(جمعة غضب) فلسطينية
مدار الساعة - يخرج الفلسطينيون، اليوم، من عموم الأراضي المحتلة، في "جمعة الغضب" الشعبية العارمة، التي دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية لرفض التصعيد الأميركي الأخير ضد القدس المحتلة، بينما تواصلت المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما أسفر عن وقوع الإصابات والاعتقالات بين صفوف المواطنين.
ويتقاطر الفلسطينيون في مسيرات وتظاهرات غاضبة ضد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، "الاعتراف بالقدس عاصمة الكيان الإسرائيلي"، ونقل سفارة بلاده في أيار (مايو) المقبل، وضد عدوان الاحتلال المتواصل بحق الشعب الفلسطيني.
وتنطلق المسيرات المركزية، بحسب الناشط أحمد أبو رحمة لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، لتأكيد "رفض التصعيد الأميركي ضد القدس المحتلة، تزامنا مع التحركات الاحتجاجية الغاضبة نحو نقاط التماس والاحتكاك مع قوات الاحتلال، وصوب جدار الفصل العنصري".
وقال أبو رحمة إن "القوى والفصائل الوطنية والإسلامية دعت إلى "جمعة غضب" عارمة، اليوم، للتنديد بالقرار الأميركي بشأن القدس، ورفض عدوان الاحتلال المتصاعد بحق الشعب الفلسطيني، وتأكيد مواجهة خطط ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية".
ونشرت القوات الإسرائيلية تعزيزاتها الأمنية المشددة لقمع التحركات الشعبية الغاضبة، فيما يستعد جيش الاحتلال لنشر عدد كبير من جنوده من قوات "حرس الحدود"، في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية المحتلة بهدف إحكام السيطرة عليها كليا.
وتعتزم سلطات الاحتلال، بحسب صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية المقربة من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إن "الحكومة الإسرائيلية تعتزم لأن تكون تلك العناصر بمثابة قوة استراتيجية وقت الطوارئ للتعامل مع المهام الأمنية في الضفة الغربية"، وفق قولها.
وتخشى سلطات الاحتلال، بحسبها، من تطور الغضب الفلسطيني، في ظل التوتر المتصاعد بالمنطقة، لاسيما بعد القرار الأميركي بشأن القدس المحتلة، حيث ستعمل على "تعزيز قوات الجيش في حالة الطوارئ، وسيطرتها على جميع القطاعات بالضفة الغربية في حال حدوث "سيناريوهات متطرفة كالحرب"، وفق مزاعمها.
وفي الأثناء؛ اندلعت المواجهات مع قوات الاحتلال، أمس، في مختلف أنحاء الأراضي المحتلة، أثناء تنفيذها عمليات اقتحام ومداهمات واسعة ضد منازل المواطنين، كما شنت حملة اعتقالات كثيفة بين صفوفهم، من بينهم فتاة فلسطينية، شمال مدينة بيت لحم، بزعم حيازتها "سكينا" لتنفيذ عملية طعن.
وطالت الاعتقالات عددا من المواطنين من مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها وتخريب محتوياتها، فيما أمنت قوات الاحتلال اقتحام عشرات المستوطنين لبلدة "كفل حارس" قرب سلفيت، لتأدية طقوسهم الدينية المزعومة.
واقتحمت قوات الاحتلال مخيم "الدهيشة" للاجئين الفلسطينيين، وبلدة "حوسان" قضاء مدينة بيت لحم، وبلدة "حلحول" شمالي الخليل، ومدينة طولكرم، كما اقتحمت قرية "العيساوية"، شمال شرق القدس، ودهمت عدداً من منازلها.
من جانبه، دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، المجتمع الدولي لمساءلة ومحاسبة سلطات الاحتلال، لاستمرار خروقاتها الفاضحة للقانون الدولي والشرعية الدولية، وعلى رأسها ميثاق جنيف الرابع لعام 1949، والتي كان آخرها قراراتها المتعلقة بفرض ضريبة الأملاك على الكنائس وممتلكاتها.
وأكد عريقات، أن "سلطات الاحتلال تقوم بتطبيق قوانين العثمانية وقوانين الانتداب البريطاني وتصدر أوامر عسكرية وتتصرف خارج إطار القانون الدولي وترتكب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة".
ولفت إلى "سياسة الاحتلال العدوانية، المتمثلة في الإعدامات الميدانية، والاعتقالات، وهدم البيوت ومصادرة الأراضي والتطهير العرقي والحصار والإغلاق وإساءة معاملة الأسرى، بما في ذلك اعتقال الأطفال كما يحدث مع الطفلة الأسيرة عهد التميمي، إضافة إلى قائمة طويلة من العقوبات الجماعية.
وشدد على أن "إدارة الرئيس ترامب تقوم حالياً بمكافأة سلطات الاحتلال على ما ترتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، وتسعى لمعاقبة الشعب الفلسطيني حتى وإن تحدث ورفض وصمد في وجه هذه الجرائم".
ولفت إلى أن "مفتاح الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة يبدأ بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد سيادة دولة فلسطين بعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وحل قضايا الوضع النهائي كافة، وعلى رأسها قضية اللاجئين الفلسطينيين استناداً للقرار الأممي 194 والافراج عن الأسرى".(الغد)