عصام السلفيتي.. من شابه أباه ما ظلم

مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/29 الساعة 11:40
مدار الساعة – كتب: محمود السالم - ليس اعز على الانسان من وطنه، ولكن الانقياء الأوفياء وان غادروا الأرض مرغمين الا ان قلوبهم وانظارهم تظل تشخص اليها كل يوم. والمعادن النفيسة تظل مصقولة بقيمتها اينما وجدت، لا تداولها في الغربة ينتهي ولا الموت ان غيّب اهلها يفقدها بريقها ولمعانها، فكيف بأصحابها وهم على قيد الحياة تفيض مكارمهم في بيوت يرُفع فيها اسم الله، او دقّت اجراسها بحمده. رجل الأعمال عصام السلفيتي، ابن رجل الأعمال حليم، ورث الحرفة عن أبيه، وقد صدق فيه القول : من شابه أباه ما ظلم. عصام، الرجل العصامي، لا القول "رب ضارة نافعة" ينصفه، مهما جمع من ثروة وانتصر في ثورة على النفس يوم أُقتلع وآل السلفيتي من سلفيت العاشقة للقدس من كل الجهات رغم انها تتخذ الركن الجنوبي من هذه المدينة المقدسة، ذلك ان فلسطين وهي الاطار لكل المدن والبلدات والقرى المحتلة مزروعة في قلب هذه "الشجرة" الضاربة جذورها، في الأرض والتاريخ، حالها حال كل العائلات الفلسطينية. عصام السلفيتي، غصن من هذه "الغابة" ما لبث مع السنين المعّتقة ان تحوّل الى شجرة معطاء، فقد انتشرت جذورها الى خارج فلسطين..الاردن ومصر وبلدان أُخرى، فكانت البنوك والعقارات والانشاءات الفندقية واماكن الصرافة والحلي، أوسمة على صدور المدن والعواصم. ترفد الاقتصاد في هذه البلدان وتسند المواطن وتغيث المحتاج. عركته الحياة وصعابها وشعابها وهو في عمر الصبا، لا بل ان طفولته ولدت مع النكبة، فيا لها من قسوة على النفس في براءتها وغضاضة الجسد وضعف الحيلة، ولكن مشيئة الله وارادته، كانتا حافزاً لهذا الطفل ان يشق طريقه من ارض الاقتلاع الى الاقلاع في فضاء متسع، ولما لا يكون عصام السلفيتي رجل الاعمال المتفوق مع مرور الزمن رغم الحفرالكثيرة التي واجهته في حرفته. زهده في الحياة وانشغاله بعمله جعلاه بعيداً عن ضجيج الاعلام واغراءاته، وربما وجد في عامة الناس الزائرين الى "قاع المدينة" في حبيبته عمان والى صيرفته، ما يغرق في زهده، فخلد الى الراحة والهدوء، ولأن لنفسه حقاً عليه. هي اذاَ، رحلته التي قادته منذ صباه وحتى شبابه في المدرسة وعنفوان شبابه في الجامعة الاميركية، الى تجربته في العمل الحر وقد عجّمت عوده ليكون رجلاً منتجاً لماكينة منتجة تدار من قبل أبنائه، ذلك ان للعمر احكاماً، وان لبدنك حقاً ايضاً. رحلة وتجربة تمتدان لأكثر من سبعين عاماً، كفيلتان ان تقولا لصاحبهما : كفى، فقد كفيت ووفيت، والبركة بمن تركت وورّثت، وانت ما تزال واقفاً كالشجر، يعطي ثماره وان انحنى الظهر كثيراً او قليلاً، اذا ما تزال مرفوع الهامة تمشي، وتلك اغنيتك، وزيتها من زيتونها يُحتسى ويؤكل.
شركة حليم السلفيتي وبنك الاتحاد وكل ما فعلت يداك، تفخر بك.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/29 الساعة 11:40