عليهم ..!!

مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/03 الساعة 11:11
الكاتب :احمد الهروط احسب أن كرة القدم لدينا لا تستوجب كل هذه الفوضى والتمادي لتجرف معها الروح الرياضية وتفرض الكراهية بين أبناء الشعب الواحد لتتحول الرياضة بعد ذلك إلى أحقاد دفينة يصعب تجاوزها كما حصل في ملاعبنا يوم أمس ، وما رافق ذلك من سلوك عدواني على منشآت رياضية ، وسلوك بدني ولفظي مخجل، ألحق الأذى الجسدي أو الضرر النفسي بالآخرين وأملاكهم الخاصة. أنا حزين جداً .. معاذ الله أن يكون حزني ناجماً عن عدم فوز فريقي في هذه المباراة أو تلك أبداً ، أنا لا يهمني أي فريق يفوز فكل الفرق سواسية كأسنان المشط بالنسبة لشخص لا يعشق من الرياضة سوى كرة الطائرة الشاطئية التي أتسّمر عند مشاهدتها ولا تفوتني تحت أي ظرف كان ، لكن ما يحزنني أن البعض يبحث عن فوز صغير مقابل خسارة كبيرة يومية وعاتية ودائمة أدمنها هذا البعض حد التلذذ. واللافت المخجل أن المدرجات اصبحت مزروعة بالألغام التي تنتظر الانفجار بأية لحظة لتستهدف كل شيء في الملعب وما حول الملعب.
رؤوس مليئة بالأزيز والهدير تتحفز للضرب والركل وما شابه. أجساد مرتخية متهدلة بسبب نقص اللوازم الأساسية في الرؤوس. ألفاظ بذيئة دونية تتقاذفها الألسن تكون سلاحاً يشهره البعض متى شاء ومتى أراد لذلك سبيلا ..! وارض الملعب طافحة بماء الوجه الذي اندلق من وجوه بعض المشجعين ونفر من اللاعبين الذين يجدون أن الشر ضروري والخسة غاية والتطاول على كل شيء متعة لا تضاهيها أية متعة. ترى هل نتوقع مقابل هذا الجنون وهذه الهستيريا أن يتم استحداث تعليمات جديدة على لعبة كرة القدم من قبل الاتحاد تفضي بأن تقام المباريات بدون ( فطبول ) مثلاً ..؟ وهل نتوقع أن تتجه النية لاعتقال الجمهور والحكام في حال احتساب هدف ، او طرد لاعب ( خشن ) درءاً لشغب ربما تندلع شرارته بفعل بعض الاعتبارات والنداءات والشعارات التي تنفجر بين الفينة والأخرى ..؟! المطلوب .. روح رياضية ، وشيء من الخجل وشيء من الشهامة ، وإدارات على قدر المسؤولية ، واتحاد صارم ، وإلا فإن إلغاء الملاعب وكرة القدم تحديداً بات ضرورة ملحة طالما ان الملاعب والمدرجات اصبحت ساحات يعتاش منها هذا النفر الأرعن ، هم واولياء نعمتهم الذين يريدون الفوز بأي ثمن حتى وان كانت الطريق إليه مليئة بالدم لكننا أبداً نتجاهل الثمن الذي سندفعه ..؟ عموماً .. ها نحن على المدرجات ، لا لنتفرج ، وإنما ليتفرج العالم علينا ( فاحنوا رؤوسكم واخجلوا).
  • رياضة
  • يومية
  • لحظة
  • عبين
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/03 الساعة 11:11