الإعلام الأردني.. «فزعة» تتبع الرأي العام ولا تقوده.. قضية «أبو زينة» شاهد
مدار الساعة – هارون الشيخ رضوان - هل تذكرون آدم أبو زينة؟ الشاب الذي تعرض لرصاصة في الرأس خلّفت آثاراً جسيمة في جسده. لقد نسيه الاعلام المحلي، كما نسيه المجتمع. الاثنان سواء. لكن لماذا؟
لا يتعلق الأمر بالقضايا السياسية وحدها. حتى قصصنا الاجتماعية يصيبنا أمامها الزهايمر المجتمعي، وهذا ما تراهن عليه الحكومة في اشتباكها اليومي مع الرأي العام. "إن جمعتهم مشمشية".
في المعلومات المتوافرة عن آدم، فإن الاطباء نجحوا في إفاقته بعد أربعة أيام من العملية، لكن صحته ما زالت بحاجة إلى مزيد من الوقت.
الصحافي المصور في "مدار الساعة" محمد جمال حمل كاميرته الى مستشفى الاسراء حيث آدم لكن والده المشغول بابنه اعتذر عن اجراء اية مقابلة قال: انتم ترون الحالة لا استطيع الان فعل شيء.
اعطانا ابو ادم رقماً لهاتفه ووعدنا بتزويدنا بالمعلومات الطبية الخاصة بآدم فحاولنا لاحقا لكن يبدو ان انشغال الوالد بابنه حال دون ذلك.
"مدار الساعة" تتمنى السلامة لآدم وتدعو الله تعالى عودته الى منزله صحيحا معافى. لكن سيبقى السؤال: لماذا نسيت وسائل الاعلام ادم؟
أقمنا الدنيا على قدم واحدة في الساعات الأولى من الحادثة. وما هي إلا أيام حتى تركنا ادم جريحا في سريره يعاني اصابات خطيرة، وحده الله اعلم كيف ستؤثر على حياته.
حادثة بحجم الرصاصة التي أطلقها مجرم على رأس الشاب آدم ابو زينة، من دون سبب. أغرق بعدها الصحافيون أهله ومستشفى الاسراء بالاتصالات، لكنها مجرد أيام وعدنا الى ما كنا عليه.
المسألة هنا لا تتعلق بالحالة الانسانية لآدم بل بالآلية التي تعمل فيها وسائل إعلامنا، مع الأحداث.
اعلامنا بكافة اشكاله "الورقي والالكتروني والفضائي والإذاعي" يعمل على القطعة. لا روابط مهنية تضمن له العمل على قيادة المجتمع. "لا نظام مهني" يعمل على الفزغة. فزعة تقود مؤسساتنا الاعلامية، وكأنها استجابة لما يطلبه الجمهور، رغم ان فلسفة الوسيلة الاعلامية هي قيادة الرأي العام وليس المشي خلفه.
كعادات جميع قضايانا تركنا قضية ابو زينة مفتوحة وأدرنا ظهرنا، ورحنا ننشغل بما كنا ننشغل به قبل الرصاصة التي اخترقت رأس آدم. ليس "زهايمر" مجتمعي وحسب، بل وإعلامي أيضا.