كيف أهان مجلس التعليم العالي 109 علماء وأعلام أردنيين؟

مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/14 الساعة 20:10
مدار الساعة - كتب: مراقب من داخل المطبخ 109 من خيرة علماء الأردن وأعلامها يتقدمون لشغر مناصب رؤساء ثلاث جامعات هي: اليرموك، والعلوم والتكنولوجيا، والحسين بن طلال. فما الذي جرى حتى لم ير مجلس التعليم العالي فيهم من يستحق الجلوس على كرسي الرئاسة؟ كان الظن، وبعض الظن إثم، ان إعلاناً صدر عن مجلس التعليم العالي يكون هذه المرة مختلفا عن التجارب السابقة. فهل كان مختلفا؟ صدى ما جرى بدأ يتردد في أوساط اكاديمية صارت تشك في آليات التعيين واسسه. ما يقال اليوم ان أسماء "الثلاثة" المقرر لهم الجلوس على مقعد رؤساء الجامعات الثلاث جرى تحديدهم مسبقا فيما كُيفت الشروط والاجراءات لتلائم "مقعدهم"، تماما كالذي حدث في مرات سابقة. كثيرة هي الأسباب التي تدعو إلى هذه الشكوك على رأسها الإجراءات التي خالفت بصورة علنية ما كان مجلس التعليم العالي قد أعلنه من شروط وإجراءات للترشح. بعد أن طلب المجلس في إعلانه أن يرسل المترشحون سيرهم الذاتية وخططهم لاستقطاب تمويل للمشاريع البحثية، وأن يقدموا ما يثبت قدرتهم على الإدارة والتواصل، غيّر المجلس رأيه وأرسل نموذجا للمتقدمين كي يملأوه ويعيدوه للمجلس، خلال مدة قصيرة جدا. هذه الخطوة من قبل المجلس استقبلها اكاديميون بالقول انها غير واضحة، ومؤشر على اضطراب الأمور وسوء سيرها في ما بعد. برنامج زمني مؤشر تخبط اللجنة المشكلة لهذه الغاية وابتعادها عن أنها لم تضع برنامجا زمنيا لإجراءاتها كما لم تعلن عن هذا البرنامج، ما أدى إلى تقييد حركة المتقدمين جميعا، وإلغاء برامجهم ومخططاتهم للسفر والمشاركة في مؤتمرات وندوات خارج الأردن لمدة زادت على ثلاثة أشهر بانتظار أن يتم استدعاؤهم من قبل اللجنة. مجددا فَهمَ الاكاديميون ما جرى بأنه سوء تخطيط فضلا عن الإهانة والاستخفاف وعدم التقدير لأبرز الشخصيات العلمية والأكاديمية في المملكة. في الوقت الذيي كان رئيس اللجنة وأحد أعضائها يطوفون في أمريكا والنمسا تاركين هؤلاء المتقدمين في انتظارهم. 3 في 3 من أكثر ما فعلته اللجنة المذكورة إثارة أنها قابلت ثلاثة متقدمين لرئاسة جامعة الحسين ومثلهم لرئاسة جامعة اليرموك، ثم توقفت عن المقابلات لمدة أسبوعين وسط فيض من التكهنات والشكوك والإشاعات. من الاجراءات التي قامت بها اللجنة أنها وضعت من قابلتهم من المتقدمين في موقف الممتحن وطلبت منهم أن تكون بعض إجاباتهم باللغة الإنجليزية وكأنهم متقدمون لرئاسة جامعة كاليفورنيا أو هارفارد. إهانة 109 علماء وأعلام ما زاد من إهانة المتقدمين الذين بلغ عددهم 109 من خيرة علماء الأردن وأعلامها أن تعلن اللجنة في أكثر من مناسبة أنها تنوي استقطاب أسماء جديدة لم تقدم طلبات لأنها لم تجد في قائمة المتقدمين اسماء يستحق ملء الشواغر. إن التلكؤ الذي حدث قبل تعيين رؤساء الجامعات اليوم والذي زاد على ثلاثة أشهر من دون مبرر، والتخبط في الإجراءات والمعايير يزيد من الشبهات التي تقول إن أسماء الرؤساء كانت معروفة قبل أن تبدأ اللجنة أعمالها، وأن ما يرافق ذلك من الإجراءات هو مسرحية لتغطية المهزلة، وأن هناك ضغوطا من جهات كثيرة متنفذة للقفز على كل المعايير أو لتصميم معايير وشروط جديدة لا تنطبق إلا على أشخاص بعينهم، وأن الأمر كله مسرحية لا تختلف عن المسرحيات السابقة.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/14 الساعة 20:10