المعايطة يكتب: سوريا.. لا جديد

مدار الساعة - خاص - كتب الوزير الاسبق سميح المعايطة - بغض النظر عن تفاصيل الهجوم الأمريكي الغربي على سوريا اليوم فإن الحقيقه الكبرى التي يحافظ عليها الجميع من اعداء النظام وحلفائه استمرار مسار الازمة السورية دون تغيير جذري. وربما في زحمة السنوات التي مرت من الدم والتهجير والإرهاب في سوريا يغيب عن بعضنا ان الهدف الأكبر من فتح الملف السوري هو تدمير الدوله العربية السورية، وهنا لا أتحدث عن النظام بل عن الدوله السورية التي يتسابق الجميع بغض النظر عن النوايا في تحقيق هذا الهدف، ويتم هذا بأيدي الجماعات الإرهابية والقصف الصهيوني والإدارة غير الحكيمة من النظام لعلاقته بالشعب السوري وأيضا التدخلات الخارجية بأنواعها، وفي النهاية الجميع يقومون بتدمير الدولة السورية تماما مثلما تم تدمير دول عربية أخرى تحت شعارات جلب الديمقراطية او محاربة القمع او ما يتم من اضعاف لدول أخرى بسلاح الاقتصاد او الارهاب او الحروب الجانبية. ما جرى في سوريا أمس محطة من محطات اطالة عمر الصراع الذي يعني مزيدا من التدمير للدولة السورية، أما النظام فلم يكن يوما خارج المعادلة العامة للإقليم ولهذا ليست المشكلة في بقائه او رحيله بل المطلوب ان تكون سوريا مدمرة ولا مانع من بقاء بشار او قدوم غيره . هي النار المشتعلة التي تحتاج كل حين الى مزيد من الزيت لتبقى، وحكاية السلاح الكيماوي مثل بقية الحكايات التي جعلت من سوريا تبقى تحت نيران التدمير كل هذه السنين، ولهذا فالضربات لا تهدف لإسقاط النظام ولا تغيير المعادلة بل استمرار الازمة التي كلما اقتربت من أبواب النهاية عادت إلى مزيد من التصعيد.