الكساسبة يكتب: عيال سليمان الركيبات

مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/22 الساعة 22:16
بقلم: جواد الكساسبة بعد حمد الله و الثناء على منه وكرم عطائه، شاهدت كما شاهد الكثير من أبناء هذا البلد الطيب صور أبناء المرحوم الشهيد بإذن الله المقدم سليمان الركيبات وهم يجلسون بجانب جلالة الملك في عزاء والدهم و قد كانوا قبل ذلك يلهون مع أقرانهم في الخارج أو كانوا ممن يقدمون التمر والقهوة لجموع المعزين و اجلسوهم بجانب جلالة الملك على كرسي واحد وهم يرتدون ملابس أفخر ما تكون عندهم ربما كانت ملابس عيد الفطر أو ملابس بداية العام الدراسي. منذ أن شاهدت هذه الصورة ولم يخطر ببالي إلا صورة والدهم وهيئته يوم انتقاله الرفيق الأعلى سليمان كان يرتدي فوتيك وبسطار و لى جنبه مسدس، سليمان ربما كان قد أفطر من فطور عسكره ذلك اليوم لبنه وزعتر وبيضة مسلوقة وشاي مع حليب لونا حسب اعاشة الجيش، سليمان ربما لم يشاهد هؤلاء الأبناء منذ عدة أيام ليس لأنه في مؤتمر أو سفرة خارج البلد بل لأنه مناوب أو مرابط على ثغر من ثغور الوطن و يحمي عائلات من هم في المؤتمرات و السفرات خارج البلاد. سليمان، تخيلتك وانت تلاهي هؤلاء الأبناء وتحايلهم حتى يصبروا على متطلباتهم من ملابس أو حتى طعام مميز أو رحلة إلى الغور، تحايلهم حتى نزول الراتب إلى البنك و ذلك الراتب المتخن بالقروض و الجمعيات و الالتزامات. سليمان ربما يتعهد مصروف والديه أو أحد إخوته بالجامعات، سليمان كلما ذهب في إجازة إلى أهله وجد امامه مجموعة من الالتزامات الاجتماعية ينتظره والده او أقاربه كي يذهب لتأديتها لأنه ضابط بالجيش و عليه واجب لأنه وجه من وجوه العشيرة. أتخيل سليمان وهو عائد من مهمة حفظ السلام مع الأمم المتحدة في هاييتي ويحمل في حقائبه هدايا ساعات لون ذهبي بسعر 3 دولارات و بجامات للاولاد وجبّة للوالد وعطر للزوجة وقماشة الحجة . ربما ان الواقع أصعب من الخيال لكن لا بد من الخيال لكي نعزى انفسنا و نعزي الوطن بفقدان قائد شريف لم أعرفه شخصيا و لكني شاهدته ذات مرة على شاشة التلفاز خلال لقاء على الواجهة الشمالية. يا عيال سليمان لكم حسن البقاء وحسن العزاء ويا عمو إلبسوا الفخر بأبيكم واذكروا دائما أنه لو شاء أن يكون بيتكم في أرقى مناطق عمان لكان ذلك ولو أراد ان تكونوا طلاباً في المدارس الخاصة في عمان لكان ذلك ولو شاء أن تكون ملابسكم من أرقى الماركات لكان ذلك ولكنه اشترى لكم الفخر والإباء و الشرف وجعلكم رافعي رؤوسكم بهذا الأردني الشهم والديكم البطل صاحب سُمرة الصحراء التي تعلو جبينه وعلامة شفرات الحلاقة على خديه .. حفظكم الله يا أبنائي ولكم اتمنى لقاءكم وتقبيل جبهاتكم أكتب والعبرات تخنقني.. رحمك الله يا سليمان بيك وجعل مثواك الجنة ولكم يا أبنائي حسن العزاء.. ورحم الله شهداء الوطن و انا لله و انا اليه راجعون
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/22 الساعة 22:16