الانتظار العقيم !!

مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/25 الساعة 00:20
ما لا يتنبه اليه الساسة والجنرالات ومن تستغرقهم الاحداث المتسارعة هو ما يؤدي اليه تفاقم الازمات واستمرارها من ارهاق نفسي وعاطفي؛ لأن للانتظار حدودا ما ان يتخطاها حتى يتسرب اليأس الى النفس؛ لأنه يصبح كانتظار غودو في مسرحية بيكيت، ولو كان لعلم النفس السياسي وجود في مجتمعاتنا لكانت معظم المقاربات والتحليلات المتداولة عبر الميديا مختلفة تماما، وعلى سبيل المثال فإن التكرار والالحاح يلحقان ضررا بالقضايا التي يراد حشد الرأي العام حولها، وهذا ما يحدث ايضا لزعماء يتصور من يعملون ابواقا لهم على مدار الساعة انهم يخدمونهم، ويجتذبون الناس اليهم، لكن الحقيقة عكس ذلك تماما ، فالالحاج يؤدي بالضرورة الى الضّجر وما يعيشه العالم العربي من ازمات اشتدت ولم تنفرج بل انفجرت تباعا، انتهى مفعوله عند هذه اللامبالاة والعزوف حتى عن متابعة الاخبار؛ لأنها متكررة، واحيانا تبدو كما لو انها معادة؛ لأن المبتدأ فيها هو الدمار والخبر هو الموت والتشريد! والمفارقة هي ان من يتصورون بأنهم ينتصرون لقضية ما وينحازون اليها، يسيئون اليها من غير ان يدركوا ذلك، وقد يساهم خصومهم في مضاعفة الالحاح والتكرار كي ينصرف الناس الى شجونهم اليومية بعيدا عن الشأن العام حتى لو كان وطنيا ! واذا ادرك الناس ما يسمى الارتهان العاطفي بسبب فائض الترقب والانتظار فان سهم بوصلتهم يغير الاتجاه، والدراسات التي قدمت عن اعلام النظم الشمولية برهنت ميدانيا على ان فلسفة الدببة في الدفاع عن سادتها انتهت الى شج رؤوس الاسياد، اما الذباب الذي كان يحوم حول انوفهم فقد طار ولاذ بالفرار بحثا عن رؤوس اخرى! وقد يؤدي الاستخفاف بعلمي النفس والاجتماع قدر تعلقهما بالسياسة والاعلام الى نتائج غير محسوبة بحيث تصبح النوايا الحسنة ان كانت حقا حسنة طريقا معبدا الى الجحيم والهاوية معا!. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/25 الساعة 00:20