الناصر حازم.. ما الذي حدث؟
مدار الساعة - كتب: محرر الشؤون المحلية - لم يكن أحد يتوقع ان يغادر وزير المياه والري الدكتور حازم الناصر "السرب الوزاري" حتى ولو جيء بحكومة جديدة، بعد ان حجز مقعده سنوات طويلة، كان فيها تنفيذ البرامج والمشاريع اولى اولويات عمل الوزارة وسياستها.
لقد ظلت مشكلة المياه الهاجس الذي يقلق الحكومات المتعاقبة قبل المواطن، وتحديداً في فصل الصيف من كل عام حيث يزداد الطلب على هذا العنصر الحيوي باستخدام واستهلاك يفوق كل أشهر السنة، ولكن الناصر والفرق العاملة في الوزارة والتابعة لها استطاعوا ان يجعلوا من الاردن مثار اعجاب وخصوصاً مع تدفق اللاجئين السوريين الذين غمروا المملكة، وكذلك الزوار القادمين من بلدان شقيقة وصديقة.
هذا الصمود المائي لم يوجد من فراغ لو لم تكن هناك ادارة حصيفة وارادة تستمد من الخبرة والعمل الدؤوب والخروج الى الناس والاستماع لمطالبهم، وتفهمها والصدقية في تلبية احتياجاتهم على عكس التباطؤ الحكومي والتلكؤ في تنفيذ المشاريع في القطاعات الأخرى ليظل قطاع المياه في طليعتها التي لم يشعر المواطنون بشحّها، وان كان يحدث في بعض المناطق نقص ليوم او يومين، الا ان الحالة الاعتيادية في وصول المياه لم تتأثر رغم الضغط جراء التزايد السكاني وكثرة الاستخدام.
من المؤكد ان الناصر نجح في وضع "خريطة مياه" كانت مرنة وقابلة للتنفيذ وليس على قاعدة المشاريع الهوائية التي اطلقتها حكومة الملقي في مختلف القطاعات، وعلى اساس هذه الخريطة كان يفترض من رئيس الحكومة وهو يجري التعديل السادس عليها، التمسك بوزير المياه، أولاً : لنجاحه في وزارته، وثانياً: احترام رأيه وحقه في تولي حقيبة نائب رئيس الوزراء بحكم أقدميته، والا ماذا يعني وزير ناجح ووزير حمولة زائدة كما كان يتذرع الملقي عند كل تعديل؟
ما يسجّل للناصر، انه كسب ثقة المواطن في تنفيذ برامج ومشاريع المياه، وفي الوقت ذاته، احتوى غضبه عند بعض الازمات باعتبار توافر حاجته من حقوقه الحياتية، وبالتالي، فإن مقولته وهو يغادر موقعه "انا جندي لخدمة الوطن" ولما حققه من نجاحات في هذا القطاع، انما ترك الكرة في ملعب الحكومة التي تأكد للقاصي والداني ان رئيسها لا يعرف من هو اللاعب الهاوي، والنجم الذي يسجل الأهداف!