هل معركة الكرامة كانت بداية المعركة المصيرية بين الحق والباطل؟

مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/25 الساعة 11:17
في صبيحة الخميس 21/ آذار/ 1968م شن جيش الاحتلال الصهيوني هجوماً على الأردن لاحتلال مرتفعاته ليبقى مسيطراً على بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وينهي حرب الاستنزاف المنهكة لاسرائيل. فقد دارت رحى معركة شرسة بكافة أنواع أجيال الحروب من الأسلحة النارية والتكتيكية والثقيلة والسلاح الابيض بين الجيش العربي الأردني وثلة من فدائي جيش التحرير الفلسطيني ، وأنتهت معركة الكرامة كأولى المعارك التي تُسجّل انتصاراً عربياً على إسرائيل بعد مرور نحو 9 أشعر على هزيمة العرب في حزيران 1967، واحتلال قطاع غزة والضفة الغربية وهضبة الجولان. والدليل على ذلك: أن القائد الأردني في تلك المعركة اللواء الركن مشهور حديثة الجازي قد وزع المصاحف على الضباط والجنود قبل بدء معارك حرب الاستنزاف وعند بدء المعركة صلَى ركعتين داعياً ربه قائلاً: اللهم أهزم هذا العدو المتغطرس القائم على الباطل وأنصرنا عليه لاننا أصحاب الحق. وكان النصر المؤزر عملاً جماعياً وإنجازا لكل الأردنيين وللأمتين العربية والإسلامية،وذلك بالارادة ذات الإمكانيات المتاحة والروح المعنوية العالية. سالت الدماء الزكية التي روت الأرض الأردنية دفاعا عن تراب الوطن. وبقي الأردن رتقاً لا فتقاً على درب الكرامة سائراً وصامداً ومستقراً، حيث اقتضت الحكمة الربانية أن الأردن سيبقى أرض الحشد والرباط وجزءاً لا يتجزأ من المعركة المصيرية لأهل الشام المتمثلة بالحق يوم نستعيد فيها فلسطين، وزوال الباطل المتمثل في الكيان الصهيوني وأعوانه. لقد وصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وضعنا الحالي قبل 1440عاماًحين قال:((تأتيكم بعدي أربع فتن الأولى يستحل فيها الدماء. والثانية: يستحل فيها الدماء والأموال. والثالثة: يستحل فيها الدماء والأموال والفروج. والرابعة : صماء عمياء مطبقة تمور مور الموج في البحر حتى لا يجد أحد من الناس منها ملجأ. وفي رواية لا يبقى بيت من العرب والعجم إلا ملأته ذلا وخوفا: تطيف بالشام، وتغشى العراق، وتخبط الجزيرة بيدها ورجلها، وتعرك الأمة فيها بالبلاء عرك الأديم ثم لا يستطيع أحد من الناس يقول فيها مه مه ثم لا يعرفونها من ناحية إلا انفتقت من ناحية أخرى. وفي رواية: فالرابعة منها الصماء العمياء المطبقة تعرك الأمة فيها بالبلاء عرك الأديم حتى ينكر فيها المعروف ويعرف فيها المنكر تموت فيها قلوبهم كما تموت أبدانهم . وفي رواية: في الفتنة الثالثة فتنة الدهيم ويقاتل الرجل فيها لا يدري على حق يقاتل أم على باطل. وقد جاء تفسير هذا الحديث الشريف في استخدام استراتيجية حروب الجيل الرابع الحالية التي تحدث في الدول العربية: (يقاتل الغرب بالتكلفة الصفرية العدو يقتل نفسه بنفسه يدفع ثمن السلاح يطلب من الغرب التدخل فلا يقبل)، معتمدة على خلق دولة فاشلة بتكوين صراع ايدلوجي كالصراعات الطائفية أوالعنصرية أوالمذهبية، وعزل منطقة في الدولة المراد تدميرها: تكون غير خاضعة لسيطرة تلك الدولة، وإنشاء جيش من الأشرارمن أبناء تلك الدولة ليكونوا أداة قتل بلا رحمة أو تفكير بديلا عن جيوش دولة الإحتلال، واستخدم الأطفال لزجهم في القتال حتى ينشأ جيل بثقافة القتل والتدمير وليس بثقافة البناء والتحضر. وأخيراً اخضاع الدولة الفاشلة لأي قرار تريده دولة الإحتلأل. كما جاء الدليل الرباني في قوله تعالى:" وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ". وقالت صحيفة نيويورك تايمز نحن امام مجنون اسمه ترامب، وامام رئيس الى حد ما مجرم وخطير اسمه بوتن، ولا احد يستطيع اقناعهما بوقف التصعيد لكن روسيا سبقت اميركا بتحديد الأهداف وتحضير الصواريخ وتحضير منظومات الدفاع الجوي وسبقت اميركا في كل هذه المجالات، فاذا حصلت الحرب فتكون مدمرة والذي سيربح هوالأقوى والاهم جرأة قلب لا يهاب الموت ذو المعنويات العالية. ونحن نقول كما أمرنا ربنا سبحانه وتعالى: إنكم إن أردتم أن تبيتوا لنا، فإن الله قادر على أن يقلب المكر عليكم، وجاء القول هنا بمكر الله كمقابل لفعل من البشر، ليدلهم على أنهم لا يستطيعون أن يخدعوا الله، ولا يستطيعون أن يمكروا بالله، لأن الله إذا أراد أن يمكر بهم، فهم لا يستطيعون مواجهة ذلك. إن الحق يقول: " وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ الله والله خَيْرُ الماكرين"..
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/25 الساعة 11:17