55 فتاة من كل ألف في الفئة العمرية 15-18 عاماً يتم تزويجها سنوياً في الأردن
مدار الساعة - تعقد جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" وتحالف "نجود" مؤتمراً صحفياً يوم الأربعاء القادم الموافق 18/4/2018 الساعة الثانية عشر ظهراً في مقر الجمعية، للإعلان عن إطلاق اليوم الوطني لمحاربة تزويج الاطفال وذلك في الثامن عشر من شهر نيسان من كل عام إعتباراً من العام 2018، وذلك لإبراز الجهود الوطنية التي يتم بذلها من قبل "تضامن" والمؤسسات والجمعيات والنشطاء المحليين من أعضاء تحالف "نجود"، والجهات الأخرى والمؤسسات الرسمية في مجال التصدي لمشكلة تزويج الأطفال خصوصا الفتيات.
فوفقاً للتقارير السنوية الصادرة عن دائرة قاضي القضاة لآخر خمس سنوات (2012-2016)، فقد بلغ عدد عقود الزواج الموثقة والتي كانت الفتيات القاصرات طرفاً فيها بلغ 51084 عقداً، حيث تم تزويج 8859 قاصرة عام 2012، و 9618 قاصرة عام 2013، و 10834 قاصرة عام 2014، و 10866 قاصرة عام 2015، و 10907 قاصرات عام 2016.
وقد شكلت هذه القضية أولوية في عمل جمعية " تضامن " منذ تأسيسها في عام 1998 اي قبل عشرين عاما حيث تبنت الجمعية ونفذت العديد من المشاريع والمبادرات والبرامج في مجال إعداد الدراسات ونشر المعرفة والوعي وبناء القدرات وتقديم الخدمات والتدخلات القانونية والاجتماعية والاسرية لمساندة ومساعدة الفئات ذات العلاقة بما في ذلك اللاجئات، كما أطلقت العديد من حملات المناصرة وكسب التأييد لصالح تطوير وتعديل النصوص والتعليمات القانونية المتعلقة بموضوع تزويج الاطفال بما في ذلك المطالبة بتحديد حد أدني لسن الزواج ولسن الخطوبة.
ولأن "تضامن" وأعضاء تحالف "نجود" يرون أن هذه المشكلة لا تزال تحتاج الى المزيد من بذل الجهد والعمل والتنسيق المؤسسي والمجتمعي، فقد إرتاوا أن يتم إعتبار الثامن عشر من شهر نيسان من كل عام يوماً وطنياً لمحاربة تزويج الأطفال وتخصيص الأسبوع الذي يليه للقيام بحملة وطنية تتضمن تنفيذ العديد من النشاطات واللقاءات والفعاليات التي من شأنها تسليط الضوء على مخاطر تزويج الأطفال صحياُ ونفسياً وقانونياً واجتماعياً ،واستقطاب الشباب والرجال وقادة الرأي ونشطاء المجتمعات المحلية وتجمعات اللاجئين للمشاركة في إطلاق مبادرات مجتمعية فاعلة ومؤثرة تساهم في التصدي لهذه المشكلة باعتبارها قضية انسانية ووطنية مبحة وذلك سعيا لتتويج هذه الجهود بتحقيق نتائج ملموسة في مجال تغيير أنماط التفكير التقليدي المتسامح مع هذه الظاهرة وفي مجال التطوير التشريعي نحو الإلغاء التام لتزويج الاطفال .
55 فتاة من كل ألف فتاة في الفئة العمرية 15-18 عاماً يتم تزويجها سنوياً في الأردن
بلغ عدد الأردنيات الإناث اللاتي أعمارهن ما بين 15-18 عاماً وفقاً للتعداد العام للسكان والمساكن لعام 2015 بحدود 196136 أنثى فيما بلغ عدد الأردنيين الذكور من ذات الفئة العمرية 209163 ذكراً، كما سجلت المحاكم الشرعية خلال عام 2016 بحدود 10907 حالات زواج إناث لذات الفئة العمرية و 334 حالة زواج لذكور.
وتشير "تضامن" الى أن تحليل هذه الأرقام يؤدي الى نتيجة مفادها بأن من كل 1000 فتاة أردنية قاصرة من الفئة العمرية 15-18 عاماً هنالك 55 فتاة يتم تزويجها، مقابل ذلك هنالك 1.5 فتى من بين كل 1000 من ذات الفئة العمرية يتم تزويجه.
هذا وقد بلغت نسبة الأردنيات القاصرات من الفئة العمرية 15-18 عاماً اللاتي يتم تزويجهن 5.5%، فيما بلغت نسبة الأردنيين القاصرين لذات الفئة العمرية 0.0015%.
إن ظاهرة التزويج المبكر تعد أحد أهم الأسباب التي تعيق حصول الفتيات الصغيرات على حقوقهن ، ويعرض حياتهن للخطر ويحرمهن من التعليم ومن ممارسة حقوقهن كطفلات ، ويفضي الى تلقي الصغيرات لنشاط جنسي في فترة لا يعرفن فيها الكثير عن أجسادهن وصحتهن الجنسية والإنجابية ويتعرضن بسبب ضغوطات عديدة لحمل متتابع يحرمهن ويحرم أطفالهن من فرص نمو ورعاية مستحقة .
حوالي 10 آلاف قاصرة مهددات بالحرمان من التعليم سنوياً
أظهرت نتائج ورقة تحليلية صادرة عن دائرة الإحصاءات العامة خلال عام 2017 حول "الحالة الزواجية في الأردن"، بأن هنالك علاقة قوية ما بين الزواج المبكر والإنقطاع عن التعليم، بينما تنص تعليمات الإذن بالزواج لمن هم دون 18 عاماً على ضرورة أن لا يكون الزواج سبباً في إنقطاع الزوجة عن التعليم غير أن الواقع يشير إلى أنه لا ضمانات تكفل هذا الحق بعد الزواج من الناحية العملية .
ومن المؤكد أن تزويج الأطفال ليس حلاً لأي من المشكلات التي يتم التذرع بها لتبرير مثل هذه الزيجات التي تفتقد مقومات بناء أسرة مستقرة آمنة كالفقر والستر إذ أن نسب الطلاق المبكر والترمل المبكر ترتفع بين المتزوجات قبل بلوغ سن الرشد القانوني ( تشير الإحصائيات إلى أن 21 % من الذكور و51% من الإناث المطلقين خلال عام 2016 لم يبلغوا سن الخامسة والعشرين .
ويؤثرالزواج المبكر سلباً على تعليم الفتيات بمستوياته المختلفة ويحرمهن من فرص التعليم الجامعي والتدريب. ويؤدي تزويجهن المبكر عملياً الى إنقطاعهن عن التعليم وبالتالي حرمانهن من هذا الحق الأساسي من حقوقهن،
كما يؤثر بشكل مباشر على قدرتهن في مجال الحصول على أعمال ووظائف تساهم في تحسين مستوى معيشتهن ومعيشة أسرهن وفي تنمية المجتمع تنمية شاملة ومستدامة، ويضعف قدراتهن الإقتصادية والسياسية والإجتماعية على حد سواء ويحملهن مسؤوليات تفوق قدراتهن وطاقاتهن خاصة إذا أصبحت الفتاة مطلقة أو أرملة ترأس أسرة وهي مجردة من المعارف والمهارات والإمكانيات اللازمة بحدها الأدنى .
وقد تم إختيار تاريخ 18 نيسان لتأكيد التمسك بإتمام سن الثامنة عشرة كشرط من الشروط القانونية للخطبة والزواج وشهر نيسان لأنه شهر الربيع وتفتح الأزهار تعبيراً عن تمسكنا بحق الطفلات والأطفال في التمتع به بطفولتهم وإجتياز مرحلة المراهقة التي تتميز بعدم الإستقرار النفسي والجسدي وعدم القدرة على إتخاذ قرارات ناضجة ومسؤولية بأمان وكذلك حقهم بالتفتح الطبيعي والتدريجي من حيث الشخصية وتمام البلوغ وإكتمال الحد الأدني من النضج النفسي والجسدي والفكري والحصول على كفايتهم من الرعاية والتربية والتنشئة في مرحلتي الطفولة والمراهقة وكسب ما يلزم من العلم والمعرفة والتدريب .
يذكر بأن التوافق على إعلان اليوم الوطني لمكافحة تزويج الأطفال وأسبوع العمل التالي لهذا اليوم تم بتاريخ 7 / 3 / 2018 كجزء من ميثاق وطني مؤلف من ثمانية عشر نقطة توافق عليها الحضور في إطار فعالية حضرتها عشرات الطالبات من مدارس مختلفة من الفئة العمرية 15 – 18 وعشرات الأمهات ومنهن الكثيرات ممن خبرن الزواج المبكر وآثاره السلبية على حياتهن وخياراتهن إضافة إلى عضوات وأعضاء تحالف "نجود" من مختلف محافظات المملكة ، ونجود هو تحالف وطني أطلقته "تضامن" منذ سنة ويضم ما يزيد عن خمسمائة من المؤسسات والجمعيات والنشطاء والنشيطات من مختلف محافظات المملكة بهدف تعزيز العمل التشاركي وتعميق التعاون الفعال لمحاصرة هذه الممارسة الضارة والسعي للقضاء عليها