الزعبي يكتب: الرئيس وأربعته

مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/02 الساعة 11:54

مدار الساعة - بيروت - ابراهيم الزعبي -

في العرف العشائري، وعند اقدام أحد أفراد العشيرة على فعل "ردي" وفعله احدى الموبقات، أو ارتكاب جرم يستدعي الثأر تكون الجلوة العشائرية هي الحل لتشمل خمسة الجاني وتصل احيانا الى الجد الثالث حفاظا على السلم الاجتماعي.

بعض من عشائرنا الاردنية تحمل نفس الاسم، ولكن في الحقيقة لا يوجد بينها صلة دم او قرابة، مما يعني أنه اذا اقدم فرد ما على فعل جرمي، فهو حتما لا يمثل سوى نفسه ولا علاقة حتى لعشيرته به، فهوعند اقدامه لم يشاور أحدا من أفرادها، وهو وحده من يستوجب أن يقدم للعدالة لينال الحكم العادل على فعلته.

ما صرح به الرئيس لـ" مدار الساعة" كان واضحا، فهم كعائلة أربعة أشخاص ولا تربطهم بالجاني أية صلة دم أو قرابة – ربما تشابه أسماء – وقد أوعز أي الملقي الرئيس بايقاع اشد العقوبات على الملقي الجاني بعد ثبوت تورطه بفعلته .

السياسة التي انتهجها مدير الامن العام الجديد من عدم نشر اسماء وصور من يقومون بعمليات السطو المسلح ، كما يتم التعامل في قضايا تجار المخدرات الذين يتم القبض عليهم هو أمر محمود، لأن الغاية منه المحافظة على مشاعر أسر الجناة في وسط مجتمع لا يرحم، ولكن دعونا نرقب في حال تمت عملية سطو جديدة هل سيكون التعامل معها بنفس المقياس؟.

حادثة سطو "خلدا " هي الرابعة من نوعها التي استهدفت بنوكاً، في حين هناك اثنتي عشرة عملية سطو ومحاولة واحدة فاشلة تمت خلال الثلاثة شهور الماضية، طالت محلات تجارية وصيدليات ومكتب بريد وتركزت جميعها في العاصمة والزرقاء واربد.

القلق الشعبي من تكرار هذه الظاهرة له ما يبرره في ظل أوضاع اقتصادية صعبة وبطالة وفقر مدقع، وانتشار الرشوة والفساد في بعض مؤسساتنا، بحيث بات من الصعب الفصل بين ما يحدث في الشارع وما يحدث في تلك المؤسسات.

وعودة على بدء؛ نقول للرئيس حتى ولو كان الجاني يخصك من بعيد ، فلا تزر وازرة وزر أخرى، وكما قال المثل " كل شاة معلقة بعرقوبها".

Ibrahim.z1965@gmail.com

مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/02 الساعة 11:54