الرواشدة وترتيب البيت الداخلي

مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/06 الساعة 10:15

مدار الساعة - كتب: عبدالحافظ الهروط - ما يزال ملف الشباب بالنسبة للحكومات المتعاقبة يوضع على الرف وان المرور اليه يبدأ وينتهي مع كتاب التكليف السامي للحكومة وتعيين وزير للوزارة.
هذا الملف لا يحتاج الى مقالات واخبار في وسائل الاعلام رغم اهميتها، وانما يحتاج الى عمل ملموس سواء بانشطة على الارض او بتنفيذ استراتيجية وطنية ليست حبراً على ورق.

هناك من تولى قيادة الوزارة او المجلس الاعلى للشباب وأرسى قواعد العمل، فيما حاول بعض المسؤولين ولكن لم يسعفهم الوقت ومنهم من انغمس في مصالح شخصية على حساب المصلحة العامة.

النتيجة الحالية على مستوى وزارة الشباب غير مرضية حيث الدور الذي تقوم به تجاه القطاع الشبابي ليس كافيا، والسبب تعدد تغير القيادات الأولى واحالة كفاءات من الموظفين على التقاعد وضعف التجهيزات اللازمة في المراكز الشبابية واحتياجاتها لكوادر مؤهلة ، بحيث تمكّن الوزارة من جذب الشرائح الشبابية لهذه المراكز.

ومن المعضلات التي تواجه وزارة الشباب عدم تلقي مساعدة المؤسسات التعليمية وهي المعنية ايضاً بالفئات الشبابية بأن يكون هناك تعاون مستمر وميداني وعدم الاكتفاء بمحاضرات يتحدث فيها الوزير او رئيس الجامعة ومن ينوب عنهما فيما الجهة المستهدفة دورها يكون الاصغاء والمناقشة العابرة وليس تولي ووضع ادارة مثل هذه الأنشطة والاشراف عليها!.

ما ينطبق على هذه المؤسسات ينطبق على الهيئات الشبابية الأخرى حتى التبس على المجتمع المدني من هي الجهة المسؤولة عن الشباب ومن هي المظلة، وكل مؤسسة تعمل لوحدها ما شتت الجهد وافقد العمل الشبابي قيمته.

ولعل الرسالة الاعلامية لوزارة الشباب وحتى المؤسسات والهيئات المشابهة باتت غير مقنعة لأن المنتج في عملها قائم على الكلام الانشائي وليس على المعالجة العملية لظاهرة شبابية لا بل ظواهر تحدث يومياً وعلى سبيل المثال لا الحصر، ظاهرة المخدرات او التدخين والكحول وحوادث السير، بحيث تعرض هذه الظواهر ومثلها في اللقاءات والندوات كنماذج من قبل اصحابها وكيف التعليق عليها من قبل المختصين ومعرفة مدى تفاعل الشباب مع هذه القضايا واتعاظهم لتلاقي خطورتها.

الأمر الآخر، كيف يمكن لوزارة الشباب استثمار مرافقها في تنظيم البرامج وتنفيذها نظرياً وعملياً بالتعاون مع وزارات ومؤسسات الدولة ذات العلاقة وذلك لتشكيل رأي عام شبابي مؤثر يتلقفه الاعلام في جميع انواعه وبحيث يبرز المميزين والموهوبين في كل مجالات الشباب الثقافية والفنية والرياضية والمهنية ويكون محفزاً للآخرين من اقرانهم وصولاً الى انطلاقة شبابية وطنية تنهي الخمول وتنزع الاحباط من نفوس الشباب وتغيّر من افكارهم السلبية الى ما يرتقي باحتياجاتهم ويجعهلم فعلاً قوة في احداث التغيير.

ما وصل الينا من معلومات، ان وزير الشباب بشير الرواشدة يعمل حالياًعلى ترتيب البيت الداخلي، ومطالبة الموظفين المعنيين بتقارير عن عمل بعض الجهات في الوزارة الى جانب طبيعة عملهم وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان، فالعمل الشبابي "مضن" ولا تحلّه عصاً سحرية، والأهم الا يتراجع هذا بل المطلوب النهوض به في ظل ظروف لا تقبل المزيد من الترهل والظواهر السلبية، كما على الوزير ان لا يُسرف في الوقت في ترتيب الوزارة.

مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/06 الساعة 10:15