القاضي تكتب: عن الأردن وقطر

مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/05 الساعة 13:55
بقلم: إخلاص القاضي في جلسة مشتركة مع بعض الاقارب والاصدقاء، كان محتوى الحديث والنقاش يجمع على فكرة واحدة قوامها "متى نرى جلالة الملك عبدالله في زيارة للدوحة , لهذا البلد العربي الذي يحتضن حوالي 50 الفا من المغتربين الاردنيين الذي يسهمون في رفد الاقتصاد الاردني عبر التحويلات المالية وتحسين اوضاعهم المعيشية .. ومتى سنرى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في عمان، حيث الاردن مقصد كل خليجي محب لهذا البلد، كما التقيت العديد من اخوتي القطريين من الذين كانوا في زيارات لاسباب مختلفة للاردن ممن تمنوا عودة الامور الى نصابها الصحيح , حيث ان العربي هو عمق لاخيه العربي، وان القواسم المشتركة بين البلدين الشقيقين اكثر مما قد يختلف عليه بينهما .. ومن نافلة القول، ان الاردن بحاجة لقطر كما حاجة قطر له لاسيما في السياق التجاري والتصديري والزراعي والسياحي والثقافي والفني ايضا لجهة الانتاجات الضخمة التي من المفترض ان يكون للفنان الاردني حصة بها . وعندما نتحدث في هذا السياق فاننا لا نقبل ان يوصمنا احد باننا مع هذا البلد العربي او الخليجي ضد الاخر , بل اننا حقيقة في الاردن نكن كل الحب والود والتقدير والعرفان لكل دول الخليج من السعودية الى الامارات الى عمان فالبحرين فالكويت ولا ننسى مواقفهم ابدا مع الاردن وللاردن.. نتطلع حقيقة لزوال ازمة الخليج، وفك الحصار عن قطر العربية المسلمة، وبذل اقصى الجهود في الاطار العربي للوصول الى صيغ تفاهم تخفف الى حد كبير اي خسائر مادية او معنوية او نفسية على كل الجهات .. آن الاوان لرؤية الخليج العربي في صف واحد، كخليج اقوى، يركز على وحدة المصير والقضايا الاقتصادية المشتركة، والالتفات الى التحديات الاقتصادية العالمية، لاسيما في ظل تذبذب اسعار النفط واهمية البحث عن بدائل الطاقة، والتطلع اكثر الى توظيف التكنولوجيا وعالم الديجيتال في خدمة البشرية، والتركيز على قضايا محاربة الفقر والبطالة في الدول العربية واستثمار طاقة الشباب بما يليق بتطلعاتهم وآمالهم والتخفيف قدر الامكان من هجرة العقول.. المحصلة ان تقارب الدول العربية فيما خص علاقاتها الثنائية, يكون اساسا لعدوى ايجابية تعيد من خلالها كل المنظومة العربية والخليجية - ولا فرق هنا بين المنظومتين لجهة التكامل والتضامن - حساباتها بما يضمن السلام والامن والاستقرار والانتاجية .. نتذكر هنا كيف تجاوزت كل من فرنسا والمانيا ويلات الحروب والاقتتال والتصفيات والتدمير، الى نواة اقتصادية - صناعية، زراعية - لتتكون حينذاك السوق الاوروبية المشتركة، التي ركزت على القواسم المشتركة لاستمرار الحياة وتجاوز الماضي , ونتذكر كيف تجاوزت اليابان كارثة النووي وعاودت التواصل مع امريكا على اسس اقتصادية، ذلك ان تلك البلدان تتوجه في سياساتها لخدمة شعوبها قبل تصفية الحسابات وتذكر الماضي الذي لا يجدي نفعا .. لنا منهم عبرة وفكرة , والى عالم عربي قائم على الاتحاد والوحدة والتكامل والتعاون وتضافر الجهود، لاننا حقيقة نملك كل المقومات من ثروات مادية وبشرية لبداية جديدة، في منطقة عربية من المفترض ان يسودها السلام والاستقرار، حيث يكفينا عدو واحد هو اسرائيل، ومن المفترض ان تكثف كل الجهود نحو اعلاء الصوت لجلاء الاحتلال وعودة الاراضي المحلتة وحتمية القدس عاصمة ابدية للفلسطينيين.. ومن المفترض ايضا ان نتجاوز الماضي والتركيز على اعادة اعمار سوريا والعراق واليمن وليبيا وكل الدول العربية التي واجهت وتواجه الارهاب، وهنا ايضا لابد من توظيف كل السياسات للقضاء على الارهاب وتجفيف منابعه ومن يقف ورائه من قوى ظلام عالمية تحيك مؤامراتها في غرف مظلمة ضد العرب والعروبة والاسلام .. وعودة على بدء.. وبصوت شعبي وضمير حي .. نقول اهلا وسهلا بسمو الشيخ تميم بن حمد الى الاردن , واهلا وسهلا بكل قادة الخليج الى عمان عاصمة الوفاق والاتفاق، واركز هنا على قطر، لاننا كاردن ليس من مصلحتنا ابدا ان نبقى على الحياد، وبلد عربي مسلم محاصر، ومهما كانت الاسباب، تبقى كلفة الحلول السلمية والاخوية اقل من كلفة الاقتتال الاعلامي والحصار الذي دفع ثمنه الناس قبل الحكومات ..
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/05 الساعة 13:55