حل نازي لقضية فلسطين!
-1-
غزة محاصرة اليوم ليس من إسرائيل فقط، بل من العالم كله، هناك محام يهودي اقترح حلا مناسبا لمشكلة غزة والضفة الغربية بأسرها، حلا على الطريقة النازية، هذا الوصف ليس لي على الإطلاق، المفارقة التي لا تكاد تصدق اليوم أن هناك أقلاما تصف الكيان النازي في فلسطين بأنه يمكن التعايش معه، في حين أن ثمة كاتبا عبريا يصحح المعلومة لهؤلاء ويقول لهم بملء الفم، وبلغة «عبرية» فضيحة أو فصيحة لا فرق: نحن نازيون وقتلة وأتباع هتلر!
فما القصة؟ وكيف لنا أن نصدق أن ثمة مستقبلا للعيش مع ذهنية كهذه؟
«النازي الجيد من رعنانا» هو عنوان مقال كتبه: روغل الفر، في هآرتس يوم - 18/3/2018، والمضمون الإجمالي للمقال أن ما كتبه المحامي مناحيم غورمان الذي يعيش في رعنانا هو نسخة مشابهة لما كتبه النازيون ضد اليهود، والحلول التي يقدمها تشبه جدا الحلول النازية!
-2-
لا يتسع المقام بالطبع لنقل ما ورد في مقاليْ غورمان وألفر، ويمكن لأي باحث أن يقرأ النص الأصلي مترجما للعربية في غير مكان على الشبكة العنكبوتية، يقول ألفر: النص اليهودي الأكثر فظاعة الذي قرأته منذ فترة طويلة كتب على أيدي شخص باسم مناحيم غورمان. لقد نشر يوم الثلاثاء الماضي في موقع القناة السابعة، وهو محام يعيش في رعنانا. تحت عنوان «ماذا نصنع بغزة؟» طرح غورمان عدة اقتراحات بروح نازية واضحة. قبل أن يبلور النازيون الحل الأخير لليهود في أوروبا من خلال إبادتهم في أفران الغاز، قاموا بالتخطيط لإخلائهم نحو الشرق، الى المناطق المحتلة في بولندا. لقد اعتبروا اليهود جنسا طفيليا لا يقدم أي فائدة للإنسانية. هكذا بالضبط يعتبر غورمان الفلسطينيين. «لا يوجد لسكان قطاع غزة أي قدرة على الاقتصاد في المستقل دون مساعدة الأمم المتحدة.. وباستثناء القتل والإرهاب لم يطور العرب في قطاع غزة ولم يقوموا ببناء أي شيء هام في القطاع منذ «النكبة». الدمل الغزي هو دفيئة للتخلف والفقر». وأكد «لا توجد لإسرائيل أو الأمم المتحدة القدرة على تعليم العرب كيف يكونون منتجين ومؤهلين وأصحاب مبادرات». بهذه الكلمات بالضبط وصف اللاساميون النازيون، اليهود. هذا هو كلام الإثنين، وكلاهما يهود، النازيون قالوا إن ألمانيا ليست ارض اليهود. غورمان هو نازي جيد (حسب وصف اليهودي الآخر!). فقد كتب «يجب علينا تذكر أن الأغلبية الساحقة من أجداد العرب في غزة ويهودا والسامرة(!) هم مهاجرون جاءوا الى ارض إسرائيل خلال الـ 70 – 80 سنة التي سبقت إقامة الدولة(...) هذه الأرض لم تكن ولن تكون في أي يوم ارض العرب». والحل، وفق صفعة القرن، أو غيرها؟ يقترح «المحامي!» اليهودي قائلا: «مصلحة العرب والأوروبيين تقتضي أن يتم استغلال أموال الأمم المتحدة لإخلاء العرب في قطاع غزة والضفة الغربية ونقلهم إلى الدول التي جاءوا منها أو إلى الجاليات الإسلامية في أوروبا... يجب إخلاء قطاع غزة من سكانه، بما في ذلك غير المتورطين و»الأبرياء»، ونقلهم إلى دول عربية وأوروبية. يجب القول إن سكان قطاع غزة والضفة الغربية هم أبناء وأحفاد قتلة اليهود الذين فشلوا في محاولة القضاء على اليشوف اليهودي (مجتمع اليهود ما قبل قيام الكيان الغاصب) في حرب الاستقلال»!
-3-
هذا هو بالضبط الجانب الخفي من صفعة القرن: سحق الكيانية الفلسطينية تماما، وعلى الطريقة النازية، والغريب أن ثمة بعضا ينتظرون الصفعة بلهفة. الدستور