القيرغيزي كريم :اكرام الضيف لحم الخيل و«سوميلك» (صور)

مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/05 الساعة 14:01

 مدار الساعة – تنفست جمهورية قيرغيزستان( بشكيك العاصمة) الصعداء بعد تفكك الاتحاد السوفياتي في عقد الثمانينيات.

الطالب القيرغيزي كريم بيردي باي زوف يروي لـ "مدار الساعة " حياته الدراسية والمعيشية في الاردن ويستوقفنا عند بعض التفاصيل التي تتعلق بشعب قيرغيزستان المسلم بما في ذلك العادات والتقاليد.

كريم يدرس دكتوراة اقتصاد اسلامي في الجامعة الاردنية(سنة أولى) وقد حصل على درجة البكالوريوس منها متخصصاً باصول الفقه وهو الحاصل ايضاً على درجة الماجستير من جامعة العلوم الاسلامية في عمان حيث تم اختياره للدراسة هنا ضمن التبادل الثقافي بين الاردن وقيرغيزستان كبلدين صديقين تربطهما علاقات حميمية في مختلف المجالات.

يقول ان بلاده ظلت ردحاً من الزمن ضمن منظومة الاتحاد السوفياتي الى ان تم تفكيكه مع نهاية عقد الثمانينيات من القرن الماضي وباستقلال قيرغيزستان التي يبلغ عدد سكانها 6ملايين نسمة 80% منهم مسلمون و20% اشتراكيون، شهدت اقبالاً عربياً في تأسيس المدارس والجامعات العربية وهو ما ساعد الشعب القيرغيزي على الارتقاء بهذه اللغة التي هي لغة القرآن .

ويضيف : ولدت مسلماً عام 1991 واعتز بديني مثلما اعتز بالقادة الاسلاميين العرب والعجم وفتوحاتهم وكذلك علماء الدين، اما من حيث الدراسة فإن النظام التعليمي يركز على التعليم المهني اكثر من الاكاديمي، تماشياً مع احتياجات الدولة سواء في الانشاءات او المطاعم او رعي الثروة الحيوانية الى جانب المهن الاخرى التي تتعلق بالاقتصاد ومتطلبات الحياة.

ويشير كريم الى ان بلاده التي تتميز بالجبال التي تشكل من مساحتها 85 % جعل من الخيل وسيلة لتربيتها بكثرة وذلك لاستخدام ما يناسب ظروف البلاد التي تشتهر ايضاً بالمياه النقية والعسل ووردة "أيغول" أي وردة القمر، التي لا تنبت الا في قيرغيزستان وافغانستان وكندا.

ويقول: ينحدر شعب قيرغيزستان من اصول تركية وسيبرية فيما العادات والتقاليد تتشابه الى حد بعيد مع العادات والتقاليد العربية والاسلامية، ففي مناسبات الأعراس تكون هناك مشاركات مجتمعية في التراث وتقديم الهدايا واقامة الموائد، وعادة ما تتزوج الفتاة بعد انتهاء المرحلة الثانوية.

وفي مناسبات الأتراح يتم اعداد الطعام لأهل المتوفى وفي هذا النوع من المناسبات يختلف شعب قيرغيزستان في تقديم الطعام حيث يقدم اهل منطقة الجنوب الرز البخاري ولحم الضأن والبرما اما اهل منطقة الشمال فيقدمون لحم الخيل او الثور، كما يقوم اهل الجنوب بدفن الميت في يوم الوفاة في حين يقوم اهل الشمال بدفن الميت في اليوم الثالث.

ويقدم شعب قيرغيزستان لحم الخيل اكراماً للضيف مع انه مكروه عند مذهب ابو حنيفة وهو المذهب الذي يتبعه الشعب القيرغيزي.

وفي شهر رمضان المبارك فإن المساجد تبقى مفتوحة ليلاً نهاراً، ونؤدي صلاة التراويح 20 ركعة،كما تقام موائد الافطار للفقراء فيها واشهرها مائدة (كورت) وهي مائدة شعبية تتكون من الجميد والسكر، وفي آخر اسبوعين من الشهرالكريم يؤدي الصائمون اناشيد دينية تستمر حتى موعد السحور.

وفي هذه المناسبة الكريمة يستذكر كريم في الاردن صوت المسحراتي الذي يقوم بدق الطبل لإيقاظ الجيران.

وعند حديثه عن الاحتفالات وهي كثيرة في بلاده حيث تجمع بين الدينية والوطنية والمجتمعية يسترسل كريم في تعداد هذه الاعياد فهناك عيد رمضان المبارك وعيد الأضحى وعيد الاستقلال وعيد المرأة وعيد النيروز وعيد العمال وعيد اقرار الدستور وعيد الانتصار على الروس، ولكل عيد طقوسه من حيث الاحتفال او النشاطات التي يقيمها الشعب.

فمثلاً عن المأكولات في عيدي رمضان والاضحى، يقول كريم يقدم طعام سوميلك وهو عبارة عن طحين مع سكر مع زيت ويطبخ على امتداد يوم وليلة على الحطب.

اما اسماء المسابقات التي تقام بهذه الاحتفالات فهي تبدو صعبة في اسمائها مثل كوك بوري وتشوكا وغيرهما من الاسماء التي تحتاج الى تفصيل دقيق.

ويبدي كريم اعجابه بالاردن باعتباره بلداً عربياً اسلامياً بلد الانبياء واضرحة الصحابة وانه ينعم بالأمن والاستقرار وشعبه كريم ومتعلم والتعليم فيه متقدم "لذلك ابتعثتني بلادي لأواصل دراستي هنا".

ويتداول الشعب القيرغيزي عملة تسمى (صوم) حيث يعادل الدينار الاردني 100 صوم.

كما تشكر "مدار الساعة" الصديق عبدالعزيز عنيزات الذي اتاح فرصة اللقاء في منزله مقدماً الخدمة اللوجستية والضيافة.

 

 

 

 

مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/05 الساعة 14:01