام الناس واناتهم ، تسمع شكوى الواققين من هذا الروتين القاتل والعجيب ، تسمع شكوى العابرين من الملل والقرف والتعب من الانتظار. تسمع قصصا وحكايات وتراقب اناس تعبوا من الوقوف فأختاروا الجلوس جانبا او استأذنوا ليركنوا إلى زاوية قريبة حتى لا يفوتهم هذا الطابور المقدس ، يا إله المحزونين والموجوعين اما من حل قريب ... اما من خيارات ممكنة لتنتظم الحياة بلا طوابير حزينة وكئيبة.....
(الحمد لله كانت الخدمة الصحية المقدمة افضل ، وإلا لكانت هذه طريقة للتعذيب ...