صفعة منذ ٣٣ عاماً جندتني في صف اللاعنف

مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/12 الساعة 12:37
بقلم ياسر العايدي في طابور الصباح المدرسي، كنت كعادتي أقف في الصف الأول، انا الطالب المجتهد النظيف المؤدب الخلوق، لا يليق بصاحب هذا السجل المحترم الا ان يكون في المقدمة، كان شعري طويلا مسترسلا مصففا بطريقة مرتبة، وكان المدير الأستاذ أحمد يكره الشعر الطويل.. كان الأستاذ أحمد يتجول بين الطلاب في الطابور الصباحي يتأمل وجوههم ويراقب انضباطهم. اقترب مني قليلا ودار حولي، ثم وقف امامي، كانت التمارين في الطابور تقتضي ان نمد ايدينا اماما، عاليا، جانبا ثم أسفل، ولأني حرصت ان لا تلامس يداي المدير لم امددهما اماما ، فما كان منه إلا أن صفعني (كفا) متذرعا بعدم استجابتي لتعليمات معلم الإذاعة، وكنت في قرارة نفسي اعرف ان هذا ليس الا مبررا واهيا اما السبب الحقيقي فكان شعري. منذ تلك الصفعة الظالمة وانا احمل في قلبي كرها للعنف بكل أشكاله.. ومازلت حتى اليوم احارب العنف والظلم وأتمنى أن يسود التسامح والحوار والمحبة بدلا من الظلم والعنف.

رحم الله الأستاذ أحمد وغفر له، فلقد سامحته منذ زمن بعيد، وأشكره لانه رسخ في نفسي وقلبي هذا الإيمان الجميل باللاعنف... لا للعنف بكل أشكاله والوانه، فالمجتمع يحتاج إلى المحبة والتسامح... لا للعنف في المدارس والجامعات لا للعنف في البيت او السوق أو أي مكان ... لا للعنف المجتمعي ... لا للعنف في اي مكان وزمان ...
  • لب
  • ضباط
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/12 الساعة 12:37