اين الاردني
اانا ابن رجل ولد في الاردن في عام 1912 ، كان والدي مزارعا وكنا نزرع ونحصد الارض معه فكانت عائلتنا الاردنية عائلة منتجة قبل سبعين من الآن .
في عام 1948 كان والدي يعمل في حيفا وفي مهنة "القصارة والبلاط والدهان" فكان لابي مهنتان ،كان هذا في بدايات استخدام الاسمنت.
اما ابناء بلدتي الشجرة فقد عملوا في حيفا في الاربعينيات وفي بيروت اواخر الخمسينيات حتى السبعينيات ولو كلفت السفارة الاردنية نفسها وذهبت الى عمارات بيروت القديمة والعالية وسألوا كبار السن من عمل في هذه البنايات لقالوا انهم الاردنيون.
اضطر الاردني لترك ارضه "بور" اي بدون زراعة ويبدو ان الكلمة مأخوذة من المعنى الانجليزي وكان ذلك في بداية السبعينيات والسبب عبقرية احد رؤساء الوزارات في حينه عندما استورد القمح بسعر يقل عن كلفة انتاجه محليا فهجرنا الحقل بسياسات تلك الحكومة.
اما الايدي العاملة الماهرة الاردنية واتحدث هنا تحديدا عن مهن الانشاءات والعمار فقد كانت الاولى في المنطقة وكانت تتمتع بمستوى معيشي ممتاز وتم طردها بسياسة حكومية اخرى عندما استقدمت العمالة المصرية الرخيصة والتي كانت تقبل بـاقل من 25% من الاجر فتم طرد العامل الاردني السوق لصالح العمالة الوافدة
عندما اتجه الاردني نحو التعليم وباع ارضه ليعلم ابنه خسر الارض والوظيفة - ان وجدت لا تكفي - شاغلها اجور مواصلات من والى العمل حتى المستثمر علم بالسعر فاصبحت الشركات الاجنبية.
تستخدم الاردني خريج الجامعة الاردنية في تخصص الحاسوب مثلا بـ 300 دينار.
في بلدتي الشجرة والتي اسوقها مثالا ولا تختلف عن البلدات المحيطة فان جميع العاملين في مهن
البنشر والميكانيك والكهرباء والبلاط والقصارة وجميع المهن الاخرى هم من ابناء البلدة وهؤلاء هم الاردنيون.
الاردنيون ذهبوا ضحية سياسات خرقاء اطاحت بهم ، وانني لاشعر بالاحباط عندما اجد الاولوية في القبول في المدارس الحكومية لابناء اللاجئين ويقف الاردني محتارا بين الشفقة على الاخ والجار المجروح وسياسة لم ترع حقوقه
نقول لمن يقدم تقاريره للملك اتق الله في ابناء الاردن خير اجناد الارض بشهادة خير البشر النبي العربي الهاشمي سيدنا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم..