عودة الى حصاة كوهين !
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/24 الساعة 00:25
ذات مفاوضات فلسطينية اسرائيلية عقيمة تستخدمها اسرائيل لهدر الوقت اخبرني صديق ممن شهدوا تلك المفاوضات انه قرأ مقالة لي بعنوان حصاة كوهين الملونة، وقال لي بالحرف الواحد ذهبت السكرة وجاءت الفكرة، اما حكاية حصاة كوهين فهي حدثت بعد الحرب العالمية الثانية، حين وجد كوهين نفسه جائعا وعاريا ولا يملك شيئا، مما دفعه الى استخدام ما تبقى لديه من خيال، فقرر ان يطرق ابواب القرية التي كان بالقرب منها، ويقول للناس البسطاء ان لديه حصاة سحرية ملونة، اذا طبخت مع اللحم او الدجاج فانها تضاعف من قيمته الغذائية وتعطيه نكهة لذيذة، وصدّق البسطاء ما قاله كوهين، وقدموا اليه ما لديهم من دجاج وحمام وخراف طيلة الشهور التي قضاها في القرية، كما انهم صدقوا بأن كل ما كانوا يأكلونه قبل هذه الحصاة كان عديم الطعم، وحين انهى كوهين آخر دجاجة في القرية غادرها وهو يلوح بالحصاة الملونة ذاهبا باتجاه قرية اخرى!
انها حكاية ككل الحكايات قد تكون وقعت بالفعل وقد تكون من نسج الخيال لكن التأويل للحكايات الرمزية يعطيها بعدا واقعيا تماما كما هي دلالات الاساطير، وكوهين الذي حلم بوجبة عشاء وقليل من الدفء اهتدى الى اختراع الحصاة، فضحك على قرية بكل من فيها من حكيمها الى مجنونها، واذكر ان صديقي الذي قال راحت السكرة وجاءت الفكرة عاد الى رشده وادرك انه يفاوض من سرق بيته بكل ما فيه ونسي ان الطرف الاخر هو السارق، ولكي تصل الحكاية الى نهاياتها الكوميدية السوداء .
احتفل الرجل الذي كان يفاوض على بيته المسروق لأنه حصل على مقلاة وبضع ملاعق ولحاف قصير لا يغطيه تماما، ثم اقنع نفسه بالمثل الاخرق الذي ورثه عن أزمنه الانحطاط والقائل على قدر لحافك مد رجليك ..
ومن يومها وهو ينام القرفصاء، ومن يدري قد يأتي يوم ينام فيه واقفا ويدفن واقفا لأن حصاة كوهين الملونة لم تُبقِ له غير شبر واحد من الأرض!
الدستور
انها حكاية ككل الحكايات قد تكون وقعت بالفعل وقد تكون من نسج الخيال لكن التأويل للحكايات الرمزية يعطيها بعدا واقعيا تماما كما هي دلالات الاساطير، وكوهين الذي حلم بوجبة عشاء وقليل من الدفء اهتدى الى اختراع الحصاة، فضحك على قرية بكل من فيها من حكيمها الى مجنونها، واذكر ان صديقي الذي قال راحت السكرة وجاءت الفكرة عاد الى رشده وادرك انه يفاوض من سرق بيته بكل ما فيه ونسي ان الطرف الاخر هو السارق، ولكي تصل الحكاية الى نهاياتها الكوميدية السوداء .
احتفل الرجل الذي كان يفاوض على بيته المسروق لأنه حصل على مقلاة وبضع ملاعق ولحاف قصير لا يغطيه تماما، ثم اقنع نفسه بالمثل الاخرق الذي ورثه عن أزمنه الانحطاط والقائل على قدر لحافك مد رجليك ..
ومن يومها وهو ينام القرفصاء، ومن يدري قد يأتي يوم ينام فيه واقفا ويدفن واقفا لأن حصاة كوهين الملونة لم تُبقِ له غير شبر واحد من الأرض!
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/24 الساعة 00:25