.. ويسألونك عن السلط..

مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/17 الساعة 11:45

مدار الساعة - بيروت - ابراهيم الزعبي

ما أكثر ما يسألونك عن السلط... وأنت عنها بعيد.. يسألون عن حاضرها وماضيها ..وعن أهلها وطيب المعشر ... عن تعاليلها ... وعن هواها الغربي العليل ... عن آثارها ومعالمها الشاهدة ونسيمها المعتق ... حقا انها مدينة الانبياء ...شعيب ... يوشع ... جادور ... حزير... والخضر... مدينة متجددة صاخبة بالحياة .. حافظت على طابعها العربي الاصيل .. وتراثها الحضاري ...وآثارها الاسلامية الخالدة .

حاضرة البلقاء ... هي نفسها كما كانت منذ الأزل ...أم الروابي تحاكي القلعة القديمة ... وقاسم الاحمد الثائر النابلسي .. عندما ضاقت به الدنيا بما رحبت هربا من بطش الجزار ... لم يجد سواها تجيره بقلعتها التي هدمت على من فيها من الثائرين على ان يسلموا " قصيرهم " .

يا لروعة الأجداد ... مضرب المثل الماثل في الشهامة والايثار ... فالروح العامة واحدة موحدة كما العادات والتقاليد والموروثات ... فما زالت تلك الحقبة ماثلة في الاذهان ... مضربا للعيش بين ابنائها وأغرابها .

ألم تستقطب السلط الماهرين من العمال والصناع والمعماريين لتخطيطها وهندسة مبانيها لتتالق الحياة فيها ... ثم ينتقل كل شيء للمدن الاخرى! ألم تكن منبعا لضياء تستمد منه ما يرويها ويغنيها ؟! .

ولعلي هنا والحديث يطول أيضا ... أقف بين السؤال ورده .. وما يجب أن يقال وحده ... فما زالت الحياة في تل الجادور ... تتنفس من تلك الرئة الأصيلة ، ولا سيما في أنماط الحياة من الافراح والأتراح ...ومن العادات والمناسبات ... ولا يزال المرء يحس تلك الروح السلطية الثائرة العريقة في ساحة العين وشارع الحمام واود الاكراد والميدان والحواري ... تغذيها القلوب وترعاها قبل العيون .

أنا ... والسلط عندي هي العشق ... أحملها معي أينما ذهبت ... ليس في تحف من صدف أو زجاج ملون أو عطور ...بل في القلب الذي ما فتىء يلهج بذكرها ما دام ينبض .

فيا سلط ... يا جادورا ... يا جوهرة في عقد أردني فريد ... أنتِ وشقيقاتك من المدن الأردنية ... يا معشوقتي ...أنفاس صباي وطفولتي ... كم أحب أن يسالوني عنك ... لأتحدث حديثا لا ينتهي ... عن "نخوة" كتبت عليها كأنها قدر.. وعن اسطورة بدأت ولا تنتهي.

Ibrahim.z1965@gmail.com

مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/17 الساعة 11:45