باحثون يابانيون يسخّرون الخداع البصري لخدمة المجتمع
مدار الساعة ـ نشر في 2016/11/22 الساعة 00:03
الساعة - ستُخدم الخداع البصري في عروض الترفيه منذ مئات السنين، مثل الصور المشوهة التي تعكسها المرايا المحدبة والمقعرة؛ لكن معرض الخدع البصرية الذي يقيمه المتحف الوطني للعلوم والاختراعات في طوكيو 'ميرايكان'، يهدف أساسا إلى دراسة تأثير الأنماط الحسابية والمعادلات الرياضية على الدماغ وقدرته على تحليل الصور.
ويضم المعرض 18 عملا صممها كوئيتشي سوغيهار بروفسور الرياضيات في جامعة ميجي، والبروفسور هيتوشي أراي من جامعة طوكيو.
وتستخدم تصاميم سوغيهار المعادلات الرياضية والحسابات الهندسية لتقديم نماذج ثلاثية الأبعاد تتحدى المنطق، ففي التجربة التي عرضها أمام الجزيرة نت تتحرك كرة بعكس الجاذبية وتتسلق منحدرا بقوة حركتها الذاتية، وذلك بتصميم المسار برسوم ثلاثية الأبعاد بشكل يوحي بأنه مائل للأعلى من الوسط إلى الأطراف مع أنه يميل للأسفل.
وفي ركن آخر من المعرض، تتحول الزوايا الحادة لمجسم أمام مرآة إلى منحنيات دائرية على المرآة، ويقول سوغيهارا إن الدماغ يكمل لا إراديا أجزاء الصورة التي يراها لتلائم 'ثوابته المنطقية'، فالمجسمات صنعت بحيث تختفي زواياها عند عكس خيالها على مرآة حددت طريقة ميلانها بمعادلة رياضية، ويمكن بتغيير تصميم المجسم وزاوية ميلان المرآة تحريض الدماغ ليكمل الصورة فيجعل الزوايا الحادة منحنيات دائرية.
وللحديث عن التطبيقات العملية لهذه التجارب، قال البروفسور سوغيهارا إن فهم آلية الخداع البصري ساعدت فريقه على تطوير مرايا خاصة للسياراتغرد النص عبر تويتر، بحيث تمنع الخداع البصري الذي يمكن أن يتعرض له السائق عند النظر في المرآة وتقدير بُعد السيارات الأخرى، مما يقلل وقوع الحوادث.
خدعة تسويقية
أما تصاميم البروفسور أراي فكانت حول 'الأشكال الراقصة'، وهي رسوم وكلمات يعتقد الناظر إليها أنها تتحرك، بينما هي ثابتة.
وقال أراي للجزيرة نت 'تمكنا من وضع معادلات رياضية يمكن بتطبيقها تصميم الرسوم والأحرف لتبدو متحركة على أي سطح ترسم أو تكتب عليه'.
وقد بدأ البروفسور أراي باستخدام هذه المعادلات للخداع البصري في التسويق التجاري، حيث استفادت شركة لصنع الشوكولاتة من تلك الخدعة في تصميم علبة رسمت عليها قلوب لتباع في موسم 'عيد الحب'، فعند إمعان النظر بالعلبة تبدو القلوب وكأنها تتحرك.
ويلقى المعرض في متحف ميرايكان إقبالا كبيرا، حيث يقول مسؤولو المتحف للجزيرة نت إن الحضور القوي يبرز الاهتمام الكبير لدى الإنسان للتعرف على أسرار الظواهر الغريبة التي تحيط به، ولكنهم أقروا في الوقت نفسه بأنه قد يصعب على الشخص العادي أن يفهم المعادلات الرياضية التي تتحكم بالخداع البصري.
مدار الساعة ـ نشر في 2016/11/22 الساعة 00:03