لمن هذي البلاد مرة أخرى

مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/06 الساعة 15:10
كتب : محمد عبدالكريم الزيود مرة أخرى نرفع صوتنا، نحن أهل هذي البلاد، المسكونون بالوجع وحب الوطن، وما تبقّى من ذكريات البطولة ودم الشهداء، لمن هذي البلاد للمتلقّين لسياط الفقر كل صبح ومساء، للقادمين من القرى المنسيّة في الشمال والجنوب ولم يبقَ في جيوبهم إلا الهواء والخواء، ولضحايا الغلاء الحكومي وجشع التجار والكمسيون، لمن هذي البلاد للناظرين بلا حول ولا قوة للفساد كيف يلتهم ما تبقّى من البلاد، وللسامعين والمصدّقين للكذب الحكومي اليومي ولمشاريع الوهم التي تمارس على الإعلام والورق والبرزنتيشن، وكيف يتم تخدير الناس وآلآمهم وإحتياجاتهم بالحلم القادم والإزدهار الذي لا يرى إلا على شفاه " النيوليبراليين الجدد". لمن هذي البلاد، للحالمين أن للوطن قدسية، وأنه ليس بئرا للنهب، وأن له رجال يخافون الله لا ينسون ثأرهم عند من فكفك مؤسساته وأفقد الثقة بموظفيه، وعند من باع أصوله، وجعلنا فاشلين في كل مشاريعنا، إلا النجاح في سياسات التسوّل وإستثمارات الشحدة، عند من رهن رقابنا للصناديق والبنوك الدولية، وعند من رفع مديونية البلد من ٦ إلى ٣٢ مليااً في أقل من عشرة أعوام. لمن هذي البلاد للساكتين عن حقوقهم، البالعين لأصواتهم والغزاة الجدد من شلل الفساد ينتظرون سرقة " صندوق الضمان الاجتماعي " باسم إستثمارات الوهم والكذب ، والوعود الزائفة بتحقيق الأرباح والمستقبل الجميل. لم يبقَ شيئا إلا وسرق وبيع ، الفاسدون يقتسمون الغنائم وموسم الحصاد قادم عند موارس "الضمان الاجتماعي"، لا حرام يمنعهم، ولا خوف من الله ولا من رجال الوطن، والبلاد مطوّبة لهم بقواشينهم، ونحن أهل هذي البلاد نقف على أبواب المسلخ ننتظر دورنا للذبح. نرفع صوتنا لأننا نخاف أن نصحو بلا وطن، والموت مزروع على الحدود، بين عدو غاصب، وبين ابن عم طامع حالم، وبين فاسد يترصد بنا لبيعنا . سنأتي نحن أهل هذي البلاد ونستعيدها يوما، فالوطن الذي أنجب وصفي التل وحابس المجالي وكليب الشريدة وفراس العجلوني وكايد العبيدات وحمد الحنيطي، وعرار وحبيب الزيودي، ينتظر منا أن نحافظ عليه ونحميه إن استغاث بنا، ورب استغاثة وأنين نكاد نسمعه ...!!! حمى الله الوطن الأغلى
  • مال
  • تقبل
مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/06 الساعة 15:10