بعد شد وجذب ... مجلس الأمن يقر هدنة في سوريا لمدة 30 يوما
مدار الساعة - صوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع على تأييد مشروع قرار بشأن وقف إطلاق النار في سوريا، بعد مشاورات وتأجيل العديد من المرات للتصويت عليه.
وبحسب القرار، فإنه يجب وقف إطلاق النار في جميع مناطق سوريا 30 يوما على الأقل، والسماح للأمم المتحدة لعمليات الإجلاء الطبي للمدنيين دون أي إعاقة من أي طرف.
بالإضافة إلى مطالبة جميع أطراف الأزمة السورية بالسماح للمرور الآمن للعاملين بالمجال الإنساني والطبي، وبرفع الحصار على كل المناطق المحاصرة من ضمنها الغوطة الشرقية.
وفي كلمة ألقاها بعد عملية التصويت، قال المندوب للكويت لدى الأمم المتحدة، منصور عياد العتيبي، إن الأهم الآن هو تنفيذ القرار بما يحفظ حياة المدنيين في سوريا.
من جهتها، قالت المندوبة الأمريكية نيكي هايلي: "على النظام السوري وحلفائه وقف الهجمات على الغوطة الشرقية وإيصال المساعدات".
وقالت إن "التصويت على مشروع القرار جاء متأخرا بسبب روسيا وكان يمكن أن ننقذ مئات الأرواح".
وزادت من انتقادها لروسيا بالقول: "إن موسكو عرقلت التصويت بشكل متكرر على مشروع القرار بشأن سوريا قبل النجاح بالتصويت عليه".
وكان اجتماع مجلس الأمن الدولي، بدأ مساء السبت، للتصويت على وقف لإطلاق النار في سوريا، بعد تأجيله لمرات عدة.
ويعقد مجلس الأمن جلسته الخاصة هذه للتصويت على مشروع القرار المقدم من السويد والكويت، بعد تأجيلها "من أجل المشاورات".
وكان التصويت واجه صعوبات عدة مع مطالب روسيا بضمانات عدة ومحاولتها عرقلة مشروع القرار.
وعقد الاجتماع بعد تأخر لمدة ساعتين تقريبا عن الموعد المقرر عند الساعة (17:00 بتوقيت غرينتش)، ولم يُعرف ما سيكون عليه موقف روسيا، وما إذا كانت ستلجأ إلى حق النقض أو الامتناع أو تقرر التصويت على مشروع القرار.
وكانت مندوبة أمريكا في مجلس الأمن نيكي هايلي قالت إن جلسة اليوم في مجلس الأمن ستكشف إن كانت موسكو لديها "ضمير".
وفي البداية، كان مشروع القرار ينص على أن موعد سريان وقف إطلاق النار يبدأ بعد 72 ساعة من تبنيه، لكن هذا التصور لا يزال قيد المناقشة.
واستخدمت روسيا حق النقض 11 مرة ضد مشاريع قرار حول سوريا تستهدف حليفتها دمشق. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر استخدمت حق النقض لإنهاء تحقيق تقوده الأمم المتحدة حول هجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا.
يأتي ذلك في حين تتفاقم معاناة المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية قرب دمشق مع استمرار قوات النظام لليوم السابع على التوالي قصفها، وتجاوزت حصيلة القتلى منذ الأحد 500 مدني، فيما يتوقع أن يصوت مجلس الأمن على وقف لاطلاق النار في سوريا بعد التأجيل المتكرر.
وفي انتظار التصويت واصلت قوات النظام السوري قصف الغوطة الشرقية، وفق ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أكد مشاركة طائرات روسية في عمليات القصف، الأمر الذي نفته موسكو.
وأعلن المرصد مقتل ما لا يقل عن 35 مدنيا بينهم ثمانية أطفال في القصف السبت، بعد غارات ليلية تسببت بحرائق في أحياء سكنية بحسبه.
وأفاد بمقتل 513 مدنيا بينهم 127 طفلا منذ بدء قوات النظام تصعيدها في الغوطة الشرقية مساء الأحد الماضي. وقال إن "محرقة الغوطة الشرقية مستمرة، ويكاد القصف الهستيري لا يتوقف".