مسؤولون: الانسحاب الأمريكي السريع من سوريا مستبعد رغم تأكيدات ترمب

مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/03 الساعة 14:03

مدار الساعة - على الرغم من تأكيدات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأن بلاده ستنسحب "قريبا" من سوريا، فإن هذا الاحتمال يبقى مستبعدا ميدانيا في الوقت الحاضر لما سيعنيه من انتصار لروسيا وإيران.

وقال ترمب الخميس في خطاب ألقاه في ولاية أوهايو "سنخرج من سوريا في وقت قريب" مضيفا "قريبا جدا، سنسيطر على مئة بالمئة من الخلافة كما يسمونها" في إشارة إلى المناطق الشاسعة التي احتلها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بين 2014 و2017.

كما أمر ترمب بحسب صحيفة وول ستريت جورنال بتجميد أكثر من مئتي مليون دولار من الأموال المخصصة لإعادة إعمار سوريا، في معلومات لم يتم تأكيدها ولا نفيها رسميا.

وقال مسؤولون لوكالة فرانس برس إن تصريحات ترمب لم تكن هفوة ولا خطأ، مشيرين إلى أن الرئيس كان ينتقد منذ عدة أسابيع فكرة الالتزام الأمريكي بعيد الأمد أو حتى متوسط الأمد في شرق سوريا حيث تنشر واشنطن حوالى ألفي جندي في إطار مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي حال انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، فذلك سيتعارض مع استرتيجية "إرساء الاستقرار" في المناطق المحررة إلى حين التفاوض برعاية الأمم المتحدة على تسوية للنزاع في سوريا، وهي استرتيجية يدعو إليها الأوروبيون.

وفي مطلق الأحوال، يعتبر الدبلوماسيون الأوروبيون الذين فوجئوا بتصريحات ترمب، أنه لا يمكن للغربيين الانسحاب طالما لم يتم القضاء كليا على تنظيم الدولة الإسلامية ولم تنفيذ حل سياسي.

كما أن الانسحاب المبكر سيطعن في الجهود التي يبذلها وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس منذ عدة أسابيع لإقناع تركيا بوقف عمليتها العسكرية في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة "إرهابية" فيما هي حليف أساسي لواشنطن في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

- حذر -

وهذا ما جعل باقي الإدارة تتلقى بحذر تصريحات ترمب وقد اعتادت عدم التصدي بصورة مباشرة لمواقفه المتبدلة.

ففي وزارة الخارجية، ذكر مسؤول دبلوماسي طالبا عدم كشف اسمه بأن "الولايات المتحدة تعمل يوميا على الأرض بالتعاون مع الأسرة الدولية لإرساء الاستقرار في المناطق التي يخليها تنظيم الدولة الإسلامية".

وفي البنتاغون، شدد متحدث هو الكومندان ايدريان رانكين غالواي على أن مهمة العسكريين الأمريكيين في سوريا "لم تتغير" مضيفا "نواصل تطبيق استرتيجية الرئيس القاضية بالانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية.

وتقوم خطة الولايات المتحدة التي أعلنتها وزارة الدفاع في كانون الثاني/يناير وأكدها وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي أقصاه الرئيس لاحقا، على إبقاء وجود عسكري في سوريا "طالما أن ذلك ضروريا" لمنع عودة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، وعدم ترك المجال حرا لتحرك روسيا وإيران اللتين تقدمان دعما أساسيا للرئيس بشار الأسد مكنه من استعادة أكثر من نصف أراضي سوريا.

وغالبا ما انتقد ترمب خلال حملة الانتخابات سلفه باراك أوباما لسحبه القوات الأمريكية "بصورة مبكرة" من العراق، ما شكل عاملا خلف احتلال تنظيم الدولة الإسلامية أراضي شاسعة في هذا البلد.

إلا أن الباحث في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر أوضح أن "مغادرة سوريا ستكون بمثابة استسلام أمريكي تام أمام نفوذ إيران في المنطقة"، معتبرا "من الصعب النظر بجدية" إلى تصريحات الرئيس الأمريكي.

وأضاف هذا الخبير في مكافحة الإرهاب "لا أعتقد أنه يفهم الوضع".

وقال إن بإمكان رئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) مايك بومبيو الذي سيخلف تيلرسون ومستشار الأمن القومي الجديد جون بولتون أن "يشرحا له لماذا من مصلحتنا الآن أن نبقى عوضا أن نرحل" خاتما "يُهيأ لي أنهما سيتغلبان على ميل ترمب إلى حزم أمتعته والرحيل، أقله في الوقت الحاضر".

مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/03 الساعة 14:03