حكومة «الجينزات» والخروج الى الميدان

مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/12 الساعة 15:31
مدار الساعة - بقلم: سامي الخوالدة - قبل عدة أسابيع وخلال زيارة جلالته لقبيلة بني صخر قال: نريد المسؤولين في الميدان وأنا سأراقبهم. وهذه دعوة من جلالته للخروج من المكاتب المكيفة ولمس حاجات الناس والوقوف على مشاكلهم والعمل على حلّها وهذا ما يقوم به جلالته بالفعل، كما أصبحنا نلاحظ ان جلالته وبالرغم من كثرة الاعباء الداخلية والخارجية يخرج إلى الميدان أكثر من الحكومة والمسؤولين الأمر الذي يوجب على جميع المسؤولين الاقتداء به. التقى رئيس الوزراء الملقي وعدد من وزرائه في مدينة الحسين للشباب مجموعة من الشباب للحديث عن الواقع الشبابي ودور الشباب الفاعل في المستقبل ولإقناعهم بأن جميع الاجراءات التي تقوم بها الحكومة حفاظاً على الشباب ومستقبلهم. تابعت اللقاء جيداً وتكوّنت لدي عدة ملاحظات عن هذا الّلقاء وأهمها كان جرأة وثقافة الشباب العالية ومنطقية الطرح، وبالمقابل كانت الحكومة تقوم بدور المستمع والمتحدث غير المُقنع لهم ولغيرهم، وهذا ما لمسته أيضا من خلال التعليقات على البث المباشر على صفحة رئاسة الوزراء على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك. الشاب عاصم المعايطة من محافظة الكرك تحدث ببهموم المواطن الأردني صغيراً وكبيراً.. شاباً وكهلاً كما خرج عن عنوان الملتقى الى الهمّ الأكبر وهو الوضع الاقتصادي للشعب وهمّ المعيشة حيث قال: ان الجائع يرى العالم خبزاً.. والأمن والامان نحن من نقدمه ولا يحق لأحد ان يدفعنا ضريبته. كما لفت انتباهي أيضاً تعليق أحد أصدقاء الشاب المعايطة قائلاً: أبشرك يا عاصم المعايطة هاي آخر مرة يتم دعوتك لأي اجتماع. الامر الذي زادني قناعةً أن الشباب الأردني وصل حد اليأس ولم يعد له أي أمل من هذه اللقاءات. جلالة الملك حين طلب من جميع المسؤولين الخروج الى الميدان كان هَمّهُ الأول التقرّب من الناس ومساعدتهم وليس لبس الجينزات ودعوتهم الى قاعات مكيّفة والتمثيل عليهم، ولبس الجينز يعني الخروج للميدان والسير مشياً على الأقدام، ولا يعني بالضرورة التقرب من الشباب وفهمهم. إن أرادت الحكومة أن تعرف الشباب جيداً عليها الإصغاء لأمثال الشاب المعايطة والخروج من هذه القاعات، علماً بأن المراكز والهيئات الشبابية ليست الوحيدة التي تمثل الشباب، ويجب البحث عن الشباب المُهمّشين والوصول إليهم والوقوف على احتياجاتهم وكسب ثقتهم من خلال العمل الحقيقي وليس لبس الجينزات وقبل فوات الآوان. مختصر اللقاء كان كغيره من اللقاءات التي خرجت بتوصيات وستحفظ في الخزائن المغلقة وقد يتم اخراجها قبل اللقاء القادم بيوم لإعداد كلمة يلقيها الرئيس مخاطبا الشباب من جديد. كان الله بعون جلاله قائد الوطن واعانه ورزقه بطانة صالحة تحمل عنه ولا تكون حملاً عليه..
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/12 الساعة 15:31