الانسحاب الأمريكي من سوريا.. ما هو السيناريو الأسوأ للأردن؟
مدار الساعة - تضع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص عزمه سحب القوات الأمريكية من سوريا، الأردن أمام سيناريوهات "مرعبة"، وهي الدولة التي تملك 188 كيلو مترا من الحدود مع سوريا، واستطاعت طيلة السنوات الماضية إبقاءها بعيدة عن النيران المجاورة لها.
ويخشى الأردن من خلق حالة فراغ كبير في الجنوب السوري، الممتد من شرق جنوب البادية السورية، وصولا إلى جنوب غربي سوريا، القنيطرة، ودرعا (مناطق خفض التصعيد)، وهي مناطق تنشط فيها فصائل سورية مسلحة، تتلقى تدريبا ودعما ماديا أمريكيا من خلال برنامجي (المخابرات الأمريكية، ووزارة الدفاع)، ومنها فصيل (جيش أحرار العشائر) تتبناه الأردن رسميا لحماية حدودها من تنظيم "داعش".
مخاوف الأردن، والسيناريوهات التي قد يطرحها الغياب الأمريكي في سوريا عديدة، يلخصها مسؤول أردني، فضل عدم ذكر اسمه، "بانهيار الفصائل المسلحة في البادية السورية، في حال الانسحاب من قاعدة التنف، القريبة من المثلث الحدودي بين الأردن وسوريا والعراق، التي تشكل منطقة محظورا الاقتراب منها، مما قد يعني تدفقا للمقاتلين المتشددين على مختلف مذاهبهم السنية والشيعية، إلى جانب تدفق آلاف اللاجئين إلى الحدود الأردنية انطلاقا من مخيم الركبان".
وأضاف المسؤول في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "لن يكون الحال، في محافظة درعا بالأفضل، مما قد يعني اجتياح مليشيات مذهبية لمناطق خفض التصعيد التي بدأت تتأرجح مؤخرا، وبالمحصلة سيجد الأردن نفسه أمام حدود طويلة ترفرف عليها أعلام مذهبية، وهو أمر حذر منه الأردن مرارا". حسب المصدر.
بدوره أعلن البيت الأبيض، الأحد، أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا رهن بالقضاء نهائيا على تنظيم داعش، ونقل المسؤوليات التى تتولاها القوات الأمريكية إلى القوات المحلية.
خلط للأوراق
ويرى، الأمين العام السابق للائتلاف الوطني المعارض عبد الإله الفهد، وهو عضو هيئة التفاوض السورية، أن "هناك صراعا في الإدارة الأمريكية حول الانسحاب من سوريا، إذ ترفض وزارة الدفاع الأمريكية، وزارة الخارجية هذا الانسحاب؛ لما قد يتسببه من خلط كبير للأوراق في سوريا".
وتوقع الفهد "استمرار الاستقرار في الجنوب السوري، لما يشكله تقدم إيران من خطر على إسرائيل، إلى جانب حاجة الأردن للشعور بالحد الأدنى من الأمان على حدودها".
العلاقة من النظام السوري
وتجد السياسة الخارجية الأردنية نفسها حائرة وهي تحاول إمساك العصا من المنتصف، إذ تبقي المملكة الباب مواربا مع النظام في دمشق من خلال قنوات أمنية، في وقت تحتضن فيه غرفة أصدقاء سوريا "الموك" التي تدرب فصائل المعارضة المسلحة.
الكاتب الأردني، محمد الروسان، يقلل من مخاوف الانسحاب الأمريكي من سوريا، مستبعدا أن يتم ذلك، إلا أنه يقول إن "العلاقات الأردنية السورية، وخصوصا العلاقات العسكرية الاستخباراتية تتعمق، وهي متواصلة (...) وفي حال قررت دمشق وحلفاؤها من إيرانيين وحزب الله فتح معركة درعا وغرب درعا والجنوب السوري، سيتم إبلاغ عمان لأخذ الاحتياطات اللازمة".
داعش مستمرة
ورغم تراجع تنظيم الدولة، في معاقلها الرئيسية، إلا أن جيبا واحدا محصورا ما زال موجودا في حوض اليرموك بريف درعا، من خلال جيش خالد بن الوليد المبايع للتنظيم، الذي يبعد كيلومترات قليلة عن قرى أردنية حدودية، واستطاع الأردن المحافظة على قاعدة درعا خالية من داعش، بالتعاون مع فصائل مدعومة من "غرفة الموك"، مما يثير تخوفات بتحول جيش خالد بن الوليد من حالة السكون إلى العمل العسكري في حالة الانسحاب الأمريكي، مستغلا حالة الفوضى والصراع.
الكاتب الأردني، المتخصص في الشأن السوري، ماهر الشوابكة، لا يعتقد بأن الولايات المتحدة ستنسحب من سوريا في المستقبل المنظور، معتبرا أن ما قاله ترامب كان في سياق مناورة لها أهداف عسكرية ومالية غير معلنة.
مبينا أن تنظيم داعش، بدأ في التوسع في البادية السورية، وسيطر على منطقتين هما حاجز ظاظا ومنطقة السبع بيار مؤخرا، مما يؤشر أن هنالك دورا جديدا للتنظيم في المنطقة لم ينته، ويبدو أنه يتلقى دعما من جهات غير معروفة حتى الآن.
رسميا، لم يصدر أي تعليق من الحكومة الأردنية، حول تصريحات ترامب حول عزمه الانسحاب من سوريا، فهل يقع ذلك ضمن الترقب الحكومي، لجدية هذه التصريحات، أم إن المملكة التي تدخل في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب تلقت تطمينات أمريكية، ومهما كان القادم، يدعو محللو الأردن لوضع جميع السيناريوهات على طاولة البحث. عربي 21