هلا بالخميس!!!
مدار الساعة - كتب .. د. عيسى الطراونة
في الحياة الوظيفية العامة ثمة انطباع سلبي عن دوام الأسبوع بانه زاحف يحبو ومثقل بهموم هي في الغالب مشتهاة لا وجود لها على أرض الواقع ، ويمكننا إدراك تنامي هذا الشعور في الثقافة الوظيفية من خلال مؤشر درجة الاشتياق للخميس في عيون الموظفين التي غالبا ما تبدأ علاماتها الصغرى على النفس في الربع الأخير من دوام يوم الأربعاء لتصل ذروتها في صبيحة يوم الخميس حيث يبدأ يتسلل الشعور باكراً إلى النفس بأنها الآن في مرحلة العبور الآمن نحو الراحة المفقودة فتجدها باتت عاجزة عن تنفيذ أي شيء تحت تأثير هذا الشعور باستثناء استقبال وإرسال رسائل الواتس اب وتبادلها لدرجة أصبحت معها اغنية "هلا بالخميس" وأخواتها واجبا وظيفيا يستوجب على كل موظف تبادلها مع عشرة آخرين أو يصاب "بمتلازمة الأحد" طيلة أيام العطلة إن لم يفعل ذلك.
وبعيدا عن "هلا بالخميس" ومواطن الشبهات حولها التي اعتقد أنني وقعت فيها ، إلا ان حق السؤال مشروع حول معرفة اسباب هذه الظاهرة وعلى نطاق أوسع من الخميس لتطول الإجازات والمغادرات المتكررة في حياة الموظفين بمؤسسات الدولة بصفة عامة، وأعتقد بأن هنالك أسباب كثيرة تقف خلف هذه المظاهر الوظيفية منها ما قد يقع على عاتق الموظف نفسه، وأخرى قد تقع على عاتق بيئة العمل ، ولكن يبقى الأمل موجودا بأن نصحو يوماً على اغنية "هلا بالدوام" نتبادلها بيننا مساء السبت لنمارس أعمالنا طيلة الأسبوع على وتيرة واحدة من الحماس والدافع نحو الإنجاز في العمل ، وهلا بالخميس حينها.