غزل المفردات

مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/27 الساعة 00:33
لارا طمّاش هو يتركنا على قارعة الطريق نبارز الذكريات،..إما نهزم الحزن أو الحزن يهزمنا، هذا الزمهرير المغروز في الأعماق كسيف، كعلّة لا يشفيها شيء إلا توسّد الأحلام، نعم حُرّة مشاعرنا و تتطاير في هواء لحظات الجرح الذي جمعنا. و لا أستسلم! أحمل ندبي و ندب العالم وأزهو زهرا وأقحواناً، أتمدد مسافات وتبتلعني طرق ويبقى لحرفي مداه، وأقول لنفسي في الصباح وفي انتظار الفرح سأقلّب جرحي وأستطيب فيه جزءا كبيرا لازال يحتل ذاكرتي..وأمشي، أمشي بعربة النور والنوّار على صدر التقلب ..كظل..كشمعة..كوهم. اكسر ضلع ليلي لألحق بمراكب البحارة، أجدّف بالصبرلألمح سفنهم تغسل قلبي بأبيضهم فأترامى في زوايا التفكير بين شيء من هنا و شيء من هناك. شيء منهم و شيء مني..وأشياؤنا الكثيرة قتلتني. يا ليلي الطويل..جمعتني بك لآلىء النجوم؛ فالمسافة بين ذراعيك ودمعتي ضمّة حنان، والمسافة بين وجهك ووجهي ملامح من أمس و حاضر، و أجمل ما يحصل لنا أن نراه من جديد! أن نتعرف على تلك الخطوط المختفية في وجوهنا الغامضة كمصيرنا. استيقظ أتحسس حروفي مع كل فجر أتأكد أنها نامت ليلتها بقربي وما غادرتني ككل الأشياء التي توجّست فيها أمانا و خذلتني بغياب، ككل تلك الأشياء المنكسرة على أعتاب ذاكرتي الآن، كل تلك التي توّجت فيّ شيئا و كادت يوما أن تكسرني. أتشرد مع أفكاري في ساحات الحلم، أتلذذ بغزير زخات المشاعر فيلتف عليّ الحرف و يدفئني من صقيع يوم قادم. كلنا لابد لنا أن نربط مشاعرنا بمرساة القلب، ونخاف الريح، لو زمن الغياب راود الشتاء القادم حاملا حقائب السفر نحو واحات الغروب .. الآن وقد وصلت، فهذا البحر يُشبهني وخيالي في عمقه جامح. أحمل روحي على يدي و أخفي عين الشمعة في باطن كفي، أترنح في مرآتي وأسقط قصيدة. بعض الانتظار يهذّب النفس و بعض الانتظار يُصهر، ولكن كل الانتظارات موجعة ولو كان بيدي لسلكت جبالا وارتحلت مسافات وما استرسلت في ثنايا الجُمل، ولا سمحت لأهدابي الحبلى بالسهر أن يداعبها خيال، فمن عرف الشِعر فهم أن غزل المفردات قارورة عطر سقطت مورّثة وجعا معتّقا لطفولة مستمرة. الدستور
  • عرب
  • لب
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/27 الساعة 00:33