«متجر السندس».. تراثٌ فلسطينيٌ يتجدد (تقرير)

مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/11 الساعة 09:57

مدار الساعة - ليث الجنيدي - فكرة فتطبيق فنجاح.. تلك هي قصة الشاب الفلسطيني المقيم في الأردن عبد الرحمن سمارة، والتي خرجت للنور مطلع العام الجاري.

الفكرة بدأت باقتراح من والدته بإنشاء متجر لبيع منتجات تراثية فلسطينية، في يونيو/حزيران 2016، قبل أن تختمر وتصبح حقيقة واقعة.

سمارة، 33 عاماً، ولد في الرياض، حيث أكمل تعليمه بتخصص هندسة الحاسب الآلي، دفعه حبه لفلسطين بأن يكون مسوقاً لتراثها عبر منصة إلكترونية خاصة، أطلق عليها "متجر السندس".

"لست مصنعاً وإنما مسوقاً للأفكار"، هكذا يصف سماره نفسه، مُستدركاً بالقول، للأناضول،: "الفكرة جميلة جداً، وأنا متخصص بالمنتجات التراثية الفلسطينية".

مقولة الأديب الفرنسي فيكتور هوغو "أقوى شيء في الكون كله، أقوى من الجيوش وأقوى من القوة المجتمعة للعالم بأسره، هي فكرة آن أوان خروجها إلى النور".

كلمات يجسدها سمارة في مشروعه التسويقي، فرغم ألم قسوة الشتات، الذي حل بفلسطين منذ احتلالها، إلا أن تراثها اجتمع في "متجر السندس"، رغم كل التحديات التي مرت بها الأرض المحتلة.

عربية وغربية أسواق المنتجات، التي يعرضها سمارة، ولكن الزبائن هم فلسطينيو الأصل ، أبوا أن يمسح الاحتلال الغاشم حبهم لبلادهم، وأن يطمس تراثاً بعمق التاريخ، ليجدوا في متجر السندس ضالتهم.

تحت شعار "تراث يتجدد"، يُدرج سماره في متجره أرقى الأزياء الفلسطينية النسائية التراثية لمصممات فلسطينيات وأردنيات، واللاتي كتبن بكل خيط من خيوطها بأن فلسطين باقية إلى الأبد.

أقسام مختلفة لا تقتصر على أزياء النساء، فهناك قسم الأطفال ومستلزمات المنزل والإكسسوارات والأنتيكا ، وقسم للرجال بات على بعد خطوات قليلة من دخول متجر السندس ، ليكمل سمارة حلماً بدأ بفكرة.

بالعزيمة والإصرار تمكن سمارة مطلع العام الحالي من إطلاق موقع رسمي لمتجره الذي بات مقصداً للزبائن من دول الخليج وأوروبا وأمريكا.

سمارة يقول، للأناضول،: "المتجر انطلق مطلع العام الحالي، وهو متخصص ببيع المنتجات التراثية الفلسطينية".

ويضيف أن الهدف منه نشر التراث الفلسطيني وإحياؤه والتركيز في تسويقه على دول الخليج وأوروبا.

ويشير إلى أن المتجر يضم 373 منتجاً حتى الآن ، بأقسام متعددة، فهناك النسائي وأطفال ومستلزمات المنزل، وقريباً منتجات خاصة بالرجال.

وعن إعداد المنتجات المعروضة، يقول: نتعاون مع نساء بارعات في أعمالهن من فلسطين والأردن، ومصممات أزياء نعرض منتجاتهن للبيع عبر التطبيق.

ويوضح أن أساليب الدفع تواكب العصر، عبر تعاملات إلكترونية، ونتعامل مع كبرى شركات العالم في عملية النقل، بحيث نصل إلى كل مكان.

ويحقق التطبيق مصلحة مشتركة للمنتج والمسوق معاً، يتحدث عنها سمارة بالقول: نحرص على دعم الأسر المنتجة، وهناك أعمل لهن تستحق التسويق عالمياً.

ويشير إلى أن أغلب المنتجات مصنوعات يدوية، أما المنتجات آلية الصنع، فهي من كبرى المصانع والشركات الأردنية المتخصصة.

ويوضح أن التطبيق يسعى دائماً إلى ضم أي مصممة تواكب التطورات والمعايير التي نطمح لها، مشيراً إلى أن التطبيق باللغة العربية ونسعى إلى نسخة إنجليزية قريباً.

ويكشف صاحب التطبيق أن أكثر المنتجات إقبالاً هي تلك المرتبطة بتاريخ فلسطين كالثوب الفلاحي الفلسطيني والشال والكوفية.

ويلفت سمارة إلى أن المنتجات الفلسطينية لم تعد قاصرة على اللباس التقليدي، وإنما تواكب تطورات العصر من ناحية تصاميمها، وتدخل في أزياء النساء العصرية كالتنورة والفساتين والشيفونات وغيرها.

أما من ناحية الإكسسوارات والأنتيكات، فهي، وفق سمارة، مصنوعة من أحجار كريمة وخيوط الحرير والتطريز البرازيلي والكروشيه (التطريز بالصوف).

واختتم سماره، حديثه بالقول، : "كل ما أطمح إليه هو الوصول إلى العالمية، كي أثبت بأن شباب فلسطين قادر على التحدي رغم ما يمر به". الاناضول

مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/11 الساعة 09:57