«صوت العرب» من القاهرة.. من عمان
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/23 الساعة 17:17
لزيادة في المعرفه لمن لا يعرف مواقف الاردن القومية وموقفه تجاه امته وردا على بعض المغرضين وتصحيحا لأفكار مشوشة؛ فاني في مقالي هذا ارجع للوراء قبل ستة عقود من الزمن عندما شنت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عدوانها الثلاثي على مصر بقيادة الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر الذي وضع نصب عينيه تصديه لاعداء الامة العربية وبث الروح القومية فيها فكانت اذاعة صوت العرب من القاهرة احدى اذرع الاعلام المصري في ذلك الوقت وكانت الشعوب العربية شديدة الحرص على سماع تلك الإذاعة التي كانت تحمل الهم النضالي وقوى التحرر في الجزائر واليمن وفلسطين وفي انحاء العالم العربي الكبير..
واثناء العدوان الثلاثي على مصر تعرضت صوت العرب من القاهرة للعدوان وتوقفت عن البث تماماً، وهنا دخل الراحل الملك حسين على الاذاعة الأردنية في عمان والتي كان يقع مقرها في جبل الحسين وكان مدير الاذاعة في ذلك الوقت المرحوم سري عويضه وطلب من مدير الإذاعة استمرار بث اذاعة صوت العرب من القاهرة من الاذاعة الاردنية في عمان بصوت الاذاعي الاردني المعروف والذي بقي الشاهد الحي الوحيد لغاية الآن وزير الاعلام الاسبق الدكتور سمير مطاوع حيث استمرت "صوت العرب" من القاهرة تلهب حماسة الجماهير العربية من عمان وتغيظ اعداء الأمة..
هذا الموقف العربي الاردني موقفا عظيما لجانب مصر في تصديها للعدوان وكانت هذه المواقف صلبة لا تهتز مهما كانت الخلافات وتدل دلالة لا شك فيها على ان مواقف الاردن القومية نابعة من ايمان الشعب والقيادة لان الوطن العربي هو وطن الجميع وانه لا يمكن لاحد ضرب هذه المواقف او المزاودة عليها وان الاردن كان دائما يقف في وجه مخططات العدو الحقيقي الذي زرع في المنطقة لتمزيق الجسد العربي الا وهو الكيان الاسرائيلي الاحتلالي الغاصب لفلسطين العربية المعادي للأمة ثقافة وسياسة وحضارة وتقدما ..
فالاردن كما غيره من الاقطار العربية مستهدف بكل شرائحة الاجتماعية وبأرضه وسمائه وقيادته وأن الالتفاف حول المصلحة الاردنية وزيادة التلاحم بين ابناء الشعب الاردني الواحد هو القلعة الحقيقية للحفاظ على الدولة والشعب .. صحيح اننا في بلد فقير في موارده ونواجه مصاعب اقتصادية حادة لأسباب كثيرة منها ما هو خارج عن ارادته ومنها لاسباب حكومات متعاقبه ولكن ليس هناك مبرر للهدم او الفوضى او حتى الانتقاص من العمل والواجب الأردني على الساحة العربية وسيظل المخلصون من ابناء هذا الوطن الغالي الجنود الاوفياء والسيوف البتارة في الدفاع عن الوطن وتحطيم كل المؤامرات التي قد تحاك ضده.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/23 الساعة 17:17