مجرد أزمة اقتصادية

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/29 الساعة 00:27
ذكرنا رئيس الوزراء بأزمة 1989 الاقتصادية حين فقد الدينار نصف قيمته, وحين لم يكن في البنك المركزي قيمة استيرادنا من السكر بالعملة الصعبة, ونذكر نحن الان برحلة سمو الامير زيد بن شاكر رحمه الله الى الرياض, لاحضار شيك بمئتي مليون دولار لم يكن في البنك المركزي.. غيرها.

الان يتصور المرعوبون طوعاً وهواية, أن صعوبتنا الاقتصادية تهدد كياننا وحياتنا. رغم أن دينارنا قوي, واننا نملك قيمة ديون زادت عن سبعة وعشرين مليار دينار. ورغم معرفة الجميع بأن بلدنا محاصر من الشمال والشرق والغرب, وأن الذين من المفروض أن يكونوا معنا منشغلون عنا بمشاكلهم, وبعضهم مشغولون بما لا نعرف.. ولا عتب على أحد فالمهم أن على الاردنيين ان يضمدوا جراحهم بأيديهم.

ان متابعة ما يجري في اوروبا, وفي اسيا الغنية تدلنا على ان هناك ازمة اقتصادية عالمية, ونحن لسنا خارج العالم. وحصتنا من الازمة لا تحتاج الى علماء اقتصاد لتحليلها.

لكن الذين امتلأت قلوبهم قيحا – كما يقول الامام علي – يريدون تحويل ازمة عابرة الى كارثة تطال حركة الاصلاح التي ننجزها في نظامنا السياسي, وتطال معنويات الشعب الاردني وتاريخه البطولي, وتطال قياداتنا وهي من اعز واكرم القيادات. وصارت البطالة والفساد والنهب هي شعارات المرحلة. تماماً كما كنا نقول وحدة, حرية, اشتراكية, والهدف من هذه الشعارات ليس التغلب عليها, وانما استعمالها معاول هدم لكياننا الوطني.

- اين صرنا؟

- وهل أن بلدنا يتهاوى فعلاً كما يريدون له؟

- وهل يملك صنّاع الخراب والكوارث بديلاً يعيد البلد الى وضعه المتوازن؟

جاء الربيع على دمشق, وحوّل صناع الخراب احتجاجات شعبية سلمية الى مستنقع دم واحقاد بجر السوريين الى السلاح. وكان العرب هم الذين يدفعون كلفة السلاح والتجييش, وكانت تركيا تمارس «نفوذها الاقليمي» والاخوان يؤمنون الكوادر المقاتلة من كل النحل داعش والنصرة وعشرات جيوش الاحياء في حلب والغوطة وحمص وحلب وميليشياتها. ولم يكن النظام الارهابي الديكتاتوري اقل اذى فطرح معادلته الاجرامية: نقتلكم او نحكمكم, نجوعكم أو نحكمكم, نطردكم من مدنكم وقراكم أو تستسلموا لسجون لا قرار لها, أو لاسماك البحر الابيض المتوسط.

وبلدنا عصي على جلاوزة القتلة والديكتاتوريين الذين يعيشون تحت جلدنا, وبيننا. وقد عشنا منذ اغتيال الشهيد مؤسس هذه المملكة العربية الى الان وسط ألغام ومؤامرات الاشقاء, والصهاينة الاعداء. وما سقطت شعرة من صمودنا وكرامتنا.

والان: وبعد هذا العمر.. لن تسقط من رؤوسنا شعرة, وسوف نذيبكم على مهل كما تذوب الشمعة.
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/29 الساعة 00:27