الزعبي يكتب : «غزلان دبين».. اسألوا عنها موائد الفاسدين
بقلم: ابراهيم الزعبي - بيروت
في الدول المتقدمة تشكل حوادث سرقة الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض في موطنها الاصلي (قضية رأي عام) لا يمكن التساهل معها أو نسيانها دون معرفة الحقيقة ، ومعاقبة المقصرين والمتسببين، وربما "تطير عليها رؤوس".
محمية دبين من المحميات المهمة في الاردن نظراً لطبيعتها الجغرافية والتي تتوسط الغابات بين عجلون وجرش، وهناك من الموظفين القائمين على حمايتها من أبناء المنطقة، وهي مغلقة بطريقة محكمة ويتم مراقبتها ومتابعة شؤونها وحراستها من قبل كوادر مؤهلة على مدار الساعة.
حادثة فقدان 100 غزال في “محمية دبين” تقدر قيمتها بأكثر من 50.000 دينار وفق ما أظهره كتاب صادر عن وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات. وموجه لرئيس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، فإن فقدان هذا العدد جاء نتيجة لعدم المتابعة ومطالبا بتحويل المعنيين للتحقيق، وهو أمر يجب أن لا يمر مرور الكرام .
لقد سبق هذه الحادثة أخرى مشابهة عام 2013 حيث اختفى 132 غزالا استراليا من فصيلة "اللاما" من المحمية نفسها، وهو ما أكده تقرير ديوان المحاسبة بعدم وجود دقة في عملية إحصاء الغزلان الاسترالية في محمية دبين، فبموجب كتاب رقم 5/4 / 1 / 302 تبين أن عدد الغزلان 188 غزالاً في المحمية، علما انه وموجب كتاب آخر رقم 5 / 4/ /161 فإن عدد الغزلان الاسترالية في المحمية يبلغ 320، بفارق 132 غزالاً اختفت خلال خمسة شهور، ويعتقد أنها هربت أو اختفت بدون معرفة الأسباب ودون وجود ضوابط إتلاف، كما ان بعضها نفق بسب التغير المفاجئ في الخلطة العلفية، مما تسبب بحدوث تسمم معوي لها.
كان ذلك الحدث قبل 5 سنوات ... لا نعرف الى أين وصل التحقيق في الأمر ، ولا أحد يعرف بعد ، أين ذهبت هذه الغزلان التي استوردتها وزارة الزراعة من استراليا بداية العام 2001 ؟ وكان عددها في ذلك الوقت 85 غزالاً، ظلت في وضع توالد الى أن وصلت الى 320 غزالاً في ذلك الحين.
حال "الراي العام " اليوم يقول : موارد البلد الطبيعية سرقت دون حساب.. هل توقف الامر على "البهايم" ... ابحثوا عنها على موائد الفاسدين أو في مزارعهم.