الذات والروح

مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/05 الساعة 16:58

شيماء الزرعي

كن لنفسك ثم كن للاخرين.. أليس أحق الايجاد إخلاصا هي الروح..؟ وماكان ربك ان وضع الروح وانبتها في فؤادك عبثا إلا كان لها إعجاز لا يدركها من اهدرها..

ما الروح الا نبض صدوق أجمع على أن لا يخذلك مهما كان الدهر أعتم على نجوم سمائك سوادا .., كن للذي خلقك عبدا لاينكسر إلا عند خشوعه طالبا المغفرة منه. قال تعالى: (قل الروح من أمر ربي وما أوتيم من العلم إلا قليلا).. الاسراء

ما الحياة الا لحظات ودقائق معدودة آن الآوان لنهايتها ولكن يبقى هناك سؤال يحوم مثل اسراب الطيور المهاجرة حاملة ما في الخلف ناسية ومتناسية ما هو في الامام، ما هي إلا تساؤلات متراصة بمادة لاحمة هي (خيبة النفس) معلقة في ذهن ذاك الشاب عند ناصية الطريق عند مفترق الطرق تائه في الدنيا أبى ان يعيش واقعها وحبس روحه في خيالها ... أبى ان يعيش الصدق وصدق الكذب بحلوها ومرها مثقل الظهر وحانيه...

من المفترض بكل شروق اشرقتها الشمس في صباحنا انه يوم جديد للتطور والوعي التام لمن هم (الشباب) غير مقتصر على فئة معينة..., نحن بمن سمينا بمجتمع (الفتي) ونحن بمفخرة بذاك المسمى (المجتمع) اي الدولة ان لم تكن فيها ذات الروح المتجددة الا وهي (الشباب) لم ولن تنهض يوما بل كانت وستكون وستظل وستبقى جاهلة غير معاصرة للفكر الدنيوي.

كيف لهذا وذاك وهؤلاء بأن يكونوا سبباً في عتمة لياليك وخذلانك لنفسك وقهر مجدك... ما نواكبه الان الا مجموعة من الخذلان نتيجة لعدم تقدير (الذات والروح) والسماح لسموم الحياة بأن تشق طريقها بين خلايا الجسد استوطنته ورفضت الخروج منه الا وقام باعتصار الخلايا الفكرية والجسدية والمعنوية وفي مقامه الاول وهدفه السامي هي (الذات والروح).

(لن يعثر المرء على السلام الا عندما يوسع من دائرة تعاطفه لتشمل جميع الكائنات الحية) ألبر شفايتزر.

في الايام السابقة ان فئة الفتية مقبلون للانتحار على البقاء لقيد الحياة وان هذا ما هو جبن انبت اصله في داخلنا ومنعنا عن مواجهة مشاكل العصر بكل ما أوتيت من عواصف سامة هناك أسباب عديدة جعلتنا متحفظين على فكرة انتزاع الروح من الجسد دون إتيان اوانه ألا وهي المعنوي اي فشل الماضي يمضي كل القدم محطم ذاتك.. عجز الدولة وضعفها على تشجيع الشباب وتفضيل حجة قلة الاقتصاد وبأن للمجتمع المحيط بجميع عوامله هو في المقام الاول تحطيم الاحلام واول درجة من مصعد الطموح.. عدم الايمان بقدرة الله عز وجل بأنه لم يوجدك في هذه الحياة لتكن دمارا فيها بل كان ميسرا لامورك.. وعدم الايمان بأن الروح التي أوجدت بداخلك انها رحمة وأولى التشجيع على مضي القدم للامام فالإيمان بسبحانية الله عز وجل كفيل بأن تكن ذات نفس مستقلة صاحبة همة ومجد مبني على لبنة صلبة ....؛ لتكن تلك الروح تجري في مجرى دمك ثم تمر لتلقي التحية على خلاياك ناشرة السلام الداخلي كن مؤمن بذات الإلهية ومن ثم ذاتك وانك الاساس والاهمية الكبيرة لدى كل مجتمع سواء كان (شيخ او فتي او مدمر او هالك)... ,من واجبنا كدولة بأن نقوم باعداد منهج ميسر لشباب عن كيفية اعداد النفس لتكون موقنة ماهو القادم بنجوم في المجرة اذهلتها بألوانها لاتدرك سوى لحظة الحياة لا تعرف ما هي الخيبة.

لكل الوجودية في الحياة لها نهاية الا السعي وراء عنوان أنا اتساءل أحيانا من نحن لنحزن وما مدى حزننا الذي احتوته قلوبنا متعكزة علينا ,سلبت ايامنا ونحن لانشعر , أحقا نحن الانسانية! لا يحق بأن ننهك هذا الجسد من نحن لنجعله شاحب ومنهك وبائس ذو روح زائلة.

مهما كانت ايامنا تحمل التعاسة ومهما كانت ساعات سهرنا طويلة منتظرين الصباح لنعيد شريط الروتين القاتل ....

آن الآوان لعيش لحظات الحياة آن الوقت لاطلاق عناويننا لعنان السماء وأن لا نسمح لذاك بأن يقهر مجدنا ويزعزع ذانا آن الآوان لايمان الخالص النابع من القلب والسماح له ليجعل أضلعنا مزهرة مخالفة لفصولها ,لاتكن مع التيار بل كن عكسه بإيجابية كن انت ولاتكن الاخرين كن المعنى ولاتكن النسخة , أمن بذاتك واحفظ الروح ودع الخالق يدبر أمرك.

انهض فسبحان من وضع رأفة في قلبك أرق من الماء صلي ففصلاتك نسيانة ...

(كن لروحك ثم لذاتك ثم لنفسك ثم لخلق ربك أجمعين)

مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/05 الساعة 16:58