الطراونة: خطر التقسيم بات يهدد أقطاراً عربية وسط أحاديث عن صفقاتٍ
مدار الساعة - حذر رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة من خطر التقسيم الذي بات يهدد أقطاراً عربية، وسط أحاديث عن صفقاتٍ تُحاك هنا وهناك من شأنها ضرب آمال وتطلعات الشعوب العربية التي انتظرت طويلاً كي تعيش كغيرها من شعوب العالم في أمن وسلام، وبعيداً عن صوت المدافع والقنابل وعن شلالات الدماء، ونهج تحطيم أحلام الأجيال بمستقبل مشرق.
وأضاف الطراونة رئيس الوفد البرلماني الأردني في المؤتمر (27) للاتحاد البرلماني العربي المنعقد في القاهرة الخميس أن المنطقة العربية عانت طويلاً من التشرذم والإنقسام، والكل يسأل.. ما الحل؟ والكل يُجمع على أهمية التوافق العربي، لكن يبدو الجميع عاجزين على الأقل من البدء الجاد في تنفيذ ذلك، أو أنه ذلك يُقال استهلاكاً وترفاً.
وتساءل الطروانة: "أليس في تجربة التعاون والاتحاد في القارة الأوروبية متعددة العرقيات واللغات والعادات، درساً لنا جميعاً ونحن أصحاب أرض ولغة وتاريخ ودم واحد".
وقال الطراونة "هذا هو الوضع الراهن باختصار، ونزيد عليه ما شئنا من المآسي والويلات حديثاً لا ينتهي، وآخره في ذكرى يوم الأرض حيث واصل الاحتلال الإسرائيلي من وحشيته حين ارتقى عشرات الشهداء والجرحى في مصاف الشرف والبطولة، ليُحيوا الأمل في النفوس جميعاً، أن على تلك الأرض ما يقول للعالم كله..إننا هنا باقون رغم الجبروت والظلم والبطش والخذلان والصفقات".
واعتبر أن استمرار تشتت المواقف العربية، وسط التحيز الأمريكي، وغطرسة المحتل، من شأنه استمرار معاناة أهلنا في الأراضي الفلسطينية، مضيفا أن هذا يعني كذلك مزيداً من بناء المستوطنات وابتلاع الأراض وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وبين أن ما يبذله الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني تجاه القضية الفلسطينية يأتي انطلاقاً من وحدة المصير والتاريخ، وانطلاقاً من الوصاية الهاشمية على المقدسات.
وأضاف أن الأردن يتطلع إلى توحيد مواقف العرب أملاً في الوصول إلى تطلعات الشعب الفلسطيني بحقه في قيام دولته المستقلة، والضغط على المجتمع الدولي للنهوض بمسؤولياته تجاه اللاجئين، ومعالجة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث المورد الرئيس لهم ما يتلقونه من مساعدات من منظمة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".
وحذر الطراونة من استمرار هذا النهج في التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، الذي من شأنه تغذية روح الانتقام من جهة لدى أجيال بأكملها، ومن جهة سيسهم في تبرعم التطرف، ما يعني في المحصلة استثمار هذا الوضع من قبل قوى التطرف والإرهاب، وحينها نعود لذات الدوامة في البحث عن جذور التطرف ومسبباته.
وعلى صعيد الأزمة السورية قال الطراونة "فإن علو صوت البنادق والمدافع في الأراضي السورية، يبعث على القلق، ويزيد من المخاوف في عودة الأوضاع هناك إلى مربعها الأول، بعد أن شهدنا تقدماً في الملف السياسي وفق محادثات جنيف ومن ثم أستانا".
وأوضح أن الموقف الأردني تجاه الأزمة السورية يؤكد على أهمية الحل السياسي والحوار السوري-السوري، بعيداً عن أي تدخل خارجي مهما كان مصدره وقوته، مشددا على أهمية استقرار ووحدة وتماسك سورياً أرضاً وشعباً وهوية.
وأضاف انه ليس في مصلحة العمق العربي تفتت سوريا ولا استمرار آلة الحرب فيها، مؤكدا أن العرب جميعا مدعوين لدعم آفاق هذا الحل، كي يتمكن الأشقاء السوريون من النهوض والتعافي والعودة إلى سابق عهدنا بها سورية قوية سنداً وعوناً لأمتها.
وحول الخلافات العربية قال الطراونة "إننا نقف أيضاً أمام تحدي تجاوز خلافاتنا العربية-العربية، ومدعون في هذا الصدد إلى تعظيم لغة الحوار والتوقف عن بناء المواقف والقرارات المتعجلة، فمصيرنا واحد ومصلحتنا مشتركة، وليس من الحكمة والمنطق في شيء أن نبقى على هذا الحال من التشرذم، ما يتطلب في الوقت ذاته اتخاذ مواقف جرئية وفاعلة لوقف كل أشكال التدخل الخارجي في شؤون أقطارنا العربية والهيمنة على مواردها وإرادتها".
وبين أمام البرلمانيين العرب أن الأردن الذي تحمل عن أمته العربية والإسلامية ارتدادات أزمات كبرى، في ملفات اللجوء والحرب على الإرهاب وحماية الحدود، ينتظر مواقف وخطوات أكثر فاعلية لجهة تقديم ما يمليه واجب الشقيق لشقيقه.
وأوضح الطراونة حجم الضرر الذي لحق بالاقتصاد الأردني وحجم الأعباء على موارده الأساسية في قطاعات الصحة والتعليم والمياه وسوق العمل، جراء موجات اللجوء المتعاقبة من أقطار عربية عدة، مؤكدا أن تقديم الدعم للأردن ليس مِنة أو فضلاً، إنما واجب يمليه الضمير، مشددا على أن الأردن لن يكون إلا السند الحقيقي للأقطار العربية، مهما ضاقت به كروب أو اشتد خطب.
وكرم اتحاد البرلمان العربي كلاً من الرئيس السابق لمجلس النواب المهندس سعد هايل السرور وامين عام مجلس النواب السابق حمد الغرير بجائزة التميز البرلماني.
والوفد البرلماني المشارك في المؤتمر مكون من الاعيان تمام الغول وصخر دودين والنواب احمد هميسات، محمد الظهراوي، خالد ابو حسان وشاهة العمارين، ومحمود النعيمات واميني مجلسي الاعيان والنواب خالد اللوزي وفراس العدوان، ومدير مكتب رئيس مجلس النواب عبد الرحيم الواكد.
وشارك في المؤتمر وفود برلمانية من دول: الاردن، البحرين، الجزائر، السعودية، السودان، العراق، سلطنة عمان، الكويت، ليبيا، مصر، المغرب واليمن.