تكريم المهندس الفاعوري في ماليزيا بجائزة القيادات الدينية المتميزة

مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/05 الساعة 10:01
مدار الساعة - شارك الأمين العام للمنتدى المهندس مروان الفاعوري بالمؤتمر الذي عقد في الجامعة الاسلامية العالمية في ماليزيا حيث كرم خلاله بجائزة الإنجاز المتميز الفريد مدى الحياة - القيادات الدينية المتميزه-على جهوده الكبيرة في خدمة العالم الإسلامي في مجالات التربية والفكر والإصلاح الإجتماعي وعلى نشره لمنهج الوسطية في مختلف المجالات وعلى تنظيمه وإدارته للمنتدى العالمي للوسطية الذي أصبح متواجداً في خمسة عشرة دولة ،ويذكر أن هذه الجائزة هي جائزة خاصة تعطيها الجامعة لشخصيات قليلة التي قدمت انجازات لها اثر كبير في الوعي والفكر والمجتمع والتي منحت من قبل للملك عبدالله والملك سلمان ومجموعة من الاشخاص اللذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة . وعلى هامش المؤتمر القى المهندس مروان الفاعوري محاضرة بعنوان" دور المنتدى العالمي للوسطية في تعزيز حوار الاديان" وفيما يلي نص الكلمة: يؤكد المنتدى العالمي للوسطية للعالم أجمع أنه هيئة فكرية إسلامية عالمية تستمد أسسها ورؤيتها وفلسفتها وأهدافها، من ديننا الإسلامي الذي نؤمن به إيماناً مطلقاً، مثلما نؤمن بقدرته على الإنفتاح مع الآخر وفق رؤية إنسانية جامعة مانعة، الأمر الذي يجعلنا نحث الخطى دوماً نحو تفعيل أدواتنا الفكرية والثقافية لتكون حاضرة في المشهد الإنساني، ومعبرة بكل وضوح عن رسالة الإسلام السمحة التي تتيح المجال أمام نوافذ العقل الإنساني الجمعي ليكون قادراً على إبراز دور هذا العقل في التعايش وإقامة جسور التواصل المبنية على الإعتراف بالآخر. إن المنتدى العالمي للوسطية يعالج الإختلالات الفكرية التي طرأت على الساحة الفكرية للأمة قديماً وحديثاً، حتى لا تسير مع الزمن وتصبح يوماً ما جزءاً من تراثها الفكري والإنساني ويوصم الإسلام عندها بالمتحجر أو يوصف بالإقصائي أو الإرهابي أو غير ذلك من الأوصاف التي تحد من تقدمه الدعوي والحضاري والإنساني، الأمر الذي يفسح المجال لتيارات فكرية عالمية غيره تحقق حضورها السياسي والإقتصادي والإجتماعي على حساب الدعوة الإسلامية الصادقة. ومن هذا المنطلق تعهد المنتدى أن يتتبع كل إشارة فكرية في تراثنا الإسلامي تعطي دلالة ما، هدفها محاربة الآخر والإبتعاد عنه وتهميشه وعدم محاورته، وسبب ذلك كان بغضاً تأصل في قلوب بعض القائمين على مثل ذلك الفكر، وتحجراً في عقولهم منعهم من الجلوس في ظل شجرة الحياة التي يجتمع الناس إليها، حتى نستطيع معاً كبشر خدمة بعضنا بعضاً وفق معادلة التكامل الإنساني، إن لم يكن على الصعيد الفكري والثقافي ، فعلى الصعيد الإقتصادي والأمني والإجتماعي وغيره. وفي سبيل ذلك نشط المنتدى منذ تأسيسه في مجال الدعوة إلى فتح قنوات الحوار وأبوابه التي أغلقت في وجوه الأفكار الإيجابية البناءة عند كل طرف، وتم على أساسها التوزيع الجغرافي الفكري للأرض كقطع للحرب وأخرى للسلام وبعضها للإيمان وغيرها للكفر، الأمر الذي جعل من مهمة المنتدى أمراً صعبا،ً لكن غير مستحيل خاصة إذا خلصت النوايا عند صناع القرار السياسي، عند هذا الطرف أو ذاك، إذ بمساعدتهم الحقيقية يستطيع أصحاب الفكر الولوج إلى عقول الناس وقلوبهم، مما يساعد على التعارف المتبادل بين أصحاب الثقافات والأفكار المتباينة. وقد كان أول مؤتمر أستند إليه أمر تأسيس المنتدى العالمي للوسطية هو (وسطية الإسلام بين الفكر والممارسة) الذي عقده منتدى الوسطية للفكر والثقافة في عمان عام 2004 ، إذ تم الإشارة بشكل كبير في ذلك المؤتمر إلى مسألة العلاقة مع الآخر والحوار المتبادل بين أصحاب الديانات والثقافات المتباينة، الأمر الذي جعل من مفردات ذلك المؤتمر مرجعيات إصطلاحية كالوسطية والحوار، وكذلك العلاقة مع الآخر أسسها وضوابطها، في ضوء وسطية الإسلام، كما كان للتصوير الإسلامي للعلاقة مع الآخر أيضاً حضوراً إصطلاحياً بين مفردات المؤتمر، مثلما اشار بعض الباحثين أيضاً إلى وسطية الإسلام في التعامل مع أهل الكتاب، والوسطية الإسلامية باعتبارها مدخلاً للحوار الحضاري هذا بالإضافة إلى بيان صورة الإسلام والمسلمين في الغرب، والعلاقة مع الآخر في ضوء الوسطية في الإسلام وفقاً لروايات وسيرة النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام. إن الإسلام لم يطلب من أهل الكتاب إلاّ عبادة الله، وذلك بقوله تعالى "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله" إن العلاقة مع الآخر وجدت لها مكاناً خصباً في ذهن القائمين على أعمال المنتدى وتم ترجمة ذلك بالعديد من المؤتمرات والندوات والمحاضرات والمطبوعات، إذ يتشكل منها الجسم الفكري والثقافي والإنساني عموماً، وتفتح المجال واسعاً للحوار باعتباره من أهم العوامل المؤدية إلى توسيع آفاق الرؤية والرصيد المعرفي المتراكم بالخبرات الجديده التي تؤدي إلى تخطي الحواجز بين المختلفين رأياً وفكراً وثقافةً، وقد أختطّ المنتدى في سيره نحو تمهيد طريق الحوار بين الأديان والعلاقة مع الآخر على إطلاقه، أن يضع علامات بارزة توضع منهجه في الحوار الفكري والثقافي ، وليكون هذا المنهج عملاً قوسياً قابلاً للإستمرار كمدرسة فكرية منتجة للمعرفة وصانعة للتغيير الإيجابي نحو مزيد من التواصل الحضاري البنّاء، بحيث يراعي الجميع ضوابط الحوار الهادف وهي : الإعتراف لكل طرف بامتلاك المساحة التي تمثله، في الوقت الذي يترك مساحة مشتركة يلتقي فيها مع الآخر.
ضبط السلوك الإنساني الظاهر فلا غضب ولا عصبية
الإعتراف بأن الحوار ميدان لإثبات قدرة كل طرف على إقناع الآخر، أو التعاون معه أو التكامل أو التوقف عن مواجهته مواجهة ظاهرة
العمل على إيجاد الثقة بين أطراف الحوار
إطلاع الآخر على الفكر المتطرف ونتائجه والعمل على إلصاقه بالإسلام وقيمه
إعتماد المنهج الواضح بالحوار فلا مجادلة عقيمة ولا ابتزاز ولا مغالطة أو مراوغة، وهكذا.
احترام الآداب العامة للحوار لتكون منطلقاً للتفاهم
إن المنتدى بمثل إيمانه بالحوار وآدابه ومنطلقاته ومضامينه يؤمن كذلك بالبرامج الفعلية والتنفيذية الداعمة لهذا الأمر، وخاصة تبني رسالة عمان التي أسست لحالة فكرية جديدة وممتدة في الوقت نفسه، في الأردن والعالم الإسلامي وحظيت باحترام المؤسسات الفكرية والدينية على تنوعها، وكان للمنتدى دور في ابراز مضامينها والدعوة إليها، وخاصة تلك التي تدعو إلى احترام وقبول رأيه ومعاملته بالحسنى، والإنطلاق به نحو مساحة الحرية التي تجعله يعبر عن مكنونات فكره بكل حيادية. ولم يتوقف المنتدى أيضاً عن مساندة مشروع كلمة سواء، الذيإجتمع إليه أكثر من (138) عالماً من علماء الأديان على تعددها، وكذلك المذاهب الإسلامية على تنوعها، وكان الهدف من المشروع إبراز الوجه الحضاري الإسلامي التكاملي في تقبله لخلايا جسده على تنوعها وتقبله للآخر على اختلافه من أجل الوصول إلى درجة من الإنسجام والتناغم تسمح باستمرار الحياة لا تعقيدها. ومن البرامج الداعمة لعمل المنتدى برنامج التحصين الفكري الذي ينفذ بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في المملكة الأردنية الهاشمية، من أجل نشر مبادئ الفكر السليم الذي يحترم خصوصية كل فرد في الأردن بغض النظر عن دينه وعرقه وجنسه، بحيث نصل في نهاية المطاف إلى تأسيس قلعة صعبة تتحطم عليهاومن دونها معاول الهدم الفكري الذي يفرق بين مكونات المجتمع، خاصة ونحن نعلم أن المجتمع الأردني يضم بالإضافة إلى الأكثرية المسلمة، أقلية مسيحية، لها الحق بالعيش المشترك وفق ما تقرره الشرائع السماوية والإنسانية المشتركة. وإن من جميل الإعتراف الدولي بالمنجزات الفكرية والحضارية للمنتدى ما كان على شكل جائزة دولية مُنحت له بتاريخ 25/3/2014 وهي جائزة الدوحة الدولية لحوار الأديان، تقديراً لعطائه في موضوع حوار الأديان ولدوره في نشر فكر الوسطية والإعتدال والتسامح القائم على الحوار الهادف إلى بناء الطاقات الإيجابية لدى الشباب لتعزيز العيش المشترك، الأمر الذي أعطى المنتدى طاقة إيجابية حفزت الأداء لديه ليكون متصلاً بجهده السابق، مضافاً إليه الأفكار الإبداعية الخلاقة التي تصل إلى كل المؤمنين بالحرية والإعتدال واحترام حقوق الإنسان لإقامة مجتمع دولي متكامل ومتعاون على الأقل في القضايا الإنسانية ذات الإهتمام المشترك، ولعل كوكبنا الأرضي بيئياً وجغرافياً وديموغرافياً يفرض علينا هذا الأمر. وفي الختام .. أشكر لمؤتمركم الموقر هذا الجهد العظيم، والذي أتاح لي شرف المشاركة في أعماله المميزة ليكون ذلك شهادة مستقبلية نعتز بإنضمامها إلى شهادات المنتدى العالمي للوسطية في هذا المضمار الذي تطرحون. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/05 الساعة 10:01