عــمــان تكـرهـنـا!!
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/26 الساعة 00:19
ربما تكون طرفة، لكن معانيها سوداء، وتجد على الارض ما يبررها ويسندها، احد الشباب في المحافظات يقول : “ تكلفة الزيارة الى عمان 35 دينارا، عشرة دنانير بنزين وخمس وعشرون دينارا لمخالفات السير، عمان تكرهنا “، تلك رسالة موجعة بحقيقتها، بعد انتشار ظاهرة انتشار مجموعات من صبايا وشباب دائرة السير وهم ممسكون بدفاتر المخالفات او باجهزتها الالكترونية وعلى شكل جماعات كما هي الحال يوميا في شارع جبل الحسين الرئيس مقابل مدرسة سكينة، وفي باقي شوارع العاصمة الفرعية والرئيسة، بدل اجتراح الحلول لازمة السير الخانقة في العاصمة عمان وباقي المحافظات .
ابرز الحلول الموجعة التي اجتهدت ادارة السير في تنفيذها هي الغاء مخارج الجسور الاردنية سواء جسر الصناعة او جسر الاستقلال وجسر المدينة “ الحراج “، وكل التكلفة المالية التي تحملها الاردنيون من اجل تلك الجسور ذهبت ادراج الرياح، وهذا يشي بشكل دقيق الى نمط التفكير الرسمي في الحلول السهلة التي تستهدف المواطن نفسه وتضييق الخناق عليه سواء في مسعاه الى رزقه او في عوائد رزقه نفسها، فأنت تذهب الى العمل متوترا وتعود متوترا وما بينهما توتر في احتساب نفقات الشهر التي تفوق حجم الراتب بكثير .
صدمة تصريح الشاب القاطن في محافظة اقرب الى النائية منها الى القريبة من العاصمة تعكس حجم الفجوة في التفكير بين ابناء المحافظات وابناء العاصمة من غير سكان المحميّات العمانية “ دير غبار وعبدون وباقي المحميات “، فأبناء المحافظات يسكبون الزيت على النار المشتعلة في صدور ابناء عمان الشرقية والوسطى والشمالية، ممن يعانون الأمريّن بسبب الاكتظاظ وقلة الحيلة وانعدام المتنفسات الحياتية، وبالمناسبة هم في معظمهم من ابناء المحافظات القاطنين في عمان والذين نجحوا في تمثيل عمان واحيائها سواء في مجلس امانة عمان او في مجلس النواب، ومع ذلك تبقى صورة عمان في ذهنية ابناء المحافظات صورة لمدينة غريبة يسكنها الغرباء والمترفين وتحظى بكل اشكال العناية والرفاه رغم انحسار الخدمات في المحميّات ذاتها .
عمان ببساطة لم تعد لنا، اصبحت تحاسبنا على نسمة الهواء، واصبحت منحازة الى الاثرياء وسكان المحميات، تتفنن في جباية النزر اليسير الباقي في جيوبنا، تحمل هموم من يجلسون في قاع مدينتها برفاه ورخاء وتشرب من عرق الكادحين والبسطاء، فهي منحازة لغيرنا وتحمل هموم غيرنا وتفرح لفرح غيرنا، حتى شوارعها اصبحت كئيبة مهترأة مثل عجوز شمطاء، بعد ان منحت كل مساحيق التجميل للمحميات وساكنيها، فالشوارع هناك لا تعرفنا واظنها غدا سترفض ان ندوس باقدامنا على اسلفتها او بعجلات سياراتنا .
عمان ارخت جدائلها على اكتاف غيرنا وكحلّت اهدابها لغيرنا، بعد ان تحولت الى مدينة هجين او هايبرد، تسير على الكاز المحروق في عمان الشرقية وتسير على البنزين الخالي من الرصاص والكهرباء في المحميات السكانية.
الدستور
ابرز الحلول الموجعة التي اجتهدت ادارة السير في تنفيذها هي الغاء مخارج الجسور الاردنية سواء جسر الصناعة او جسر الاستقلال وجسر المدينة “ الحراج “، وكل التكلفة المالية التي تحملها الاردنيون من اجل تلك الجسور ذهبت ادراج الرياح، وهذا يشي بشكل دقيق الى نمط التفكير الرسمي في الحلول السهلة التي تستهدف المواطن نفسه وتضييق الخناق عليه سواء في مسعاه الى رزقه او في عوائد رزقه نفسها، فأنت تذهب الى العمل متوترا وتعود متوترا وما بينهما توتر في احتساب نفقات الشهر التي تفوق حجم الراتب بكثير .
صدمة تصريح الشاب القاطن في محافظة اقرب الى النائية منها الى القريبة من العاصمة تعكس حجم الفجوة في التفكير بين ابناء المحافظات وابناء العاصمة من غير سكان المحميّات العمانية “ دير غبار وعبدون وباقي المحميات “، فأبناء المحافظات يسكبون الزيت على النار المشتعلة في صدور ابناء عمان الشرقية والوسطى والشمالية، ممن يعانون الأمريّن بسبب الاكتظاظ وقلة الحيلة وانعدام المتنفسات الحياتية، وبالمناسبة هم في معظمهم من ابناء المحافظات القاطنين في عمان والذين نجحوا في تمثيل عمان واحيائها سواء في مجلس امانة عمان او في مجلس النواب، ومع ذلك تبقى صورة عمان في ذهنية ابناء المحافظات صورة لمدينة غريبة يسكنها الغرباء والمترفين وتحظى بكل اشكال العناية والرفاه رغم انحسار الخدمات في المحميّات ذاتها .
عمان ببساطة لم تعد لنا، اصبحت تحاسبنا على نسمة الهواء، واصبحت منحازة الى الاثرياء وسكان المحميات، تتفنن في جباية النزر اليسير الباقي في جيوبنا، تحمل هموم من يجلسون في قاع مدينتها برفاه ورخاء وتشرب من عرق الكادحين والبسطاء، فهي منحازة لغيرنا وتحمل هموم غيرنا وتفرح لفرح غيرنا، حتى شوارعها اصبحت كئيبة مهترأة مثل عجوز شمطاء، بعد ان منحت كل مساحيق التجميل للمحميات وساكنيها، فالشوارع هناك لا تعرفنا واظنها غدا سترفض ان ندوس باقدامنا على اسلفتها او بعجلات سياراتنا .
عمان ارخت جدائلها على اكتاف غيرنا وكحلّت اهدابها لغيرنا، بعد ان تحولت الى مدينة هجين او هايبرد، تسير على الكاز المحروق في عمان الشرقية وتسير على البنزين الخالي من الرصاص والكهرباء في المحميات السكانية.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/26 الساعة 00:19