الملك: يجب علينا حماية القدس

مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/21 الساعة 18:11
مدار الساعة - ركزت مباحثات جلالة الملك عبدالله الثاني مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، في مدينة لاهاي اليوم الأربعاء، على سبل الارتقاء بالعلاقات الأردنية الهولندية في مختلف المجالات، إضافة إلى التطورات الإقليمية الراهنة. واتفق جلالة الملك ورئيس الوزراء الهولندي على توسيع التعاون بين البلدين، خصوصا في الميادين التجارية والطاقة المتجددة، والزراعة وإدارة المياه والنقل والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والابتكار والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والعسكرية. وخلال المباحثات الثنائية والموسعة، تم التأكيد على أهمية الاتفاقيات التي وقعها الأردن وهولندا خلال الزيارة، وضرورة البناء عليها، خدمة لمصالح البلدين والشعبين الصديقين، فضلا عن مواصلة التنسيق والتشاور إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية. كما تناولت اتفاق تبسيط قواعد المنشأ بين الأردن والاتحاد الأوروبي، وفرص البناء عليه لزيادة الصادرات الأردنية إلى الأسواق الأوروبية وجذب استثمارات جديدة إلى المملكة، إضافة الى الاستفادة من الخبرات الهولندية في مجال التدريب التقني. وأعرب جلالة الملك عن تقديره للدعم الذي تقدمه هولندا للأردن لتمكينه من التعامل مع أزمة اللجوء السوري، وتنفيذ العديد من البرامج التنموية. وتطرقت المباحثات إلى الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وضرورة تكثيف المساعي للتوصل إلى حلول سياسية لها تعيد الأمن والاستقرار لشعوبها. وفيما يتعلق بالتطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية، أكد جلالة الملك أن التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يعتبر مفتاحا لتحقيق الاستقرار في المنطقة برمتها، لافتا جلالته إلى أهمية دور الاتحاد الأوروبي في تحريك عملية السلام. وشدد جلالته، في هذا الصدد، على ضرورة بذل المزيد من الجهود لبناء الثقة في العملية السلمية، وإعادة إطلاق مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استنادا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. المباحثات تناولت أيضا انعكاسات الإجراءات الإسرائيلية ومن ضمنها بناء المستوطنات على فرص تحقيق السلام، إضافة إلى التحديات التي تواجه الكنائس في القدس، ودور الأردن في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها. كما تطرقت إلى دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وضرورة دعم المجتمع الدولي لها، لتمكينها من الاستمرار في القيام بدورها الإنساني والإغاثي. وتم استعراض الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب، ضمن استراتيجية شمولية، حيث حذر جلالته من خطورة انتشار ظاهرة الخوف من الإسلام في المجتمعات الغربية، حتى لا يستخدمها المتطرفون ذريعة لتغذية أجنداتهم الإرهابية. وحضر المباحثات وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته، ووزير الصناعة والتجارة والتموين، والسفير الأردني في هولندا، فيما حضرها عن الجانب الهولندي وزير الخارجية، ووزيرة التجارة الخارجية والتعاون التنموي، ووزيرة الزراعة، ووزيرة البنية التحتية والمياه، والسفيرة الهولندية في عمان وقائد القوات المسلحة الهولندية. وحضر جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، مأدبة الغداء الرسمية، التي أقامها رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، تكريما لجلالتيهما والوفد المرافق، بحضور جلالة الملك ويليام الكسندر، ملك مملكة هولندا وجلالة الملكة ماكسيما. وألقى جلالة الملك عبدالله الثاني، كلمة خلال مأدبة الغداء، تاليا نصها: "بسم الله الرحمن الرحيم صاحبا الجلالة، رئيس الوزراء، الأصدقاء الأعزاء، يسعدني والملكة رانيا أن نزروكم مجددا في هولندا. وأشكركم باسمنا جميعاً على ترحيبكم الحار والحفاوة التي استقبلتمونا فيها منذ وصولنا. السيد رئيس الوزراء، خلال السنوات القليلة الماضية، عملنا معا لمواجهة بعض القضايا التي شكلت تحديات حقيقية، ومن بينها قضايا الأمن العالمي، والتغير المناخي، وأزمة اللاجئين. فيما يتعلق بقضايا الأمن فإن بلدانا يتعاونان بشكل وثيق في الحرب على الإرهاب العالمي، ويعملان جنبا إلى جنب ضمن التحالف الدولي ضد داعش. كما أننا شركاء في برامج ثنائية وأخرى متعددة الأطراف، ومنها مبادرات للقطاع الخاص وبرامج للتبادل الأكاديمي. ويقدر الأردن عاليا اختياره ليكون من بين الدول والشركاء الجدد، الذين يحظون باهتمام وأولوية برامج التعاون التنموي الهولندي. وكما أوضحتم بالفعل، فإن الأوضاع والتحديات الصعبة التي نواجهها اليوم، تتطلب نهجا يستجيب لطبيعتها الضاغطة. فنحن في الأردن نستضيف 1.3 مليون لاجئاً سورياً مما يشكل عبئا كبيرا على شعبنا واقتصادنا. لقد بات من الضروري العمل على إيجاد حلول إبداعية تزود الشباب بالأدوات وتتيح لهم الفرص التي يحتاجونها لبناء مستقبل آمن، وأيضا لمساعدة اللاجئين، خصوصا الشباب منهم، للعودة إلى ديارهم، متسلحين بالمهارات والقيم المجتمعية الضرورية لإعادة بناء أوطانهم. وهذا هو جوهر خطة الاستجابة الأردنية للتعامل مع الأزمة السورية، المعترف بها عالميا. ونأمل أن نعمل معكم ومع حكومتكم بشكل وثيق خلال الأيام القادمة، للمضي قدما في تحقيق تنمية مستدامة وشمولية، ولتعظيم استخدام الموارد الشحيحة، وللاستفادة من نقاط القوة الكثيرة التي يتمتع بها الأردن، خصوصا ما يتميز به شعبنا من مواهب وطموح. إن الأردن يتطلع إلى زيادة حجم التجارة مع هولندا، كما نرحب بالاستثمارات والابتكارات الهولندية، خصوصا في مجالات الطاقة البديلة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتعليم والبيئة. فهذه القطاعات تشكل أولوية لنا، نظرا للفرص الكبيرة التي توفرها، ومساهمتها الإيجابية في تعزيز منعة اقتصادنا. من بين القضايا ذات الأولوية لنا، كما أشرتَ، هي العلاقة الحيوية والمترابطة بين الغذاء والطاقة والمياه، فالأردن يعتبر ثاني أفقر دولة في المياه في العالم. وبالرغم من الاختلاف الكبير لوضع المياه في بلدينا، إلا أن لا أحد يتقدم على بلدينا في تقدير أهمية إدارة المياه على مستقبل البشرية. وفي هذا الشأن، تبرز مجالات بناءة لتوظيف خبراتنا المشتركة. ومن المؤكد أن التعاون الأمني هو من بين المجالات المتعددة التي تحظى بدرجة عالية من الاهتمام المشترك. ولطالما دعوت إلى اتباع نهج شمولي: يعالج التهديد الأمني، وفي نفس الوقت يتصدى للحرب الفكرية من خلال إرساء الاعتدال وإدماج الجميع، مما يجعل جميع مكونات المجتمعات، وخاصة الشباب، شركاء في مستقبل يسوده السلام والاحترام المتبادل. وهذه قيم لطالما تبناها ودافع عنها الشعب الهولندي. وأخيرا، اسمحوا لي أن أتطرق إلى أزمات منطقتنا وأهمية إيجاد حلول سياسية لها. فمن الضروري جدا المضي قدما وفق مسار جنيف لمساعدة الأطراف السورية في التوصل إلى تسوية سياسية تشمل الجميع. كما يجب أن لا نغفل عن القضية المركزية في المنطقة، وهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والقلق العالمي المتزايد إزاء وضع مدينة القدس. فيجب علينا جميعا حماية المدينة المقدسة وإعادة عملية السلام إلى مسارها. وبإمكان هولندا بصفتها دولة رائدة في العمل الدبلوماسي من أجل السلام وتحظى باحترام الجميع، أن تقوم بدور مهم في هذا المجال. الأصدقاء الأعزاء، لقد تناولت بعض المجالات التي تشكل اهتماما مشتركا لبلدينا، ولكن هناك الكثير من الفرص لترجمة الأهداف المشتركة للأردن وهولندا. أرحب بأفكاركم وأتطلع قدما، في المستقبل القريب، لتوسيع شراكاتنا عبر وسائل جديدة ومبتكرة".
  • مدار الساعة
  • الملك عبدالله الثاني
  • عيد الأم
  • الأمم المتحدة
  • أونروا
  • القوات المسلحة
  • الملكة رانيا العبدالله
  • الملكة رانيا
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/21 الساعة 18:11