الصفدي: الأسد سبب الإرهاب لا بديله وداعش لم توجد بسورية قبل وأده أحلام الشعب
مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/14 الساعة 18:48
مدار الساعة - متابعات - في 12:08 من صباح الأحد الموافق 24 أيار / مايو 2015 نشرت الزميلة صحيفة الغد مقالا لمن سيصبح لاحقا وزيرا للخارجية الأردنية أيمن الصفدي عبّر فيه عن رفضه لبقاء بشار الأسد رئيسا لسوريا باعتباره سببا للإرهاب وليس بديلا عنه.
في الحقيقة كان هذا بالضبط عنوان مقال الصفدي "الأسد سبب الإرهاب لا بديله".
لقد عبر الصفدي بوضوح أن الاسد كان وما يزال سببا لدمار سوريا، وأنه المسؤول عن وجود تنظيم داعش الارهابي بسوريا
وتاليا نص المقال:
استحوذت الكارثة السورية على حيّزٍ واسعٍ من نقاشات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي اختتم أعماله في منطقة البحر الميت أمس. الاستنتاج الحقيقي من هذه النقاشات أن القضية السورية باتت، أو تكاد، مادة لطمٍ وتنظيرٍ تُذرف عليها دموع التماسيح، لا أزمةً ضاغطةً يُعدّ لها الحل الشافي. الكل يبكي على سورية. لكن أحداً لا يفعل شيئاً مؤثراً لوقف دمارها. وفي الأثناء، تزداد معاناة السوريين قتلاً وتشريداً وتعميقاً للانقسام المذهبي. ويتفاقم، نتيجةً لذاك، الخطر الذي تمثله الأزمة على الإقليم، أمواجاً جديدةً من اللاجئين، وتجذّراً لليأس الذي يعتاش عليه الإرهاب. صارت سورية ساحةً لصراعات إقليمية ودولية. الأطراف المؤثرة في الأزمة تسعى لخدمة مصالحها وأطماعها، وتعظيم أوراقها التفاوضية على حساب سورية أرضاً وشعباً.
النظام لا يراهن إلاّ على البطش والقتل. والمعارضة السورية مشتتةٌ تتحكّم في معظمها عواصم إقليميةٌ تملك حنفية المال والسلاح. روسيا على موقفها الداعم للأسد ونظامه. إيران ترى في بقاء النظام الضامن الوحيد للإبقاء على خطوط الإمداد لحزب الله الذي يمثل استثمارها الأكبر في المنطقة. تركيا محاصرة في أطماع أردوغان التي تستهدف الهيمنة ولو كلّف ذلك ضياع سورية. والعالم العربي مفرّق وعاجز. ومع تمكن العصابات الإرهابية في سورية وبروزها القوى العسكرية الأكبر بعد النظام، وجد رعاة النظام السوري ذريعةً جديدةً لتبرير دعمهم له. شاركتُ مع نائب وزير الخارجية الروسي في جلسةٍ للمنتدى حول سورية. سعى السياسي الروسي إلى تصوير الأزمة في سورية صراعاً بين النظام والإرهاب بشكل رئيس. من وجهة نظره، الخيار المتاح هو إما الأسد وإما داعش. لام كلّ الأطراف على تفاقم الأزمة السورية إلا الأسد. ولم يترك مجالا للشك أن لا تغير قادماً في الموقف الروسي من الأزمة السورية. وفي مقابل تمسّك روسيا، كما إيران، بموقفها، هناك جمودٌ في الجهود العربية الفاعلة لإنقاذ سورية، واستمراريةٌ في ميوعة السياسة الأميركية المستندة إلى رؤية باراك أوباما القاصرة والعاجزة والفاشلة تجاه الشرق الأوسط. حرب استنزاف طويلةٌ أمام سورية. ستبقى هذه الحرب ممولة من الخارج، وستستمر وفقاً لمصالحه، بينما يحترق السوريون في نار نظام همجيٍ وإرهابٍ داعشيٍ ونُصروي لا يقلّ عنه جهلاً ودموية. وستلسع هذه النار المنطقة بقوةٍ أكبر حين يشب أكثر من 400 ألف طفلٍ سوريٍ على القهر واليأس والجهل والفقر. تناسى السياسي الروسي وهو يدافع عن موقف بلده أنّ داعش لم توجد في سورية قبل وأد الأسد أحلام شعبها المشروعة في بعض إصلاحٍ يخفّف من بطشه وقمعه. الأسد ليس بديل الإرهاب. وجود الأسد وما يمثّل من قمعٍ هو سبب ولادة الإرهاب. وبقاء النظام السوري هو رمق الحياة الذي يتيح للإرهاب النمو والتوسع.
لا يجوز أن يُقال للشعب السوري إنّ خياراته محصورةٌ في البعث والإرهاب. الحلّ في مبادرةٍ إقليميةٍ دوليةٍ تُخلّص السوريين والمنطقة من الشرّين، عبر تسويةٍ سياسيةٍ تحفظ الحد الأدنى من المصالح المشروعة لجميع الأطراف. لكن الشرط الموضوعي الأكبر لهذه التسوية هو انتهاء حكم الأسد، وفق معادلةٍ تُبقي على مؤسسات الدولة، في إطار توافقٍ على مرحلةٍ انتقاليةٍ يضمن المجتمع الدولي شروطه. الخلاص من الأسد وفق هذه المعادلة سيحمل سورية إلى مرحلةٍ تنطلق منها عملية بناء سورية جديدة، تضمن لجميع السوريين الحياة الحرة الكريمة التي يستحقون، وتحررهم من الإرهاب الذي يخشاه حماة النظام في موسكو وطهران.
استحوذت الكارثة السورية على حيّزٍ واسعٍ من نقاشات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي اختتم أعماله في منطقة البحر الميت أمس. الاستنتاج الحقيقي من هذه النقاشات أن القضية السورية باتت، أو تكاد، مادة لطمٍ وتنظيرٍ تُذرف عليها دموع التماسيح، لا أزمةً ضاغطةً يُعدّ لها الحل الشافي. الكل يبكي على سورية. لكن أحداً لا يفعل شيئاً مؤثراً لوقف دمارها. وفي الأثناء، تزداد معاناة السوريين قتلاً وتشريداً وتعميقاً للانقسام المذهبي. ويتفاقم، نتيجةً لذاك، الخطر الذي تمثله الأزمة على الإقليم، أمواجاً جديدةً من اللاجئين، وتجذّراً لليأس الذي يعتاش عليه الإرهاب. صارت سورية ساحةً لصراعات إقليمية ودولية. الأطراف المؤثرة في الأزمة تسعى لخدمة مصالحها وأطماعها، وتعظيم أوراقها التفاوضية على حساب سورية أرضاً وشعباً.
النظام لا يراهن إلاّ على البطش والقتل. والمعارضة السورية مشتتةٌ تتحكّم في معظمها عواصم إقليميةٌ تملك حنفية المال والسلاح. روسيا على موقفها الداعم للأسد ونظامه. إيران ترى في بقاء النظام الضامن الوحيد للإبقاء على خطوط الإمداد لحزب الله الذي يمثل استثمارها الأكبر في المنطقة. تركيا محاصرة في أطماع أردوغان التي تستهدف الهيمنة ولو كلّف ذلك ضياع سورية. والعالم العربي مفرّق وعاجز. ومع تمكن العصابات الإرهابية في سورية وبروزها القوى العسكرية الأكبر بعد النظام، وجد رعاة النظام السوري ذريعةً جديدةً لتبرير دعمهم له. شاركتُ مع نائب وزير الخارجية الروسي في جلسةٍ للمنتدى حول سورية. سعى السياسي الروسي إلى تصوير الأزمة في سورية صراعاً بين النظام والإرهاب بشكل رئيس. من وجهة نظره، الخيار المتاح هو إما الأسد وإما داعش. لام كلّ الأطراف على تفاقم الأزمة السورية إلا الأسد. ولم يترك مجالا للشك أن لا تغير قادماً في الموقف الروسي من الأزمة السورية. وفي مقابل تمسّك روسيا، كما إيران، بموقفها، هناك جمودٌ في الجهود العربية الفاعلة لإنقاذ سورية، واستمراريةٌ في ميوعة السياسة الأميركية المستندة إلى رؤية باراك أوباما القاصرة والعاجزة والفاشلة تجاه الشرق الأوسط. حرب استنزاف طويلةٌ أمام سورية. ستبقى هذه الحرب ممولة من الخارج، وستستمر وفقاً لمصالحه، بينما يحترق السوريون في نار نظام همجيٍ وإرهابٍ داعشيٍ ونُصروي لا يقلّ عنه جهلاً ودموية. وستلسع هذه النار المنطقة بقوةٍ أكبر حين يشب أكثر من 400 ألف طفلٍ سوريٍ على القهر واليأس والجهل والفقر. تناسى السياسي الروسي وهو يدافع عن موقف بلده أنّ داعش لم توجد في سورية قبل وأد الأسد أحلام شعبها المشروعة في بعض إصلاحٍ يخفّف من بطشه وقمعه. الأسد ليس بديل الإرهاب. وجود الأسد وما يمثّل من قمعٍ هو سبب ولادة الإرهاب. وبقاء النظام السوري هو رمق الحياة الذي يتيح للإرهاب النمو والتوسع.
لا يجوز أن يُقال للشعب السوري إنّ خياراته محصورةٌ في البعث والإرهاب. الحلّ في مبادرةٍ إقليميةٍ دوليةٍ تُخلّص السوريين والمنطقة من الشرّين، عبر تسويةٍ سياسيةٍ تحفظ الحد الأدنى من المصالح المشروعة لجميع الأطراف. لكن الشرط الموضوعي الأكبر لهذه التسوية هو انتهاء حكم الأسد، وفق معادلةٍ تُبقي على مؤسسات الدولة، في إطار توافقٍ على مرحلةٍ انتقاليةٍ يضمن المجتمع الدولي شروطه. الخلاص من الأسد وفق هذه المعادلة سيحمل سورية إلى مرحلةٍ تنطلق منها عملية بناء سورية جديدة، تضمن لجميع السوريين الحياة الحرة الكريمة التي يستحقون، وتحررهم من الإرهاب الذي يخشاه حماة النظام في موسكو وطهران.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/14 الساعة 18:48