51 دقيقة من العدوان.. هل ستبدّل خريطة النفوذ في سوريا؟
مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/14 الساعة 15:07
مدار الساعة – هارون الشيخ رضوان - استغرق العدوان الذي نفّذه تحالف ثلاثي "أمريكي بريطاني فرنسي" على سوريا 51 دقيقة، قُصف فيها 13 موقعا بمئة صاروخ. فهل كان عدوانا عسكريا أم سياسيا؟
51 دقيقة نفّذت بعد أسبوع من التهديد الأمريكي، ما منح "العدو" فرصة كافية للاستعداد، وهو ما يعني أن "العدوان"، وإن بدا عسكريا أوسع من ضربة مطار الشعيرات في نيسان العام الماضي من حيث الانتشار الجغرافي، إلا أنه أقل قسوة من حيث الخسائر.
تشي تفاصيل العدوان - حتى الان - أنه تحرك سياسي بأدوات عسكرية محدودة الفعالية. لكن ما زال الامر قيد الفحص، وتحديدا من شقه الروسي.
السؤال الذي ينتظر الجميع إجابته اليوم هو ما الذي ستفعله روسيا، وقد نفذت أمريكا ما وعدت به وإن كان بصورة رمزية؟ وهي تشي هذه الرمزية بعقد موسكو لصفقة مع الغرب حقا، سيكون ضحيتها الوجود الايراني في سوريا؟ أم أنها – أي موسكو - تشعر اليوم بالإهانة، وسترد كما وعدت بذلك قبل الضربة؟
حتى الآن يبدو الرد الروسي ضعيفا، "يعد الصواريخ وكم سقط منها وكم صاروخاً أصاب الهدف – فهل هذا يعني ان الامر اقرب الى وجود صفقة؟ أم ان موسكو أجبرت على مسايرة المد الغربي. المدّ الذي بدأ يتحدث عن ضرورة تحقيق حل سياسي، وهو ما تحدثت به أطراف العدوان قبل وبعد الضربة.
في التصريحات الفرنسية ما يشي بما يجري التخطيط له، فنحن أمام بحث عن حل سياسي يريد فيه التحالف الثلاثي أن يفرض القرار 2254 الأممي بالقوة، وهو ما يعني الإجهاز على مؤتمر الحوار الوطني السوري في "سوتشي" المؤتمر الذي أرادت موسكو فرضه على المعارضة السورية، بعيدا عن جنيف.
فهل ستلتزم موسكو بهذه الرؤية؟ أو دعونا نطرح السؤال بالشكل التالي: هل وافقت موسكو حقا على هذه الرؤية عبر صفقة ما أبرمتها مع واشنطن؟
مجددا كل هذه الاسئلة ستتكشف إجاباتها خلال أيام أو أسابيع قليلة سنرى خلالها على الارض التحرك السياسي لأذرع التحالف الثلاثي، والرد الروسي عليه.
في كل الأحوال المخططات الغربية حتى مع وجود صفقة ليست معبدة، فهناك إيران التي يريد الغرب استبعادها عن كل حلول الازمة السورية، وهو استبعاد ستقوم طهران بكل ما يلزم من اجل إحباطه.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/14 الساعة 15:07