وفاء العسكر والأمن وتضحياتهم..
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/12 الساعة 01:26
كل المؤسسات في الدولة تعاني تبعات تردي الظروف الاقتصادية وتأثيرات استشراء الأزمات من حولنا، خبر ليس بالجديد، لكن المنظومة الأمنية تعمل بكفاءة عالية، وتقدم خدماتها الجليلة دون أن تنتظر الشكر أو الإشادة؛ لأن فيها رجالا يقومون بواجباتهم ملتزمين بالقانون وقبله وبعده بالوفاء للوطن والقيادة والناس، وهذه حقائق ليست بالجديدة ولا يجادل فيها سوى مريض ونسأل الله له الشفاء.
في مقالات سابقة كتبت بأننا في بلد تعرض لموجات من الاحتجاج المستنسخ، لكنه البلد الوحيد الذي كانت نتائج الاحتجاجات فيه وضحاياه من رجالات الأمن العام والدرك والمخابرات والجيش، ولم يتطرف أحد من الأفراد ولا الضباط في ردود أفعالهم، بل قدموا أروع الصور الأخلاقية الرجولية التي تنم عن رشدهم في إدارة شأننا الأمني والدفاعي، والحفاظ على البلد مستقرا عزيزا كريما وبعيدا عن الفوضى ..والأمثلة والشواهد كثيرة، وثمة بيوت أردنية تعرضت للفجيعة بوفاة معيليها أو أحد أبنائها، وهذه قصص لا يتوقف عندها من يأكل قلبه الحقد على هذه البلاد الصامدة العزيزة الصابرة..قد يزداد حقده فقط حين يدرك هذه الحقائق.
الإنطباعات الأولى عن مدير الأمن العام الجديد تقول بأنه شخص مباشر؛ عملي، تقدمي في تفكيره، وهذا ما نفهمه من خلال ما تناقلته وسائل الإعلام عنه، لا سيما تصريحاته الأخيرة المتعلقة بالمحاور التي يريد العمل عليها في جهاز الأمن العام، حيث عبر عن نيته الالتزام بما ورد في الورقة النقاشية الملكية السادسة التي تتحدث عن سيادة القانون واحترامه، ولعل هذا التصريح يكفي للاستدلال على طريقة تفكير الرجل في عمله، فهو يلتزم تماما بالقانون وبالتوجيهات التي تصدر عن الدولة وصانعي قرارها، ومهما كانت نسبة نجاحه في تطبيق المفاهيم الواردة في الورقة النقاشية، فهي نتيجة مشرفة له ولكل من سيعمل معه على تحقيقها، فهو المسؤول الأول الذي يعلن للناس بأنه سيلتزم بتوجيه ملكي ليترجمه على أرض الواقع، وهذا توجه يستحق الدعم منا جميعا، على أمل أن يتشجع مسؤولون آخرون، ويقومون بترجمة ما تعلق بمؤسساتهم في الأوراق النقاشية الملكية..وإن لم يتحمس المسؤول الأردني ويتبنى تنفيذ ورقة نقاشية ملكية، فمن تتوقعون منه أن يقوم بهذا العمل، وما فائدته ما دام بعيدا عن الدولة ومؤسساتها الرسمية؟!.
كفاءة الأجهزة الأمنية كلها ملموسة، وأكاد أن أقول بأننا في الأردن يمكننا القول بأن كل مؤسساتنا تراجع أداؤها لعوامل كثيرة، سوى الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، فهي ورغم تأثرها بكل العوامل إلا أنها تطورت في أدائها وأضحت أكثر قربا للناس وأكثر تفهما لهمومهم، ولا يمكنني أن أتخيل فعلا مقدار الجهد الذي يبذلونه لحمايتنا وحماية البلاد في ظل هذه الظروف الاستثنائية، ولست أجامل أحدا في هذا القول، ولو ألقى المشككون نظرة واقعية واحدة على ما يدور في الأردن ويقارنونه مع ما يدور في الجوار، لفهموا بأنهم يتعامون عن حقائق، هي بدورها لن تتأثر أو تتغير؛ لأن رهطا من المشككين أو الحاقدين لا يعترفون بها.
انظروا الى حدود بلدكم من كل الجهات والى المحاولات والهجمات، ودققوا النظر في شوارعكم ليلا ونهارا، وتفحصوا بنظركم بيوتكم وبيوت جيرانكم وأملاككم وأملاكهم..وانظروا الى الغاضبين في الشوارع على امتداد 6 سنوات، واقرأوا عن الخطر والشر الذي يتم إحباطه من قبل المخابرات، وفكروا قليلا «كيف يلقون القبض على اللصوص والمجرمين والارهابيين بهذه السرعة» !..وليحاول أحدكم أن يقوم باستفزاز رجل أمن عام أو رجل سير، وليراقب ردة فعله..سيفهم عندئذ بأنه يقف أمام رجال امتازوا بالحلم وبالنظرة البعيدة ويتحلون بأخلاق خاضعة لقانون، يعلمهم النظام والانضباط والتصرف ملتزمين بإجراءات مهنية قانونية وطنية أخلاقية واضحة، وهي صورة تتجلى فيها أخلاقيات ومهارات وقناعات ومبادىء رجل الأمن في الأردن.
كنت عسكريا يوما؛ ولا أريد أن أتحدث عما يعانيه هؤلاء الشباب من ظروف مهنية أو حياتية قاسية؛ لأنني ومهما تحدثت فكثيرون منا لن يفهموا، وإن فهموا فلن يتمكنوا من الشعور معهم.. تخيلوا أنكم لا يمكنكم الذهاب الى أبنائكم وبناتكم وأمهاتكم وآبائكم وزوجاتكم وأصدقائكم وأقاربكم لمدة تقترب من شهر أحيانا، وتقومون بأعمال خطيرة قد تبعدكم عن النوم او الراحة يومين أو أكثر، وتواجهون أخطارا قد تصل الى حد فقدانكم لحياتكم، تنفذونها جميعا ويطلب منكم أن لا تزعجوا الناس أو تحملوهم جمائل، أو تظهروا لهم بمظهر منفر..
كثيرون منا لن يشعروا به حتى وإن لمسوه في رجال الأمن، وهنا تكمن العقيدة الوطنية الأمنية والعسكرية، فأقل هؤلاء الرجال يقتنع تماما بأنه مسؤول عن وطن، وكل حركاته محسوبة عليه، وتأبى عليه نفسه أن يقارنها مع غيرها من نفوس الآخرين..
الله يهدي الآخرين كلهم، ويحبوا وطنهم كما يحبه رجل الأمن والعسكري.
عاشوا. الدستور
في مقالات سابقة كتبت بأننا في بلد تعرض لموجات من الاحتجاج المستنسخ، لكنه البلد الوحيد الذي كانت نتائج الاحتجاجات فيه وضحاياه من رجالات الأمن العام والدرك والمخابرات والجيش، ولم يتطرف أحد من الأفراد ولا الضباط في ردود أفعالهم، بل قدموا أروع الصور الأخلاقية الرجولية التي تنم عن رشدهم في إدارة شأننا الأمني والدفاعي، والحفاظ على البلد مستقرا عزيزا كريما وبعيدا عن الفوضى ..والأمثلة والشواهد كثيرة، وثمة بيوت أردنية تعرضت للفجيعة بوفاة معيليها أو أحد أبنائها، وهذه قصص لا يتوقف عندها من يأكل قلبه الحقد على هذه البلاد الصامدة العزيزة الصابرة..قد يزداد حقده فقط حين يدرك هذه الحقائق.
الإنطباعات الأولى عن مدير الأمن العام الجديد تقول بأنه شخص مباشر؛ عملي، تقدمي في تفكيره، وهذا ما نفهمه من خلال ما تناقلته وسائل الإعلام عنه، لا سيما تصريحاته الأخيرة المتعلقة بالمحاور التي يريد العمل عليها في جهاز الأمن العام، حيث عبر عن نيته الالتزام بما ورد في الورقة النقاشية الملكية السادسة التي تتحدث عن سيادة القانون واحترامه، ولعل هذا التصريح يكفي للاستدلال على طريقة تفكير الرجل في عمله، فهو يلتزم تماما بالقانون وبالتوجيهات التي تصدر عن الدولة وصانعي قرارها، ومهما كانت نسبة نجاحه في تطبيق المفاهيم الواردة في الورقة النقاشية، فهي نتيجة مشرفة له ولكل من سيعمل معه على تحقيقها، فهو المسؤول الأول الذي يعلن للناس بأنه سيلتزم بتوجيه ملكي ليترجمه على أرض الواقع، وهذا توجه يستحق الدعم منا جميعا، على أمل أن يتشجع مسؤولون آخرون، ويقومون بترجمة ما تعلق بمؤسساتهم في الأوراق النقاشية الملكية..وإن لم يتحمس المسؤول الأردني ويتبنى تنفيذ ورقة نقاشية ملكية، فمن تتوقعون منه أن يقوم بهذا العمل، وما فائدته ما دام بعيدا عن الدولة ومؤسساتها الرسمية؟!.
كفاءة الأجهزة الأمنية كلها ملموسة، وأكاد أن أقول بأننا في الأردن يمكننا القول بأن كل مؤسساتنا تراجع أداؤها لعوامل كثيرة، سوى الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، فهي ورغم تأثرها بكل العوامل إلا أنها تطورت في أدائها وأضحت أكثر قربا للناس وأكثر تفهما لهمومهم، ولا يمكنني أن أتخيل فعلا مقدار الجهد الذي يبذلونه لحمايتنا وحماية البلاد في ظل هذه الظروف الاستثنائية، ولست أجامل أحدا في هذا القول، ولو ألقى المشككون نظرة واقعية واحدة على ما يدور في الأردن ويقارنونه مع ما يدور في الجوار، لفهموا بأنهم يتعامون عن حقائق، هي بدورها لن تتأثر أو تتغير؛ لأن رهطا من المشككين أو الحاقدين لا يعترفون بها.
انظروا الى حدود بلدكم من كل الجهات والى المحاولات والهجمات، ودققوا النظر في شوارعكم ليلا ونهارا، وتفحصوا بنظركم بيوتكم وبيوت جيرانكم وأملاككم وأملاكهم..وانظروا الى الغاضبين في الشوارع على امتداد 6 سنوات، واقرأوا عن الخطر والشر الذي يتم إحباطه من قبل المخابرات، وفكروا قليلا «كيف يلقون القبض على اللصوص والمجرمين والارهابيين بهذه السرعة» !..وليحاول أحدكم أن يقوم باستفزاز رجل أمن عام أو رجل سير، وليراقب ردة فعله..سيفهم عندئذ بأنه يقف أمام رجال امتازوا بالحلم وبالنظرة البعيدة ويتحلون بأخلاق خاضعة لقانون، يعلمهم النظام والانضباط والتصرف ملتزمين بإجراءات مهنية قانونية وطنية أخلاقية واضحة، وهي صورة تتجلى فيها أخلاقيات ومهارات وقناعات ومبادىء رجل الأمن في الأردن.
كنت عسكريا يوما؛ ولا أريد أن أتحدث عما يعانيه هؤلاء الشباب من ظروف مهنية أو حياتية قاسية؛ لأنني ومهما تحدثت فكثيرون منا لن يفهموا، وإن فهموا فلن يتمكنوا من الشعور معهم.. تخيلوا أنكم لا يمكنكم الذهاب الى أبنائكم وبناتكم وأمهاتكم وآبائكم وزوجاتكم وأصدقائكم وأقاربكم لمدة تقترب من شهر أحيانا، وتقومون بأعمال خطيرة قد تبعدكم عن النوم او الراحة يومين أو أكثر، وتواجهون أخطارا قد تصل الى حد فقدانكم لحياتكم، تنفذونها جميعا ويطلب منكم أن لا تزعجوا الناس أو تحملوهم جمائل، أو تظهروا لهم بمظهر منفر..
كثيرون منا لن يشعروا به حتى وإن لمسوه في رجال الأمن، وهنا تكمن العقيدة الوطنية الأمنية والعسكرية، فأقل هؤلاء الرجال يقتنع تماما بأنه مسؤول عن وطن، وكل حركاته محسوبة عليه، وتأبى عليه نفسه أن يقارنها مع غيرها من نفوس الآخرين..
الله يهدي الآخرين كلهم، ويحبوا وطنهم كما يحبه رجل الأمن والعسكري.
عاشوا. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/12 الساعة 01:26